قطر .. التابع الإيراني لمؤامرة تستهدف البحرين
واقعة ضبط لخلية إرهابية في البحرين تكشف عن مزيد من خيوط المؤامرة التي تدبرها إيران وتابعتها قطر في الخليج
كشفت عملية ضبط جماعة إرهابية ممولة من حزب الله اللبناني في البحرين، عن المزيد من خيوط المؤامرة التي تديرها إيران وقطر لزرع الفتن الطائفية والمؤامرات البغيضة لزعزعة استقرار وأمن دول الخليج.
ونجحت أجهزة الأمن بالبحرين في ضبط جماعة إرهابية تضم 4 أشخاص تتلقى تمويلاً من حزب الله، لتأسيس "مرصد المنامة لحقوق الإنسان" كستار لدعم الأعمال الإرهابية داخل البحرين.
واقعة ضبط هذه الخلية الإرهابية بالبحرين ليست الأولى التي يتم الكشف عنها أثناء أزمة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب مع قطر، بل جاءت مرآة فاضحة لسياسات طهران وتابعتها الدوحة في ضرب استقرار دول الخليج عبر دعم الإرهاب.
قطر.. تدخل وابتزاز
"إن القطريين هم أول من يعرف أن صدام حسين عرض على الملك فهد أن يتقاسما مجلس التعاون، فله الكويت وللسعودية الدول المتبقية، وكان الجواب ما رآه لا ما سمع" بهذه العبارة سرد المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، وقائع قديمة تثبت محاولة قطر استغلال أزمة غزو الكويت لابتزاز البحرين ودول الخليج.
وخلال عام غزو الكويت زاد إصرار قطر على عقد مؤتمرات للقمة الخليجية لمناقشة غزو الكويت بالدوحة، مهدداً بأن عدم الموافقة على إقامة المؤتمرات لديها وإدارتها لجلسات المناقشة سيقابلها المقاطعة من جانب الدوحة.
وبعد عقد مؤتمر القمة الخليجية بالدوحة، أصر حمد بن خليفة وقتها على إثارة الفتنة بالمؤتمر، وابتزاز البحرين بقضية جزيرة حوار الجزيرة البحرينية التي كانت محل خلاف بين الدوحة والمنامة حتى قضت محكمة العدل الدولية بأنها جزيرة خاضعة للسيادة البحرينية عام 2001.
ويبدو أن اليوم لا يختلف عن الأمس كثيراً، لتسعى قطر دائماً إلى التدخل في شؤون البحرين الداخلية من خلال ذراعها الإعلامية المتطرفة قناة الجزيرة، ونشر جماعات وكيانات إرهابية بالبحرين.
ومنذ 2011 نشرت قناة الجزيرة القطرية أكثر من 980 تقريراً ضد البحرين مستهدفة أمنها واستقرارها، وتضمن 880 تقريراً من بينها عمليات وخطط تدعم الإرهاب والتطرف بالمملكة، بينما احتوت بقية التقارير على شائعات وأكاذيب تحمل بداخلها عبارات سامة تطعن في إنجازات المنامة ووحدة الشعب البحريني، وفقاً لوكالة أنباء البحرين.
وأشارت تقارير صحيفة إلى أن الأزمة الأخيرة التي مرت بها البحرين في مطلع عام 2011، كانت الجزيرة ضلعاً رئيسياً وأساسياً فيها بالتحريض ونشر الأخبار الكاذبة والتقارير غير السليمة السلبية التي ساعدت على تأجيج الانقسام والفتن الطائفية وأنشطة الكيانات الإرهابية.
وتستشهد صحيفة عكاظ السعودية بحديث لصحفي كان يعمل لدى الجزيرة منذ 6 سنوات يدعى "بسان القادري"، والذي أكد بشكل قاطع أن قطر استغلت الجزيرة البوق الإعلامي الخبيث في إطلاق روح الفتنة الطائفية والتحكم في الأحداث التي شهدتها البحرين 2011، خاصة أن هدفها الأول هو التدخل في سياسيات الدول العربية.
وامتد التدخل القطري بالشأن البحريني بنشر عدة خلايا إرهابية، ولكن كان الأمن البحريني لهم بالمرصاد، ليتمكن من ضبط أحد العناصر الإرهابية الخطيرة المنفذة لتفجير قرية الدراز، والكشف عن ملابسات الحادث الإرهابي، وأوضحت الأدلة الجنائية أن مرتكبي التفجير هم عناصر إرهابية مدعومة بشكل كبير من أطراف خارج البحرين.
واتخذت المحكمة الجنائية الكبرى بالبحرين قراراً بمعاقبة 17 متهماً بالسجن لمدة تتراوح بين سنتين والمؤبد وإسقاط الجنسية عن 8 متهمين، بتهمة تأسيس جماعة إرهابية والتدريب على استخدام أسلحة والشروع في القتل، فضلاً عن حيازة سلاح وذخيرة مهددة لاستقرار البحرين بتنفيذ عمليات إرهابية.
وأوضحت تقارير إعلامية عديدة أن الدعم القطري المالي للتطرف والإرهاب بلغ مليارات الدولارات من تدريبات على استخدام الأسلحة وتوفير الذخيرة والسلاح للجماعات والكيانات الإرهابية التي ترعرعت على أيدي المسؤولين القطريين لزعزعة استقرار البحرين.
إيران.. وجه آخر للإرهاب
لم يختلف موقف إيران عن تابعتها قطر في دعم الإرهاب بالبحرين، وبدأت طهران في إرسال شحنات مخدرات للمنامة بكميات كبيرة قدرت وقتها بنحو 248 ألف دينار بحريني، ونجح مركز العمليات البحرية بقيادة خفر السواحل في ضبط القوارب المهربة للمواد المخدرة.
ويبدو أن حلم السيطرة على البحرين هو حلم إيراني قديم له تاريخ يستهدف زعزعة استقرارها مباشرة، فمنذ عام 1927 أثارت طهران عدة أزمات في عصبة الأمم، للسيطرة والهيمنة على زمام الأمور بالبحرين في عملية استخراج النفط من الحقول البحرينية، فضلاً عن رفضها لعدة اتفاقيات تعاون اقتصادي بين الرياض والمنامة.
ونشرت طهران سمومها بين البحرين بتجنيد بعض الشخصيات لصالحها، كمحاولة لبسط نفوذها في كل جوانب دولة البحرين، وعلى أثر هذه الممارسات الإيرانية اتسمت العلاقات الدبلوماسية طوال القرن الماضي بتوتر، لتسحب المنامة سفيرها من طهران وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية لدرجة قائمة بالأعمال.
عقب الأزمة الخليجية الأخيرة، جدد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مطالبة طهران بوقف التدخل في شؤون بلاده الداخلية، مؤكد أن المنامة تتطلع إلى اتباع إيران سياسة احترام لدول الجوار.
وأشار وزير الخارجية البحريني إلى أن استمرار هذه السياسة الإيرانية ضد البحرين يحتم عليها اتخاذ خطوات جادة في طريق فرض عزلة دولية وإقليمية على طهران كجزء من الآلية المقترحة لمجلس التعاون الخليجي، موضحاً رفض بلاده لتصدير الثورة الإيرانية ونشر الإرهاب والتطرف بالمنطقة.
وظهر دعم إيران المباشر للإرهاب عبر قناة "أهل البيت" التي تبث من كربلاء العراقية والموالية لسياسة طهران بالتحريض وإصرارها على التدخل في الشأن البحريني عقب الهجوم المسلح الذي استهدف سجن "جو" جنوب شرقي البحرين وأدى لمقتل شرطي وفرار محكومين.
وبهذه الممارسات الإرهابية تتشابه سياسة طهران والدوحة في دعم العمليات الإرهابية عن طريق وسائل الإعلام التي تزعزع الاستقرار والأمن بالبحرين.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز