"الجزيرة لا تمثلنا".. قطريون ينتفضون ضد قناة الفتنة
افتراءات تحيكها قناة "الجزيرة" القطرية، لزرع بذور الفتن ووأد مساعي المصالحة، في أجندة خبيثة باتت مكشوفة حتى لدى القطريين أنفسهم.
مغردون قطريون أطلقوا هاشتاق حمل اسم #الجزيرة_لا_تمثل_القطريين، سرعان ما تصدر ترند تويتر في الإمارة، شارك فيه أيضا مغردون عرب عبروا عن تضامنهم مع أشقائهم القطريين في انتفاضتهم ضد قناة الفتنة.
ويشن إعلام قطر حملة ممنهجة مشحونة بالافتراءات والإساءات تقودها قناة "الجزيرة" ضد دول الرباعي العربي المقاطع للدوحة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
وتصاعدت وتيرة الحملة منذ إعلان الكويت في 4 ديسمبر / كانون الأول الجاري، عن مباحثات "مثمرة" في إطار المصالحة الخليجية، وهو ما يعني أنها تستهدف بشكل واضح إفشال جهود الكويت، وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة المستمرة منذ سنوات.
استياء واسع
المغردون عبروا عن استيائهم الواسع من سياسة قناة الجزيرة، لافتين إلى أن معظم العاملين فيها غير قطريين، ولا يبحثون سوى عن مصالحهم ومصالح محرضيهم.
وفي هذا السياق، قال المغرد القطري المعروف راشد بن سالم بن قطفة الفهاد المري، إن "الجزيرة لا تمثل القطريين.. لا يمثل القطريين إلا من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم ويكشف الظلم عنهم، ولم نر تقريرا واحدا من الجزيرة عن عدم استقلال القضاء وانتهاكات حقوق القطري، وتعذيب القطريين في السجون واغتصابهم. ولم نر تقريرا عن الاختلاسات والفساد في قطر ولا أوضاع السجناء القطريين".
بدورها، عبرت خديجة حمد عن الاستياء القطري الواسع من قناة الجزيرة، وغردت قائلة: "كل الشعب القطري مستاء كثيرا من الجزيرة وما تقوم ببثه من سموم على لسانه".
وتابعت أن "قناة الجزيرة من شأنها تشويه صورة قطر أمام العالم العربي حتى لا تتم المصالحة"، مضيفة: "لن نسكت بعد اليوم على ما يفعله مذيعو الجزيرة غير القطريين في بلادنا".
ومؤيدا الطرح نفسه، قال المغرد علي خليفة: "منذ نشأة الجزيرة وهي لا تعمل إلا لصالح خونة الأوطان.. هذا الدور تمارسه منذ نشأتها، فكفى لهذا الحد الزيف، مللنا من تلك السياسة الضالة التي كثيرا ما تضر بدول المنطقة".
تخريب المصالحة الخليجية
المغردون اتهموا "الجزيرة" بالسعي إلى تخريب المصالحة الخليجية، مشيرين إلى أن من مصلحتها استمرار عزلة قطر، حيث قالت مغردة تدعى "وجد" في سلسلة تغريدات، إن "الجزيره تريد إشعال النيران بين الدول العربيه ولا تهدف إلى تحقيق السلام".
وتابعت: "ما من شيء تبثه الجزيرة إلا وهو داعم للخراب والفوضى والدليل واضح بما ينشره مذيعوها كل يوم".
وحذرت من أن "أبواق الجزيرة لا تمارس إلا كل خراب وتنشر الفوضى وتدعي المصداقية وهي لا تعرفها أبدا.. أبواق الجزيرة لا تعرف إلا التدليس والكذب حتى تحقق مصالحها المشتركة مع الإرهابيين".
وأردفت: "إعلاميو الجزيرة من مصلحتهم بقاء الحصار مفروض على قطر، وهذا ليس بجديد على أبواق لا تعرف المصداقية.. الجزيرة تعمل لمصلحة خونة الأوطان فقط، وهذا واضح ومكشوف للجميع وحتى المصالحة لقطر لا تريدها".
متفقة معها، قالت المغردة سيدرا بن علي: "هناك الكثير من المستفيدين من الحصار على قطر وأولهم قناة الجزيرة التي هي أداة في أيدي دول أخرى تريد بها تدمير العالم العربي".
تضامن عربي
مغردون عرب عبروا عن تضامنهم مع الانتفاضة القطرية ضد قناة الجزيرة، بينهم اليوتيوبر الفلسطيني أحمَد بَسَّام الذي غرد قائلا: "الجزيرة_لا_تمثل_القطريين.. هذا ليس مجرد هاشتاق وإنما أمر واقع مؤلم".
وأضاف: "عندما يكون إعلام الدولة الرسمي يتكون من خليط جنسيات أبعد ما تكون عن قطر والقطري آخر من يعلم، فطبيعي جداً أن تكون #الجزيرة_لا_تمثل_القطريين".
وأردف: "فقط أعرف كم مواطن قطري يشاهد الجزيرة أو يظهر على منصاتها أو يعمل بها لتتأكد أن #الجزيرة_لا_تمثل_القطريين".
ومتسائلا: "لكن السؤال (هو) هل النظام القطري يتعمد إبعاد التهمة عن شعبه أم أن القطريين يرفضون الخوض بإخوانهم العرب تحت مظلة الارتزاق من الجزيرة؟"َ
ومن اليمن، غردت ريهام البيضاني قائلة إن "قناة الجزيرة تدعي المصداقية والشرف وهي بالأساس تعمل باستمرار على التحريض وسفك الدماء؛ وهي الداعم الإعلامي الحقيقي للتنظيمات الإرهابية.. وكذلك المنصة الإعلامية لترويج الأفكار الإرهابية كأعمال بطولية للتحريض على الاقتتال الأهلي في البلاد العربية".
وتابعت أن "قناة الجزيرة عرش إبليس ومنبر لكل عميل ومرتزق وإرهابي".
سجل أسود
منذ أن قطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة، في 5 يونيو/حزيران عام 2017، بسبب دعمها للإرهاب، شنّت قناة "الجزيرة" وأتباعها من وسائل الإعلام القطرية أو الممولة منها، ومذيعوها عبر حساباتهم في "تويتر"، حملات افتراءات وأكاذيب ممنهجة ومنظمة تستهدف الدول الأربع.
وفي الأسابيع الماضية، تم الكشف عن تسريبات جديدة تؤكد الإشراف المباشر على قناة "الجزيرة" من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، المعروفين بـ"الحمدين"، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم.
وتكشف تلك التسريبات أيضا تفاصيل كثيرة حول تآمر حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بهدف "تقسيم السعودية إلى عدة دول".
ومنذ تأسيسها، دعمت قناة "الجزيرة" الجماعات الإرهابية علنا، واستضافت قادتها من أمثال أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا على شاشتها للترويج لأفكارهم.
كما أن مؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن لم يطمئن في مقابلاته وترويج تصريحاته وتهديداته، إلا لقناة "الجزيرة" القطرية.
وكشفت دراسة علمية تحليلية أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية (سعودي مستقل) نشرت مؤخرا، فشل قناة "الجزيرة" في دعواتها التحريضية التي تستهدف المملكة أمام وعي السعوديين.
وأكدت اتجاهات الدراسة أن القناة تمثل إحدى أدوات التحريض والهدم في المنطقة العربية، وسلاحًا لقطر، تهاجم به كل من تختلف معه في السياسات، إضافة لكونها أداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وفي أحدث الضربات التي تلقتها "الجزيرة"، أمرت وزارة العدل الأمريكية في سبتمبر/ أيلول الماضي، منصة "AJ+" التابعة لقناة الجزيرة، ومقرها الولايات المتحدة، بتسجيل نفسها "كوكيل للحكومة القطرية".
وحذرت الوزارة من توظيف المنصة الممولة من الدوحة المقاطع التي تبثها للتأثير على التصورات الأمريكية، بما يتلاءم مع أهداف حكومة قطر.
واعتبر مراقبون أن تلك الخطوة شكلت صفعة قوية لقناة الفتنة القطرية والمنصات التابعة لها، تدحض المزاعم والأكاذيب بشأن استقلالها.