في قطر.. مقال معارض يكلفك النفي وسحب الجنسية
الصحفي الشمري والشاعر الذيب أمثلة للتعامل الحقيقي لقطر مع المعارضين، في حين دأبت على وصف دول المنطقة بالديكتاتوريين
رفعت قطر عبر قناتها "الجزيرة" شعار "الرأي والرأي الآخر" بزعم تقبلها للآراء المعارضة، ولكن طوال 21 عاما لم تطبق هذا الشعار على قطر ذاتها.
فقد أثبتت السنوات والأحداث أن هذا الشعار لم يكن إلا خناجر موجهة إلى دول عربية محددة لتقوية صوت معارضيها أو أعدائها، في حين كان يتم إسكات الأصوات المعارضة لقطر.
وفي هذا الاتجاه نشرت صحيفة "الرياض" السعودية، الجمعة، مقالا بعنوان " حريات قطر المزعومة.. "السقا عطشان"!" تضمن مثالا لما يعانيه الإعلاميون والشعراء المعارضون في قطر إذا ما انتقدوا الأداء الحكومي ومستوى الخدمات المقدمة لمواطنيها.
ومن بين هؤلاء فرج مزهر الشمري، المرشح السابق للمجلس البلدي، والذي عوقب على معارضته بتجريده من الجنسية عام 1999، وتجريده من أملاكه ونفيه خارج البلاد.
وكان الشمري كتب مقالا بعنوان "عين عذارى" يطالب فيه بتخفيض الرسوم والضرائب على القطريين، وذلك في عموده الصحفي الذي كان يحمل عنوان "البُعد الرابع"، في صحيفة الراية القطرية.
وجاءت ردة الفعل على نشر المقالة أن توجهت جهات أمنية إلى منزل الصحفي الشمري وقامت بتفتيش منزله، واعتقال زوجته وأطفاله الخمسة لمدة 3 أيام دون تحقيق ودون توجيه أي اتهامات لهم.
كما أصدرت أمرا باعتقاله هو لمدة 90 يوما، وطالبته بالاعتذار، فوافق واعتذر، وفوجئ بعدها بصدور قرار بمصادرة أملاكه ووضعها في "بنك الدولة المحدود"، وإسقاط الجنسية القطرية عنه وإبعاده خارج البلاد.
ويأتي ذلك بالرغم من أن فرج الشمري مثّل قطر فيما يقارب 30 بطولة دولية في لعبة الجولف، وعمل مذيعاً بالتلفزيون القطري.
كما رشح الشمري نفسه لعضوية المجلس البلدي بقطر عن دائرة "أم صلال"، و"الخريطيات"، وكان من المفترض أن يفوز بالانتخابات، ولكن تعليمات عليا أمرت بتغيير النتيجة لصالح أحد منافسيه ويدعى "عبد الله المناعي".
وكان للمناعي موقف طيب في هذا الأمر؛ حيث توجه إلى الشمري واعتذر له عما بدر من النظام القطري، مـؤكـدا أن الأمـر تـم دون علمه، ولم يعرف السبـب الحقيـقي وراء هـذا التجـاوز.
وجرت هذه الأحداث في ظل ضوضاء نشرتها قناة الجزيرة القطرية ومسؤولون بقطر حول ضرورة نشر الحريات بلا حدود في المنطقة، وشعارات تخص حماية الصحفيين من أي ملاحقات تعاقبهم على آرائهم.
ووفق تعبير مقالة صحيفة "الرياض" فإن ما حدث للرياضي والإعلامي فرج بن مزهر الشمري يكشف الوجه الحقيقي والاستبداد لدولة قطر، ويكذب كل ما تقوله عن نفسها أنها دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وليست هذه الحادثة الأولى للسلطات في قطر في مصادرة الرأي الآخر المعارض لها، فقد حكم على الشاعر القطري محمد العجمي السجن مدى الحياة.
وبعد الاستئناف وتدخُّل منظمة العفو الدولية وجهات حقوقية أخرى خفف الحكم إلى 15 سنة.
وكان السجن عقوبة للشاعر على قصيدة انتقد فيها تهميش المواطن القطري في وطنه.
وقبل الإفراج عنه وجّه الشاعر القطري خطابا للأمير تميم ووالده حمد من السجن، تحدث فيه عن انتهاكات خطيرة لحقوقه في السجن، وقال إنها مهزلة في حق الوطن.
كما تساءل العجمي: "أين حقوق الإنسان القطرية وأين حقوق الإنسان الدولية من هذه المهزلة؟"، وتحدث عن ظروف السجن اللا إنسانية وما يتعرض له المساجين من تعذيب.
وكانت قناة الجزيرة رفعت شعار يقول "الصحافة ليست جريمة" في الفترة الأخيرة، تهاجم من خلاله السلطات في مصر بعد أن سجنت عددا من الصحفيين متهمين بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية والمشاركة في عمليات تخابر تهدد أمن البلاد.
وفي المقابل لم تطبق هذا الشعار على عمليات المطاردة أو الحبس للصحفيين والأدباء في قطر.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز