تحميل القطريين نفقات الحجر يثير غضبهم ويفضح "الجزيرة"
الغضب يتصاعد ضد حكومة قطر، نتيجة إهدارها ثروات الشعب بسبب رهن سيادة الدولة لتركيا وإيران، وتحميل القطريين تكلفة الحجر الصحي.
لا يكاد يمر يوم منذ ظهور أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إلا وتتكشف سقطة تلو الأخرى لنظام "الحمدين" الحاكم في قطر وأذرعه الإعلامية وعلى رأسها قناة "الجزيرة"، لتؤكد إفلاسه الأخلاقي والسياسي والاقتصادي وازدواجيته وتناقضاته في التعامل مع مختلف القضايا.
أحدث تلك السقطات، كان إعلان قطر، الإثنين، أن العائدين للبلاد سيخضعون إلى حجر فندقي على نفقتهم الخاصة.
وأدى هذا التصريح إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد حكومة قطر، نتيجة إهدارها ثروات الشعب بسبب رهن سيادة الدولة لتركيا وإيران، وتحميل القطريين، رغم قلة عددهم، تكلفة الحجر الصحي.
وقارن مغردون من مختلف الدول العربية بين موقف قناة "الجزيرة" التي نظمت حملة انتقادات ضارية بعد إعلان مصر قبل شهرين تحمل العائدين من الخارج نفقات الحجر، فيما تجاهلت إعلان الدوحة ذلك، الإثنين.
- تآمر قطر على الجزائر.. دعم للإرهاب وتجسس
- أردوغان يستنزف خزائن الدوحة.. قطر تدفع 15 مليار دولار لإنقاذ الليرة المنهارة
وأعلنت لولوة بنت راشد الخاطر المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لإدارة الأزمات في قطر أن "كل من يعود للدوحة من الخارج سيخضع إلى حجر فندقي على حسابه الخاص في أحد الفنادق المخصصة لمدة أسبوعين كاملين".
إهدار ثروات القطريين
وانتقد مغردون قيام قطر بإهدار ثروات شعبها نتيجة تبعيتها لتركيا وإيران، والتدخل في شؤون الدول العربية، في حين تحرم المواطن القطري من أبسط حقوقه.
في هذا السياق، قال المغرد سعد الزهراني: "الحكومة القطرية متفرغة لأردوغان تدفع له بشراهة، وشعبها تحاسبه حتى في الشدة".
بدوره، قال سلطان الخالد: "الحجر الصحي حق من حقوق المواطنين أو المقيمين عندك أنك كـقياده توفره لهم.. وقت كورونا يبيّن للشعوب اهتمام قيادتهم فيهم والشيء الذي تبيّن في قطر أن حكومتهم تهتم بكل شيء إلا شعبهم ومقيميهم".
متفقا مع الآراء السابقة، قال الصحفي السعودي عناد العتيبي: "بعد أن سحب أردوغان المليارات حكومة قطر تحجر العائدين على (نفقتهم) رغم قلة أعدادهم".
وتابع: "أجزم أن تكاليف الحجر لن تكون أعلى من تكاليف نقل المرتزقة إلى ليبيا أو وجبات مناديب (عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة بفنادق الدوحة)، أو حتى مصاريف طائرة وزير الخارجية التي لفت الكرة الأرضية".
المغرد "تركي" انتقد بدوره قيام الدوحة "بضخ أموالها لخدمة مشروع أردوغان التوسعي والتخريبي للدول العربية، مقابل إعلان لولوة الخاطر أن الحجر الصحى للعائدين للدوحة عى نفقتهم الخاصة".
واعتبر ذلك "سقوطا مدويا للحكومة القطرية أمام الشعب القطري".
فضيحة "الجزيرة"
وقارن المغردون بين موقف قناة "الجزيرة" في تعطيتها لإعلان مصر تحميل العائدين من الخارج نفقات الحجر، وإعلان الدوحة ذلك، معتبر أن ذلك يكف تناقضات تلك القناة واستخدامها كأداة من قبل تنظيم الحمدين لإثارة الفتنة ودعم أهدافه التخريبية.
وفي هذا السياق قال المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك: "قالت الجزيرة إن هناك غضب في مصر بسبب إخضاع العائدين من الخارج للحجر الصحي على نفقتهم!!".
وأردف: "لم يمض على الخبر إلا شهرين ونراها تصمت صمت القبور عن خبر مماثل من قطر!! الجزيرة ليست أكثر من أداة لنظام الدوحة تتلاعب بالسذج".
في السياق نفسه، قارن المغرد الإماراتي إبراهيم بهزاد تغطية الجزيرة تجاه الحدث نفسه في مصر وقطر، مقتبسا بعض عناوين حملتها ضد مصر آنذاك.
وقال في هذا الصدد: "قناة الجزيرة القطرية: الحجر الصحي على نفقة المواطن في مصر (غضب متواصل من المصريين بسبب تكلفة الحجرالصحي) و (استغاثات متواصلة من المصريين العائدين بسبب الحجر الصحي على نفقتهم)".
وأردف: "وماذا عن قطر التي أعلنت بالأمس بأن الحجر الصحي للعائدين إلى قطر على نفقتهم".
المغردة المصرية سارة فهمي تهكمت من تغطية "الجزيرة" قائلة: "الحجر الصحي على نفقتك الشخصية في مصر كان فضيحة وعيب في حق الدولة، حسب ما تناولته الجزيرة".
وتابعت: "لكن الحجر الصحي على نفقتك الشخصية في قطر حلو وجميل وتصرف سليم".
في السياق نفسه، قال حمود الرويس: "قناة الجزيرة تهاجم مصر عندما أعلنت أن حجر القادمين من خارج الدولة على نفقتهم الشخصية. قطر الآن أعلنت أن القطريين القادمين من الخارج سيوضعون في الحجر على نفقتهم الشخصية".
وأشار إلى أن "قطر دفعت لأردوغان 15 مليار دولار وعجزت الآن عن الدفع لمواطنيها.. إفلاس سياسي واقتصادي وأخلاقي".
3 أعوام على المقاطعة
ويتزامن تصاعد الغضب الشعبي من نظام "الحمدين"، مع الذكرى الثالثة على المقاطعة العربية لقطر التي تحل هذه لأيام، في وقت تحاصر فيها الأزمات الداخلية النظام الحاكم بقيادة تميم بن حمد.
وفي 5 يونيو/حزيران عام 2017، قررت دول الرباعي العربي (الإمارات، والسعودية، ومصر والبحرين) مقاطعة قطر، عقب ثبوت تورطها في دعم جماعات وإيواء عناصر إرهابية تستهدف الإضرار بالأمن القومي العربي، وزعزعة استقراره.
وتجلى السخط الشعبي على نظام تميم في حملة التضامن مع الناشط الإعلامي والصحفي القطري فهد بوهندي، الذي توفي قبل شهرين في سجن الهامور (سيئ السمعة) وسط اتهامات لنظام الدوحة بالتورط في مقتله تحت التعذيب.
وكذلك التضامن مع المواطن راشد بن سالم بن قطفة آل فهاد المري، الذي تعرضت أسرته لانتهاكات وظلم كبير من النظام الحاكم بالدوحة.
كما تصاعد الغضب بعد انهيار مستشفى ميداني لعلاج المصابين بفيروس كورونا بعد أيام من إنشائه، وتفشي فيروس كورونا داخل سجون قطر، وحملة الانتقادات لقانون قمع الحريات الذي صدر يناير/كانون ثاني الماضي.
هذا السخط المتزايد، جعل نظام "الحمدين" الحاكم في قطر في مهب رياح الغضب الشعبي، الأمر الذي تسبب في حالة ارتباك يعيشها النظام القطري، انعكست على الوضع الأمني الهش التي تعيشه الدوحة، بعد أن وصلت الاحتجاجات العمالية قرب الديوان الأميري (مقر الحكم في قطر) قبل أسبوعين.
وقدر مراقبون وخبراء، خسائر الاقتصاد القطري بعد 3 سنوات على قرار المقاطعة العربية بما يفوق التريليون دولار، وأكد المراقبون، أن "هذه الخسائر تشمل الخسائر الفعلية، والمكاسب التي فاتت شركاتها، بالإضافة إلي قيام الدوحة بعقد صفقات أسلحة بمئات المليارات من الدولارات تفوق احتياجاتها لتحاول فك عزلتها، أو لتمويل الجماعات الإرهابية التي تدعمها".
ويعود حجم الخسائر الكبير لارتفاع هائل في مستوى التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية وتحول كبرى الشركات من المكاسب الهائلة لخسائر غير محتملة، بالإضافة للتداعيات الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ووجدت الدوحة نفسها نتيجة سياسة المكابرة والعناد والارتماء في أحضان إيران وتركيا اللتين تعاملا مع ورطتها بمنطق الغنيمة، في أزمة هي الأسوأ في تاريخها.
والعلاقات بين الدوحة من جهة وطهران وأنقرة من جهة ثانية قائمة سرا وعلانية، إلا أنها تعززت خلال سنوات المقاطعة، فقطر التي وجدت نفسها في عزلة بعد غلق المنافذ الجوية والبحرية والبرية وهي شرايين حيوية للاقتصاد القطري، هرولت إلى تركيا وإيران بحثا عن بدائل حتى لو كانت مكلفة سياسيا واقتصاديا.
لكن سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجتها القيادة القطرية، أوقعتها في فخاخ منطق الغنيمة التي تعاملت على أساسه كل من طهران وأنقرة.
ووجدت الدوحة نفسها فريسة للأطماع الإيرانية والتركية، فإيران التي تئن تحت ضغوط اقتصادية ومالية شديدة بفعل العقوبات الأمريكية، كانت في حاجة ملحة لمنفذ مالي ينفس أزمتها الاقتصادية.
أما تركيا التي يواجه اقتصادها حالة من الركود وتعرضت عملتها الوطنية لموجة هزات عنيفة خلال السنوات الأخيرة بفعل سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان وتدخلاته العسكرية الخارجية في كل من سوريا وليبيا وخصوماته المجانية مع الحلفاء والشركاء الغربيين.
وعلى هذا الأساس تعزز التحالف القطري الإيراني والقطري التركي، فقد استغل أردوغان ورطة قطر لتوقيع اتفاقيات تجارية وعسكرية خففت من وطأة الأزمة الاقتصادية في بلاده.
كما منحته هذه الاتفاقيات فرصة إيجاد موطئ قدم في الخليج من خلال بناء وتوسيع قاعدة عسكرية في الدوحة وتصدير منتجات تركية للسوق القطري وهو ثمن يعتقد الرئيس التركي الذي يتعامل بمنطق البراغماتية أن على الدوحة دفعه.
كما تعهدت قطر بضخ استثمارات بنحو 15 مليار دولار لدعم استقرار الليرة التركية التي هوت في أكثر من مرة إلى هوة عميقة.