تسريبات أمريكية.. قطر تستميت دفاعا عن إيران: لا لعزل الجارة الأبدية
وزير قطري أبلغ سفراء دول غربية بما فيها الولايات المتحدة، أن بلاده لا توافق على عزل إيران أو قصفها أو جعلها عدوا
تستمر بواية "العين" الإخبارية في عرض تفاصيل برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون حول قطر، تكشف هذه المرة استماتة الدوحة في الدفاع عن إيران والتمسك بها "جاراً للأبد" وعدم إلصاق أي صفات سلبية بها.
فقد أبلغ وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود سفراء الولايات المتحدة ودول أوروبية في العاصمة الدوحة أن بلاده لا توافق على عزل إيران أو قصفها أو جعلها عدوا ، واصفا العلاقات الإيرانية-القطرية بأنها ودية.
وذكر السفير الأمريكي لدى الدوحة جوزيف لابارون في البرقية السرية التي كتبها يوم 29 مارس/آذار 2009 ووجهها إلى وزير خارجية بلاده آنذاك، أن ترتيب الاجتماع استغرق 3 أشهر.
وقال لابارون في البرقية التي اطلعت عليها بوابة العين الإخبارية، إنه تم في الاجتماع تسليم المسؤول القطري المواقف المشتركة للولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا بشأن 3 قضايا رئيسية تتعلق بإيران وهي : التمويل الإرهابي، والأسلحة النووية، وتنمية الطاقة.
وأضاف: "حضر وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد آل محمود بمشاركة 3 موظفين من وزارة الخارجية القطرية وقاموا بأخذ ملاحظات ، واستمعوا إلى المواقف المشتركة باهتمام، وقدم المسؤول القطري ملاحظاته بنفسه".
وبحسب البرقية فإن "ملاحظاته (آل محمود) تشير مرة أخرى إلى أن علاقة قطر مع إيران تقوم في جوهرها على الخوف من طهران، فالأخيرة أكبر بكثير وأكثر قوة، وتشاطر حقل غاز كبير الحجم الذي له تأثير على قطر ومستقبل أجيالها".
وتتضمن ملاحظات الوزير أيضاً "معرفة قطر بأن إيران في وضع جيد لتدمير مستقبلها ،عندما تختار إيران ذلك. ويمكن تفسير الكثير في العلاقة بين البلدين على هذا الأساس".
سنكون جيرانا مع إيران إلى الأبد
وذكرت البرقية أنه قبل الرد على النقاط المشتركة قدم آل محمود وصفا للسياسة العامة القطرية تجاه إيران:
وفي هذا الصدد نقلت البرقية عن آل محمود إشارته إلى إيران بالقول: "سنكون جيرانا إلى الأبد. إن الغالبية من الأصول الهيدروكربونية، حقل الشمال، تتشاطر مع إيران".
وتابع الوزير القطري: "إذا ما كانت قطر ستجعل من إيران عدوا، فإن قطر بذلك تضحي بأمنها القومي. لا يمكننا ولن نفعل ذلك".
وأوضح أنه" لذلك اتبعت قطر سياسة الحياد في الحرب العراقية الإيرانية"، مستطرداً: "لا أحد كان يمكن أن يساعدنا، إذا ما طالبتنا إيران بالتعويض عن خسائر الحرب".
وأكد آل محمود أن "قطر تدعم الحوار مع إيران وليس عزلها"، واستدرك "لكننا قلقون من التوصل إلى اتفاق من قبل الولايات المتحدة مع طهران من وراء ظهرنا، دون استشارتنا، أو حتى إبلاغنا"
وبشأن البرنامج النووي قال آل محمود" لدى قطر شواغل أساسية في هذا المجال: أن تكتسب إيران القنبلة، أو أن تتعرض للقصف. الدوحة قلقة جدا حيال الأمرين وتعارضهما على حد سواء".
رفض اقتراح قطري بالتعاون مع ايران
وانتقل آل محمود لانتقاد المواقف المعارضة لعلاقات بلاده مع إيران، قائلا: "أتفهم موقفكم حيال تطوير إيران النفط والغاز، ولكنني لا أفهم لماذا يتم انتقاد قطر كثيرا بسبب علاقاتها مع إيران".
ولفتت البرقية الأمريكية إلى أن آل محمود انتقل لاحقا إلى اقتراح البحث عن مشروع تنمية مشترك يمكن لدول الخليج والدول العربية التفاوض بشأنه مع إيران وبذلك حث طهران على عدم تطوير أسلحة نووية.
لكن السفير الأمريكي ذكّر الوزير القطري بقانون العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
قطر لن تسعى لعزل إيران
وفي إشارة إلى المطلب الدولي بعدم التورط في التمويل الإرهابي، ردّ آل محمود على الوفد الأوروبي – الأمريكي:" ستواصل قطر دعمها الفعال لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك قرار 1737 (2006)، و1747 (2007) و 1803 (2008)".
غير أن آل محمود استدرك بالقول: " قطر لن تسعى لعزل إيران، فهي لا تزال على علاقة ودية معها بما يتفق مع قرارات مجلس الأمن".