لم يكن مستغربا ارتكاب حكومة تنظيم الحمدين سلاسل من الحماقات التي لا تنتهي، معتمدةً على مالها لتعويض تلك العقدة المتأصلة.
حينما يقتلك الشعور بالدونية وتفتك بك عقد النقص وتعميك وتصمك عن الإذعان لمنطق العقل وحتمية الواقع وتفرط كثيراً في أحلام يقظتك متجاهلاً حجم قدراتك ومحدوديتها مقارنة بسعة طموحاتك وتطلعاتك، ينجم عنها سلوكيات كارثية غير منضبطة شرعاً ولا عرفاً ولا قانوناً .
ألم يكن من الأولى استثمار هذه الأموال القطرية في دعم التنمية والاستقرار والرخاء في العالم وتبني مبدأ الخير والسلام والأمان، بدلا من أن تذهب في طريق صناعة الشر وبث الفتنة والفوضى والاضطرابات في المنطقة؟
هذا إيجاز للحالة النفسية التي تعيشها الحكومة القطرية، لذلك لم يكن مستغرباً ارتكاب حكومة تنظيم الحمدين سلاسل من الحماقات التي لا تنتهي، مُعْتَمِدةً على مالها لتعويض تلك العقدة المتأصلة. لقد بدأت بحملة من الرشاوى على كافة الأصعدة ظهرت بافتضاح رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام وضلوعه في رشاوى لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ثم أضحوكة ترشحها لتنظيم كأس العالم 2022 وملفها الضعيف، عبر إسالة لعاب بلاتر وبعض رفاقه الفاسدين في الفيفا بالمليارات القطرية.
لم تتوقف قطر عند هذا الحد بل مضت قدماً في تقديم الرشاوى لصحف عالمية وأمريكية وإغراء كتابها بالملايين القطرية، كإعلاميي واشنطن بوست وشراء ذممهم لتبني سياسات الشر القطرية، وشن هجمات شرسة ضد السعودية وتشويه صورتها وتلويث مكانتها عالمياً واستئجار كتاب ومفكرين ومغردين عرب وأجانب ودفعهم على خيانة عروبتهم وأمتهم وأوطانهم ولا أدل على ذلك من تخصيص مساحة كبيرة لبعض العرب كما فعلت مع جمال خاشقجي.
كذلك عبر الشروع في دعم المعارضين أو تمويل بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي ودعمهم بالمليارات في حملتهم الشرسة ضد المملكة أو تقديمها رشاوى بمبالغ طائلة لمنظمات تدعي أنها حقوقية لتبني حملة لتوريط السعودية في جرائم غسيل الأموال ودعم الجماعات الإرهابية.
فضلاً عن الدور المشبوه والمريب الذي لعبته حكومة الشر القطرية في تهييج المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية وتوجيه أنظارها نحو السعودية وبقية دول المقاطعة عبر استهداف مقزز .
كما أنها استخدمت مالها في تأجيج الشعوب العربية ودفعهم للثورة ضد حكوماتهم ورعاية المعارضين العرب واستضافتهم على أراضيها وتلميع صورهم وجعل قناة الجزيرة منبراً ومرتعا لهم ولكل مارق وخارج على أمته وشعبه بدءاً من القاعدة وزعيمها وأتباعها إلى النصرة، وبوقاً لمنظري ومفكري جماعة الإخوان وإيوائهم في القصور القطرية الفارهة على حساب الشعب القطري المغلوب على أمره واستمرارها في دعم الجماعات الإرهابية في البلدان العربية ومدها بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي في سوريا وليبيا ومصر واليمن والعراق وصولاً للقارة الأفريقية.
كما أن حكومة قطر استخدمت مالها القذر بالفوز والتأثير في بعض المسابقات والجوائز العالمية كما فعلت مع توكل كرمان وغيرها، أو عبر استخدام مالها لدفع الفدية السياسية وتقديم مبالغ مالية كبيرة موجهة لمليشيات مسلحة وإرهابية لتحرير الرهائن.
الرشاوى في عالم السياسة عواقبها دائما وخيمة والدول التي تستخدمها ضعيفة، تستغل المال لتعويض ضعفها ونقصها، فقطر كانت وما زالت تراهن على دبلوماسية المال لتسهيل وتغطية أفعالها وأعمالها وفضائحها في كل المجالات، وحاليا فضائح الفساد المالي القطري يتوالى ولا يتوقف، بعدما أصبح لديهم جزء من اللعبة، وسيشهد التاريخ والعالم والجميع أن المال القطري هو الأقذر والأكثر فسادا.
ليبقى السؤال الأهم: ألم يكن من الأولى استثمار هذه الأموال القطرية في دعم التنمية والاستقرار والرخاء في العالم وتبني مبدأ الخير والسلام والأمان، بدلا من أن تذهب في طريق صناعة الشر وبث الفتنة والفوضى والاضطرابات في المنطقة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة