كتاب وأدباء يطالبون قطر بالتوقف عن دعم وإيواء الإرهابيين
الباحثون والأدباء العرب قالوا إن ما اقترفته قطر يعد صدمة حضارية وثقافية وفكرية بعدما اختارت أن تكون العدو الأول لأشقائها
أكد عدد من الكتاب والأدباء أن دعم قطر وإيواءها وتمويلها للإرهاب الذي استهدف أمن وسلامة واستقرار الشعوب ومقدراتها يعد صدمة حضارية وثقافية وفكرية لكل إنسان خليجي وعربي، ما يضع على عاتق أبناء هذه الأمة مسؤولية التصدي لمثل هذه الممارسات والأفكار الهدامة والظلامية من خلال مواجهة الفكرة بالفكرة.
وقال الكتاب والأدباء في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، على هامش منتدى الاتحاد السنوي الـ12 الذي انطلق الخميس في أبوظبي، إن الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) لديها حق مشروع في أن تحمي شعوبها وأمنها واستقرارها ما يؤكد مواصلة المقاطعة حتي تعود قطر إلى رشده والكف عن ممارساتها الداعمة للإرهاب.
وأشاروا إلى أنه لا تلوح في الأفق أي بوادر للحل، في ظل تمسك قطر بسياستها الداعمة للإرهاب، والتمترس خلف "مفهوم السيادة والممانعة والمقاومة إضافة إلى الدور التحرري الذي تزعمه".
ومن جانبه، أكد محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر، رئيس تحرير الاتحاد، أن الإرهاب لم يكن يوما محصورا في منطقة أو ضد دولة معينة لكنه منتشر في جميع أنحاء العالم، وتكمن خطورته في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة في أن من يرعاه دولة عضو بمجلس التعاون الخليجي، وهي قطر ما أدي إلى وقوف الدول الأربع المقاطعة لقطر بحسم وحزم أمام الممارسات التي تنتهجها الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب حتى تعود إلى صوابها ورشدها، والكف عن ممارساتها التي تستهدف أمن وسلامة الشعوب ومقدراتها.
وأضاف أن قطر مطالبة اليوم بالتوقف عن دعم وإيواء وتمويل الإرهابيين، إضافة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية بشكل عام، وذلك في ظل تورطها في زعزع أمن واستقرار بعض الدول.
من جهته، قال حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إن المنطقة تشهد فرزا واضحا للإرهاب بعدما تساقطت الأقنعة، وانكشفت الوجوه على حقيقتها، مشيرا إلى أن تركيز منتدى الاتحاد على الأزمة القطرية وعلاقاتها بالإرهاب وكشفها يعد جزءا من مشروع وطني، وذلك من خلال فضح تورطها وعلاقاتها بالإرهاب وأيضا من خلال البحث والمناقشة وتبادل الأفكار.
وأوضح أن المرحلة المقبلة بحاجة إلى المزيد من العمل عبر التوثيق والبحث والاستنتاج، معتبرا أن الحل يجب أن يكون جذريا من خلال العمل الدائم وإطلاق المبادرات التي تناهض الفكر الإرهابي مثال مبادرة "تحدي القراءة العربي" الذي يناقض الفكرة القطرية.
الكاتب الصحفي والروائي الإماراتي، علي أبوالريش، أوضح من جانبه أن منتدى الاتحاد يسعى للوقوف على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة خاصة الأزمة القطرية.
وأشار إلى أن الإنسان الخليجي والعربي كان يحلم بمثل هذا التجمع "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" والذي يمثل قوة للعلاقة بين الأشقاء على كلمة سواء والاتفاق على القضايا المهمة والجوهرية التي تؤثر على مصير الإنسان في هذه المنطقة، لكن وجدنا دولة من دول التعاون وهي قطر تشق العلاقة وتغرد خارج السرب حتى أصبحت شوكة شائكة في الجسد الخليجي، وذلك من خلال حشدها لكل القوى الظلامية، ووضعها على هذه الجزيرة الصغيرة لتكون عقبة في سبيل الوصول إلى سلام دائم في المنطقة.
وأضاف أن ما فعلته قطر يعد صدمة حضارية وثقافية وفكرية بالنسبة لكل إنسان خليجي وعربي، لأنه يمكن أن يكون هناك اختلاف في الأفكار والتوجهات لكن أن تصل الأمور إلى أن تصبح العدو الأول لأشقائك هذه معضلة كبيرة.
وتابع قائلا "نعول كثيرا على أبناء هذه الأمة من المحيط إلى الخليج ونضع على عاتقهم مسؤولية التصدي للأفكار الهدامة والظلامية من خلال مواجهة الفكرة بالفكرة ووضع الأفكار المقنعة للإنسان؛ لأن هناك الآن حشدا ومحاولة للإغراء وإثراء الفكر بأفكار قائمة على الهدم والتدمير".
من ناحيته، قال الدكتور عمار على حسن، الباحث المصري، إن المنتدي السنوي لصحيفة الاتحاد ناقش قضية هامة تفرض نفسها على أجندة البحث وهي مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تلاقح الأفكار بين نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين، مشيرا إلى أن الأزمة القطرية فرضت نفسها على طاولة النقاش.
وأضاف أن "هناك 3 سيناريوها للأزمة القطرية؛ الأول سيناريو إلى الأمام وهو أن تقر قطر بسياستها المضرة بأشقائها في الدول العربية والخليجية على مدار عقدين من الزمان وأن تتراجع عنها، وبإمكانها الاستعانة بدول الخليج كي تساعدها في التخارج من الدور المشبوه الذي رسم لها، ويعد هذا هو الأفضل بالنسبة لمستقبل قطر".
وأشار حسن إلى أن السيناريو الثاني؛ هو "الرجوع إلى الخلف واستمرار الأزمة ما يعني مزيدا من تحالف قطر مع التنظيمات الإرهابية والتكفيرية واستخدامها لزعزعة استقرار المنطقة أو لتحقيق أهداف الحكومة القطرية التي تتصور أنها انتقلت من مرحلة تثبيت الملك إلى مرحلة توسيع الملك".
أما السيناريو الثالث كما يقدمه الباحث المصري المرموق فهو "الوقوف في المكان والمراوحة عند النقطة التي نحن عليها ومحاولة عدم تقديم أي تنازلات من قبل قطر أو استحقاقات، واستمرارها في أن تتحدث في الظاهر عن أنها قلعة المضيوم، وأن لا علاقة لها بالإرهاب بينما تمد يدها في الخفاء للتعاون مع تلك التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى أن هذا السيناريو هو القائم حتى اليوم".
وطالب عمار على حسن حكومة قطر بأن تعود إلى رشدها وأن تدرك أن أمان قطر ليس بأن تحتمي في إيران أو تركيا؛ لأن التجربة التاريخية تقول إن إيران إن دخلت دولة سيطرت على مجتمعها.
- قطر وإيران والجمعة الحزينة.. 3 هزائم مؤلمة في يوم واحد
- حمساوية لندن.. عندما تباع القضية الفلسطينية بالريال القطري
من جانبه، قال عبد الله العتيبي، الكاتب والباحث السعودي إن منتدى صحيفة الاتحاد تطرق في دورته هذا العام إلى التحدي الذي تواجهه دول مجلس التعاون الخليجي المتعلق بمكافحة الإرهاب، والذي يأخذ طابعا خاصا بسبب مقاطعة الدول العربية الأربع لدولة قطر من أجل دعمها وتمويلها للإرهاب وانتهاجها سياسات عدائية اتجاه أشقائها.
وأضاف إن الدور القطري في دعم الإرهاب والتحالف مع التنظيمات والجماعات الإرهابية بدأ منتصف تسعينيات القرن العشرين عندما قرر الشيخ حمد بن خليفة أن يتحالف مع القوي الإرهابية من أجل زعزعة استقرار الدول العربية ودول الخليج والتحكم كما كانت هي أحلام قديمة لجماعة الإخوان المسلمين في إسقاط الدول وقيامها، وما كان يسميه حسن البنا بـ"سيادة الدنيا ويوم الدم"، الذي رأيناه في ما يسمي بـ"الربيع العربي" الذي قامت فيه قطر بأدوار تخريبية في عدد من الدول العربية والخليجية.
ولفت العتيبي إلى أن "الحكومة القطرية سعت إلى زعزعة استقرار جميع الدول العربية والخليجية بشتي الطرق، فهناك العديد من المؤامرات التي تم كشفها من خلال الوثائق والشهادات الحية، وذلك بعد قرار مقاطعة الدول الأربع لقطر"، مشيرا إلى أن العالم يتجه اليوم نحو محاربة حقيقية للإرهاب.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات منتدى الاتحاد السنوي الـ12 انطلقت الخميس الماضي تحت عنوان "دول مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب" وقدم خلالها المشاركون 11 ورقة عمل على مدار 4 جلسات شهد مساهمات رصينة تساعد في توضيح الكثير من أدوات مكافحة الإرهاب في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الكشف عن الحقائق التي تساعد على درء خطر التطرف والإرهاب بعيدا عن المجتمعات الخليجية، وذلك من خلال تبادل الأفكار بين نخبة من المثقفين والمتخصصين.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز