لقد تم دفع الكثير من الفديات لرهائن اختطفوا من قبل النصرة وأحرار الشام،وهو الأمر الذي دفع أجهزة المخابرات إلى التكهّن.
تلقينا الأسبوع الماضي بفرح كبير نبأ إطلاق سراح أربعة رهائن كانوا محتجزين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ويتعلق الأمر بكل من المالي سوميلا سيسي، والفرنسية صوفي بيترونين، والايطاليين بيرلوجي ماكالي ونيكولا تشياكيو.
وكان الجزء السيئ من خبر التحرير هو شروط الإرهابيين للإفراج عن الرهائن: إطلاق سراح 206 من مقاتلي القاعدة حتى تتم صفقة التبادل، فضلاً عن تسليمهم العديد من الحقائب المليئة بالأموال.
وكلما تم التحقيق في عملية اختطاف الرهائن بالساحل الإفريقي وإطلاق سراحهم لاحقاً، كلما ظهرت نفس الأسماء: إياد أغ غالي وأحمد أغ بيبي ومحمد أكوتي وليمام مصطفى ولد الشافعي وجماعة أنصار الدين التابعة للقاعدة، وفي بعض الحالات تصل الأمور إلى أبعد من ذلك قليلاً من خلال تدخل قطر.
ولا يخفى على أحد أن، إياد أغ غالي، الذي يملك الكثير من الصداقات في قطر والزعيم الحالي لجماعة القاعدة في المغرب الإسلامي، يظهر دائماً على أنه المحرر.
وانخرط أغ غالي في أعمال الخطف بدءً من سنة 2003، عندما تدخل في عملية تحرير 14 رهينة أوروبية اختطفوا في الجزائر على يد الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الموالية للقاعدة.
ومن الملفت للانتباه أن الفريق التفاوضي، هذا إن جاز إطلاق تلك التسمية عليه، يتكوّن دائماً من نفس الأسماء:
أحمد أغ بيبي، الذي وعلى الرغم من تبييض صورته اليوم في مالي، لكن يجب ألا ننسى أنه انتمى لجماعة أنصار الدين التابعة لإياد أغ غالي، ومن هناك يأتي ارتباطه الكبير بهذه المجموعة الإرهابية. وفي عام 2011، توسّط في عملية إطلاق سراح ثلاثة من رهائن القاعدة السبعة في أرليت بالنيجر، وكان الفاعل الرئيسي في صفقة إطلاق سراح الرهائن الأربعة قبل أيام.
محمد أكوتي، نيجيري المولد، لكنه من أبوين ماليين من الطوارق. تماماً كحال، أغ بيبي، تم تبييض صورته الآن، رغم أن له باع طويل في التمرّد. وفي عام 2013، توسّط في عملية إطلاق سراح بقية الرهائن في أرليت بالنيجر.
ليمام مصطفى ولد الشافعي، تدخّل في عدة عمليات لتحرير رهائن أوروبيين في الوقت الذي كان مستشاراً لرئيس بوركينا فاسو السابق، بليز كومباوري، "صديق قطر". ويعمل الشافعي حالياً كمستشار لرئيس رواندا ومستشار خارجي لأمير قطر. وكدليل على ذلك، كان الشافعي حاضراً خلال الزيارة الأخيرة لرئيس غينيا بيساو، أومارو سيسوكو إمبالو، إلى الدوحة في 22 يونيو/ حزيران الماضي. وفي عام 2010، أفاد صحفيون إسبان أن الشافعي قد تلقى عمولة تبلغ حوالي 2.3 مليون يورو من الفدية المدفوعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لإطلاق سراح 4 رهائن إسبان. وعندما سُئِل عن الأمر، قال: "إنه فعل ذلك لأسباب إنسانية".
وإذا تمعنّا ونظرنا عن كثب إلى عمليات اختطاف القاعدة للرهائن، يمكننا أن نلاحظ تدخل قطر في عملية تحرير عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو، التي اختطفتها حركة الشباب في الصومال. وأشارت التقارير إلى دفع 1.5 مليون يورو مقابل إطلاق سراحها، مع ترجيح أن تكون قطر هي من دفع الفدية. وتكفي الإشارة إلى أن المفاوضات النهائية قد تمّت في الدوحة.
وفي عملية تحرير الرهائن في سوريا، نجد تدخلاً متكرراً للمنظمة غير الحكومية القطرية، مؤسسة راف. لقد تم دفع الكثير من الفديات لرهائن اختطفوا من قبل النصرة وأحرار الشام، وهو الأمر الذي دفع أجهزة المخابرات إلى التكهّن بأن الأمر قد لا يعدو كونه مجرد وسيلة لإيصال التمويل لهذه الجماعات الإرهابية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة