على أنقاض بيروت.. وزير خارجية قطر في لبنان دعما لحزب الله
خبراء يؤكدون أن "قطر تلعب دورا سلبيا في السيادة اللبنانية وتدعم بشكل مباشر حزب الله ولا تكترث للشعب اللبناني
على أنقاض بيروت المدمرة، وصل وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن بن علي آل ثاني إلى لبنان مطلقا الوعود بتقديم المساعدة، في زيارة وضعها المراقبون في خانة دعم "حزب الله" وحلفائه.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور مكرم رباح، أن "الزيارة في ظاهرها التضامن مع الشعب اللبناني، لكن فعليا هي رسالة سياسية وتضامن مع ما يطلق عليه محور الممانعة وتحديدا حزب الله وحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون".
وأكد رباح أن "الطرف القطري يلعب دورا سلبيا في السيادة اللبنانية بحيث يدعم بشكل مباشر حزب الله ولا يكترث للشعب اللبناني ولا للدولة اللبنانية بشكل عام".
وأضاف: "لا يخفى على أحد أن حزب الله يتلقى الدعم المالي الذي يأتي إلى لبنان لتجاوز العقوبات الأمريكية التي فرضت عليه".
- بعد التمويل المادي.. قطر تدعم حزب الله "أكاديميا"
- كارثة بيروت.. انتفاضة إلكترونية ضد "حزب الله" ومموله قطر
ولفت إلى أن "قطر منحازة إلى حزب الله كما حركة حماس في فلسطين وهما قوائم الإرهاب"، مضيفا: "المساعدات التي تقول قطر إنها تقدمها - وستقدمها - هي لتقوية حزب الله والسلاح غير الشرعي على حساب الدولة اللبنانية".
وتابع: "إذا كانت قطر تريد مساعدة لبنان عليها مساعدة الشعب وليس حزب الله والرئيس".
الموقف نفسه تعبّر عنه المحللة السياسية سناء الجاك، محذرة من أن "وصول المساعدات التي وعدت بها قطر، إن وفت بها، فهي ستكون لدعم حزب الله وليس الشعب اللبناني".
وتقول الجاك لـ"العين الإخبارية": "بعد تفجير بيروت وعودة المجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة إلى لبنان شعر المحور الذي يتمثل بايران وقطر وتركيا أنه سيخسر الورقة اللبنانية فبدأ يحاول العودة في محاولة لزرع التطرف وبث الفرقة".
وتضيف: "من هنا أتت زيارة وزير خارجية قطر وسبقها وزير خارجية إيران ومحاولة دخول تركيا من أبواب متعددة للاحتفاظ ببيروت رهينة بين يدها للتفاوض عليها عبر فرض السلوك المتطرف الذي ينعكس سلبا على لبنان بدلا من دعمه".
وعن المساعدات التي وعد بها الوزير القطري للبنان تقول الجاك: "إذا وفت قطر بهذه الوعود فهي ستكون لحزب الله والرئيس عون للاستفادة منها في مصالحهما الشخصية وإعادة تدعيم موقعهما في المجتمع اللبناني بعدما فقد اللبنانيون الثقة بهم بشكل نهائي".
وتذكّر الجاك بالمساعدات التي أرسلتها قطر إلى لبنان بعد الحرب الإسرائيلية وتسلمّها حزب الله، وتقول: "في ذلك الوقت قال مسؤول صندوق المساعدات القطرية عن الأموال التي وصلت إلى لبنان "كنا أعدنا إعادة إعمار قطر بالمبالغ التي لم تكف حتى لإعادة إعمار قرية في الجنوب"، في إشارة إلى الفساد الذي طغى على كل الأموال وصرفت بشكل عشوائي.
وإضافة الى دعم حزب الله وحلفائه في لبنان، يصف من جهته المحلل السياسي لقمان سليم، زيارة وزير الخارجية القطري بـ "زيارة الاسترجاع ومحاولة إبراء الذمة من الاتهامات لدعمه حزب الله".
ويوضح سليم، في حديث لـ "العين الاخبارية"، أنه "من الواضح أن للزيارة هدفين، الأول هو محاولة قطر استرجاع دورها في لبنان الذي بدأ عام 2006 بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله وكأنها تنافس الدول الكبرى التي بدأت تساعد لبنان منذ تفجير مرفأ بيروت".
وأضاف أن "الهدف الثاني هو محاولة منها لإبراء ذمتها مقابل القول أنها تدعم حزب الله حيث كان برنامج الزيارة لافتا بشموله شخصيات معارضة لحزب الله".
ويكشف سليم لـ "العين الاخبارية" عن محاولات للقائمين على زيارة الوزير القطري لعقد لقاءات مع ناشطين في المجتمع المدني للقول إن قطر منفتحة على الجميع وتريد مساعدة الجميع.
وأكد أن "الزيارة لا شك تريح حزب الله والرئيس اللبناني خاصة في هذه المرحلة السياسية"، لكنه استبعد أن تؤدي إلى نتيجة في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة اللبنانية اليوم ومع عودة الدول الكبرى والاهتمام الدولي بلبنان.