مَثَلٌ سمعته في موقف شاذ، وهو يعني ببساطة أنك إذا كنت نكرة، لا أثر لك فيمن حولك، لا يعرفك أحد، ولا تحظى باهتمام المحيطين بك.
مَثَلٌ سمعته في موقف شاذ، وهو يعني ببساطة أنك إذا كنت نكرة، لا أثر لك فيمن حولك، لا يعرفك أحد، ولا تحظى باهتمام المحيطين بك، فإنك تأتي بسلوكيات تخالف المعهود، فيها خروج على النظم والقوانين والاتفاقات، بل الأعراف السائدة، كأن تقود سيارتك -مثلا- عكس اتجاه السير في طريق مزدحم، وتكرر هذا السلوك، لاشك أن الجميع وقتها سيعرفونك، ويقولون إنه صاحب السيارة البيضاء -مثلا- ماركة كذا، موديل كذا. نعم عرفك الناس في المدينة بأسرها، مع أنك كنت قبل هذه المخالفة السلوكية غير معروف إلا للقلة.
تذكرت ما نحن فيه وأنا أتدبر هذا المثل، فالمثل بشكل عام قول موجز، يعكس مواقف من الحياة، ويقدم للآخرين خبرة أجيال سابقة. أقول تذكرت معاني هذا المثل وطابقتها على الشقيقة قطر، وهنا أعني حكامها وقادتها. القضية ليست في صغر حجم قطر، ولا في قلة عدد سكانها، فكم من دول صغيرة ذات تأثير عالمي واسع، بل كم من أفراد بعيونهم، تركوا آثارهم في البشرية جمعاء.
هكذا أصبحت قطر معروفة في العالم كله، لا بمواقفها الإيجابية، وأدوارها الإنسانية، وسلوكياتها المعتدلة، بل بمخالفة ما اتفق عليه الخليجيون، بل ما اتفق عليه سكان المنطقة بأسرها.
المشكلة إذن، وفقا للمثل المذكور، هي مسألة نفسية بالدرجة الأولى، فقادة قطر، يشعرون بضآلة حجمهم، وعدم تأثيرهم في العالم، الذي لا يعرف عنهم إلا «الغاز» وحسب، والثروات تظهر وتنضب، لكن مواقف القادة والزعماء والرجال يخلدها التاريخ.
فمن يعرف تميماً ومن حوله غير أهل قطر، ومن فر هاربا إليها بعد أن زرع الإرهاب هنا وهناك؟!
الحل إذن أن يسير تميم ومن معه عكس الاتجاه، فإذا كانت دول الخليج وغيرها من الدول المحبة للسلام، الداعية للأمن والأمان تسير فى الاتجاه الصحيح، فعليه أن يخالف المتفق عليه حتى يشار إليه.
وإن كانت دول الخليج تتعاون عسكريا مع جميع دول العالم، وهذا حق لها، فإن دولة في الخليج لم تقدم قواعد لدول أجنبية على أراضيها، كما فعل «التميميون».
وإذا كانت دول الخليج تكافح ضد الإرهاب، لتوجه اهتماماتها إلى التنمية، فلا بأس أن يخرج هو وأتباعه كالنغم الشاذ، ليوفر الملاذ الآمن لإرهاب العالم.
وإذا كانت دول الخليج ترفض هيمنة إيران، وترفض التبعية لها، فإن حاكم قطر قد ألقى بنفسه في أحضان الإيرانيين.
هكذا، أصبحت قطر معروفة في العالم كله، لا بمواقفها الإيجابية، وأدوارها الإنسانية، وسلوكياتها المعتدلة، بل بمخالفة ما اتفق عليه الخليجيون، بل ما اتفق عليه سكان المنطقة بأسرها.
أبو لهب، وأبو جهل، وأمثالهما، ما زالوا يذكرون في التاريخ، لا على أنهم أبطال، بل على أنهم مردة خرجوا وأغووا قومهم عن طريق الإيمان، فاستحقوا أن يذكروا ويلعنوا على أدوارهم القذرة في مكة المكرمة حتى يومنا هذا.
نعم تعبر الأمثال عن حكم بالغة، ومثلنا هذا ينطبق على قادة الشقيقة قطر، فليكن لهم في التاريخ عبرة، وليتعظوا بأمثال الأمم والشعوب.
فاللهم اهدهم، فإنهم لا يعلمون.. ولا يتعظون.
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة