جرائم مخابرات قطر في ليبيا باعترافات مرتزق سوري
مرتزق سوري الجنسية اعتقله الجيش الليبي اعترف أن خمسة ضباط من المخابرات القطرية استقبلوه وزملاءه في مطار مصراتة.
نشرت السلطات الليبية، مساء السبت، تسجيلاً مصوراً لأحد المرتزقة السوريين المقبوض عليهم في طرابلس، كشف فيه سيطرة ضباط تابعين للمخابرات القطرية والتركية على مطار مصراتة الليبية.
وقال مرتزق سوري الجنسية يدعى محمود جسمي المرغني ألقى الجيش الليبي القبض عليه، إن خمسة ضباط من المخابرات القطرية استقبلوهم في مطار مصراتة فور وصولهم على طائرة مدنية أقلعت من إسطنبول.
وأردف المرغني، في الفيديو الذي نشرته الإدارة العامة للإعلام الخارجي على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن القطريين قالوا لهم "أنتم الآن في ليبيا ولا بد من الطاعة العمياء لأننا اشتريناكم لتفعلوا ما نأمركم به في ليبيا".
وأوضح المرتزق السوري أن ضباط مخابرات قطر يسيطرون على مطار مصراتة الليبي رفقة أتراك لتنظيم استقدام المرتزقة إلى ليبيا.
وكشف المرتزق السوري أنه ومعه 103 مرتزقة آخرين جاءوا على متن طائرة أقلعت من إسطنبول وهبطت في مطار مصراتة غربي ليبيا ومعهم على الطائرة الأسلحة الخفيفة، بينما أرسلت لهم تركيا الأسلحة الثقيلة عبر البوارج التركية إلى موانئ طرابلس الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق.
وفي اعترافاته كشف المرتزق السوري أنه وزملاؤه يعملون لدى كيان مسلح يدعى "جيش النخبة التركي" ونقلوا من منطقة "حور كلس" مقابل مبلغ ألفي دولار شهرياً نظير عملهم كحراسات لقواعد تركية في ليبيا لمدة تتراوح من ثلاثة إلى 6 أشهر.
وأوضح أنه تم نقلهم إلى منطقة (غازي عنتاب) بالحدود التركية السورية ومنها إلى إسطنبول بطائرة عسكرية لتقلهم طائرة مدنية من مطار إسطنبول إلى مطار مصراتة.
مرتزقة من تنظيمات إرهابية أخرى مثل "جيش النخبة" و"فيلق المجد" و"فيلق الشام" و"السلطان مراد" و"صقور الشام" إضافة إلى "مليشيا الحمزات" أرسلتهم تركيا إلى ليبيا ووزعتهم على محاور القتال في طرابلس بتمويل ورعاية قطرية، حسب اعترافات المرغني.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في تصريحات سابقة، أن أول عملية قطرية على الأراضي الليبية كانت اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس عام 2011، مشيراً إلى أن هناك وجوداً قطرياً مسلحاً في ليبيا خاصة في طرابلس في مناطق الزهراء ومصراتة.
وقال المسماري إن "الجيش الليبي لديه تسجيلات لمحادثات تثبت التعاون بين أعضاء تنظيم القاعدة وقطر، وتؤكد دعم قطر للتنظيمات الإرهابية بالمال والأسلحة، لارتكاب عمليات إرهابية ضد الجيش الليبي".
ولفت إلى أن دولة قطر لم تكتفِ بالتدخل المباشر في ليبيا، بل دعمت أيضاً فاسدين في ليبيا، وسعت لإغراق المجتمع الليبي بالأموال المشبوهة، كما أن القطريين حاولوا شراء ذمم المشايخ الفاسدين وجميعهم محصورون وموجودون تحت الملاحظة، حسب المسماري.
وكشف الجيش الليبي، في وقت مبكر التدخل القطري التخريبي في ليبيا والموثق منذ ظهور حمد فطيس المري ضابط المخابرات القطري، إلى جانب الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج في اقتحام قصر باب العزيزية عام 2011، الذي كان مقراً لحكم القذافي.
وتزامن ظهور الضابط القطري وقتها مع ظهور مجموعات من المخابرات القطرية في طبرق وبنغازي شرق ليبيا، بينما ثار أهالي طبرق في 2011 على المجموعة القطرية الاستخباراتية التي دخلت تحت غطاء أطباء ومهندسين، وذلك بعد انكشاف تمويلهم وتسليحهم للإرهابيين، وقاموا بطرد القطريين فور مقتل اللواء عبدالفتاح يونس قائد الجيش الليبي وقتها، حسب مصادر محلية.
ورصدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع ليبيا، استمرار قطر في دعم وتمويل الإرهاب، شمل رحلات لطائرات عسكرية قطرية إلى الجنوب الليبي مع توافر أدلة تفيد بدعم السلطات القطرية لتنظيم الإخوان الإرهابي والمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس ومدن في الغرب.
وأكد الدكتور عبدالمنعم الحر رئيس المنظمة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "المنظمة في ليبيا تتوفر لديها قائمة بانتهاكات قطر للمعاهدات والمواثيق الدولية مثل المعاهدتين الدوليتين لمكافحة تمويل الإرهاب والتفجيرات الإرهابية، والإعلان العالمي بشأن التدابير اللازمة للقضاء على الإرهاب الدولي، ومعاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود".
ولفت إلى أن ذلك يستدعي اتخاذ موقف حاسم تجاهها، محذراً من أنه "ما لم تتعرض قطر لضغوط دولية جادة، فإن الإرهاب في ليبيا لن يتوقف".
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA=
جزيرة ام اند امز