يوم قطر الوطني.. تهانٍ إماراتية تتوج علاقات تاريخية
تهانٍ إماراتية لقطر بمناسبة يومها الوطني، الذي يحل الخميس، تجسد العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين البلدين.
علاقات تتوثق وتعاون يترسخ على مختلف الأصعدة، ولا سيما في المناسبات الوطنية، التي تتحول إلى احتفالية مشتركة، يحرص البلدان على الاحتفاء بها.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مهنئا قطر قيادة وشعبا بتلك المناسبة.
وقال في تهنئة عبر حسابه في موقع "إكس": "أهنئ أخي الشيخ تميم بن حمد والشعب القطري الشقيق بمناسبة اليوم الوطني، داعياً الله تعالى أن يديم على قطر الفرحة والعزة والازدهار".
وأضاف: "مناسبة نجدد فيها الاعتزاز بروابط التاريخ المشترك والأخوة الراسخة، ونتطلع إلى مستقبل تتسع فيه آفاق التعاون فيما بيننا لما فيه الخير والنماء للبلدين والشعبين والمنطقة".
أيضا وجه إماراتيون تهاني لقطر بتلك المناسبة عبر مواقع التواصل عبروا فيها عن حجم ومكانة قطر في قلوبهم، واعتزازهم بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين، وتمنياتهم لها بدوام العزة والازدهار.

كل عام وأنتم بخير
تحتفل قطر بيومها الوطني، الخميس، الذي يوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
ويعود هذا التاريخ إلى ذكرى تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس قطر، الحكم عام 1878م.
ويعكس الاحتفال بهذه المناسبة الاعتزاز بتاريخ قطر ومسيرة تطورها منذ المؤسس وصولا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يتولى الحكم منذ عام 2013.
يتم الاحتفال بتلك المناسبة هذا العام تحت شعار "بكم تعلو ومنكم تنتظر" المقتبس من كلمة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي قدمها للشباب في أثناء زيارته لجامعة قطر عام 2016 "الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته، فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر"، حيث يجسد الشعار رؤية قطر بأن بناء الإنسان هو أعظم استثمار لترسيخ نهضته واستدامة عطائه.
وتحتفي دولة الإمارات، باليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة الذي يصادف 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وذلك تجسيدا للعلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويأتي احتفال الإمارات تحت شعار "الإمارات-قطر.. كل عام وأنتم بخير"، إذ تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات المرتبطة بالمناسبة، التي تعبر عن أواصر الأخوة والتاريخ المشترك بين البلدين.
حضر صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، حفل الاستقبال الذي أقامه الدكتور سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى الإمارات، مساء الأربعاء، بمناسبة اليوم الوطني.
كما حضر حفل الاستقبال، عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، وخليفة شاهين المرر، وزير دولة، وعمر عبيد الحصان الشامسي، وكيل وزارة الخارجية.
وبدأ الحفل، الذي حضره عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الإمارات، بالسلام الوطني للبلدين الشقيقين، تلاه عرض مرئي حول مسيرة العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات ودولة قطر.
وأكد الدكتور سلطان بن سالمين المنصوري، في كلمته، عمق العلاقات الأخوية بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين ممتدة بجذورها القوية، وعززتها الروابط الأسرية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين الشقيقين، وأسهمت في ترسيخ قيم مشتركة تعكس وحدة المصير.
كما أكد أن هذه العلاقات أثبتت عبر عقود، قدرتها على التطور والتجدد والتكيف، مستندة إلى إرث مشترك من التعاون وروح القربى، مشيرا إلى أن بلاده تجمعها مع دولة الإمارات أعمق الروابط وأكثرها رسوخا.
وتقدم بالتهنئة إلى دولة الإمارات، قيادة وشعبا، بمناسبة عيد الاتحاد الرابع والخمسين، مثمنا الدور الإنساني الرائد لدولة الإمارات، الذي بات علامة فارقة في المشهد الدولي.
وقال إن دولة الإمارات رسخت حضورا مشهودا في ميادين العمل الإنساني، وقدمت نموذجا رائدا في تسخير إمكاناتها المتميزة لخدمة الإنسان أينما كان، وهو دور يحسب لها ويعكس التزاما أصيلا بقيم العطاء والمسؤولية الإنسانية.
وأكد أن دولة قطر ماضية في مواصلة تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في كافة المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم تطلعات شعبي البلدين الشقيقين نحو مستقبل أكثر ازدهارا.

إنجازات في مختلف المجالات
ويعد اليوم الوطني لدولة قطر مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققها في مختلف المجالات، والخطوات التي تنفذها على طريق التنمية والبناء من أجل مستقبل أفضل.
على الصعيد الدبلوماسي، نجحت مساعي الدبلوماسية القطرية في التوصل إلى اتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين حكومة الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو "حركة 23 مارس" الذي وقع في الدوحة بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وأكد على التزام الطرفين بمعالجة جذور الصراع عبر الحوار المنظم وتدابير لبناء الثقة واحترام حقوق الإنسان وضمان العودة الآمنة والكريمة للنازحين ودعم المصالحة الوطنية والوحدة، وذلك ضمن مسار السلام الذي تسهله دولة قطر استناداً إلى "إعلان مبادئ الدوحة" الموقع في 19 يوليو/تموز 2025م.
وتحتفل قطر بيومها الوطني، فيما تتواصل جهودها مع شقيقتها الإمارات لدعم السلام في العالم، اعتمادا على ما يتمتع به البلدان من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسات طموحة للتطوير والتحديث والازدهار ونهضة بلديهما والعمل على مواجهة مختلف التحديات.
ونجحت عدة وساطات قطرية في لمّ شمل دفعات من الأطفال في أوكرانيا وروسيا مع عائلاتهم في إطار جهودها المستمرة بغرض لمّ شمل الأسر المشتتة بسبب النزاع بين البلدين.
يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وهي الجهود التي تُوّجت بنجاحها في إبرام 17 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024، كان أحدثها في 24 أغسطس/آب الماضي، تم بموجبها إطلاق 4592 أسيراً، وهو رقم كبير يجسد إنجازاً دبلوماسياً وإنسانياً غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيداً متواصلاً بين طرفيها.
ومن أوكرانيا إلى فلسطين، حيث نجحت مساعي الإمارات وقطر في وقف إطلاق النار في غزة بالتوصل إلى اتفاق هدنة شاملة برعاية أمريكية في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورحبت الإمارات العربية المتحدة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة الدور البارز والمهم الذي قام به في دعم هذا المسار، مشيدة في هذا السياق بالمساعي الدؤوبة التي قامت بها كل من قطر ومصر وتركيا لتيسير التفاهمات التي أفضت إلى هذا الاتفاق.
وقد وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى إعلانه الخطة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تقديرًا لدوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وفيما كان للإمارات إسهام بارز في التوصل لاتفاق السلام التاريخي بين أذربيجان وأرمينيا، الذي أنهى خلاف دام أربعة عقود بين البلدين، لعبت قطر دورا بارزا في إتمام الوساطة لإنهاء النزاعات بين عدة دول، بادرت الإمارات لدعمها والترحيب بها.
أيضا نجحت دولة قطر في استضافة القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي عقدت في الدوحة في 4-6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واختتمت بإصدار بإعلان الدوحة السياسي الذي أكد على اكتمال مرحلة جديدة من الجهد العالمي الرامي لترسيخ العدالة الاجتماعية وتعزيز مكانة الإنسان في قلب التنمية.
ونيابةً عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ترأس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية.
ويُجسّد حضور الإمارات في القمة التي افتتحها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رؤية قيادتها الرشيدة في دعم الجهود الدولية الرامية إلى بناء عالمٍ أكثر إنصافًا وتعاونًا، وترسيخ مكانة الدولة نموذجًا عالميًا في التنمية الشاملة والسلام الإنساني والتضامن الدولي.
على الصعيد الرياضي، يتزامن احتفال قطر بيومها الوطني مع ختام النسخة الحادية عشر من بطولة كأس العرب والمنظمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تقام في الدوحة في الفترة 1-18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
تأتي تلك البطولة، بعد نجاح بطولة كأس العالم تحت 17 سنة التي استضافتها الدوحة خلال الفترة 5- 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتشهد قطر إحدى أسرع طفرات النمو الاقتصادي في العالم، لاسيما مع حزمة من المبادرات الاقتصادية التي أطلقتها لدعم القطاع الخاص، وزيادة مشاركته في اقتصادها الوطني، إلى جانب إطلاقها الإستراتيجية الوطنية لقوى عاملة كفؤة ذات إنتاجية عالية 2024 - 2030، والتي تهدف إلى زيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل.
وأطلقت قطر في يناير/كانون الثاني 2024 استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، التي تعد المرحلة الأخيرة على طريق تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي أطلقت في العام 2008، وتهدف إلى مواصلة الجاهزية لمواجهة التحديات وتوجيه قطر نحو الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة بحلول عام 2030.

علاقات أخوية
وتشارك دولة الإمارات قيادة وشعبا قطر احتفالها بهذا اليوم، في إطار حرصها على تحويل المناسبات المهمة في الدول الشقيقة إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
علاقات أخوية كان أبرز ملامحها عقد 4 لقاءات وقمم بين قادة البلدين على مدار العام الجاري، من بينهم لقاءان جاءا خلال زيارتين أجراهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الدوحة في أعقاب الاعتداء الإيراني عليها 23 يونيو/حزيران والهجوم الإسرائيلي في 9 سبتمبر/أيلول، ليكون أول زعيم في العالم يصل الدوحة بعد الهجومين، في زيارتين حملتا رسائل ودلالات مهمة وتجسد معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين.
وقبيل الزيارتين، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة للإمارات في 4 مايو/أيار، استبقها لقاء جمعهما خلال مشاركتهما في اللقاء الأخوي التشاوري الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض في 21 فبراير/شباط الماضي.
4 لقاءات وقمم بين قادة البلدين على مدار عام 2025، تخللها زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى من البلدين، كان أبرزها زيارة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، لقطر في 6 من الشهر الجاري، في ثاني زيارة له لقطر خلال 3 شهور، استبقها زيارة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر للإمارات 10 يونيو/حزيران الماضي.
قمم وزيارات ومواقف ولفتات تكشف حرص البلدين على تعزيز العلاقات الأخوية إلى آفاق أرحب، ودعم الإنجازات المشتركة.
وتتسم العلاقات بين الإمارات وقطر بالعمق والتقارب على المستويين القيادي والشعبي على السواء، ما يترجم متانتها على كل الصعد، فهي متميزة منذ القدم ومتجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين شعبي البلدين.