أسبوع قطر.. ترامب يحرج تميم و"الجزيرة" تسقط في أمريكا
أيام الأسبوع الماضي مرّت ثقيلة على تنظيم "الحمدين"، نظرا لما شهدته من أحداث مزعجة له سواء على الصعيد السياسي أو الحقوقي.
مرت أيام الأسبوع الماضي ثقيلة على تنظيم "الحمدين"، نظرا لما شهدته من أحداث مزعجة له، سواء على الصعيد السياسي أو الحقوقي.
سياسيا، أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمير قطر تميم بن حمد، بعد كشفه بأسلوب ساخر عن توسيع القاعدة الأمريكية بأموال قطرية بلغت 8 مليارات دولار، فيما تجاهلت "الجزيرة" الترجمة في سقطة مهنية جديدة.
حقوقيا، شهد الأسبوع الماضي تحركات واسعة في أكثر من بلد لمحاسبة تنظيم "الحمدين" على جرائمه، بينها إدانة حقوقيين من ٩ دول انتهاكات قطر ضد العمال الأجانب.
وفي بريطانيا، سلطت مجلة "red pepper"، الضوء على الفيلم الوثائقي «كأس العمال»، والذي يتناول أوضاع العمال الذين يشيدون المنشآت الرياضية التي ستستضيف فيها قطر مونديال كأس العالم 2022، ويعيشون أوضاعاً مزرية.
** زيارة فاشلة
أبرز أحداث الأسبوع، كانت الزيارة الفاشلة لأمير قطر تميم بن حمد لأمريكا، والتي غادرها فجر اليوم الجمعة، مختتما زيارة استمرت 4 أيام، وصاحبها جدل واسع.
وتعرض أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لحرج بالغ عندما كشف ترامب عن قيامه بإنفاق تميم 8 مليارات دولار لتوسيع قاعدة العديد الأمريكية على حساب بلاده.
وقال ترامب في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها وزير المالية الأمريكي ستيفن منوتشين، مساء الإثنين، متحدثا عن توسيع القاعدة الأمريكية في قطر: "تم ذلك عبر استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليس أموالنا".
ومضى ساخرا: "وبالحقيقة، الأمر أفضل من ذلك، حيث كانت كلها من أموالكم".
الأمر اللافت أن قناة "الجزيرة" تجاهلت ترجمة هذه الأجزاء من تصريحات ترامب لإحراجها أمير قطر، في سقطة مهنية جديدة للقناة، التي دائما ما كانت تستغل تصريحات ترامب بشأن العلاقات الاقتصادية مع السعودية وتقوم بإعادة تأويلها بما يسيء للمملكة.
أيضا كان لافتا، قيام أمير قطر بالتباهي بوجود عجز في التبادل التجاري بين البلدين لصالح الولايات المتحدة، قائلا في كلمة له: "لا بد أنكم ستكونون جميعا سعداء، خاصة أنت سيادة الرئيس (ترامب)، لسماع أن هناك عجزا في التبادل التجاري بين بلدينا لصالح الولايات المتحدة".
وظهر تميم وهو يضحك بشدة بعد إعلان العجز في الميزان التجاري وكأنه سعيد أن بلده يعاني من تلك المشكلة الاقتصادية.
أفعال تميم في أمريكا أكدت ما ذهبت إليه الصحف الأمريكية في توصيفها للزيارة، حيث قالت محطة فوكس نيوز الأمريكية إن تميم بن حمد جاء إلى واشنطن ليتسول رضا الرئيس ترامب.
ووصف نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، في تصريحات للمحطة، زيارة تميم بأنها "جاءت من منطلق ضعف".
وكانت وزارة التعليم الأمريكية استبقت زيارة أمير قطر إلى واشنطن وحرّكت تحقيقات بشأن علاقة بلاده بتمويل مشبوه لجامعتين وللوقوف على الإجراءات التي اتخذها المديرون لضمان عدم تلقي أموال مرتبطة بالإرهاب.
وجاءت زيارة تميم إلى البيت الأبيض وسط دعوات لكتاب وسياسيين تطالب الرئيس الأمريكي ببحث هذه الجرائم مع تميم الذي أنفق ملايين الدولارات على شركات العلاقات العامة لتحسين صورته بين الأوساط الأمريكية.
وكان جوناثان شانزر، الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أكد، في تصريحات سابقة، أن "قطر التي يفترض بها أن تكون حليفاً للولايات المتحدة، تساند بشكل مستمر تحسين صورة التنظيمات الإرهابية".
وخلال الزيارة التي استمرت 4 أيام، حاولت قطر عبثا توظيف البروتوكولات الرسمية واستثمارها في بعث رسائل مغلوطة للرأي العام الدولي، لتنتهي الزيارة بفشل ذريع وإحراج تميم وإرهاق ميزانية بلاده باتفاقيات مليارية فقط لاسترضاء ترامب.
** إدانات حقوقية
على الصعيد الحقوقي أيضا، أدان مختصون حقوقيون من 9 دول آسيوية وعربية، الخميس، انتهاكات قطر المستمرة ضد العمال المهاجرين على أراضيها.
واستنكر الحاضرون بمؤتمر الشبكة العربية لحقوق المهاجرين بالعاصمة الأردنية عمان بالشراكة مع التحالف العالمي لمناهضة الاتجار بالمرأة انتهاكات النظام القطري المستمرة ضد العمال المهاجرين على أراضيها.
وقال عبدالمنعم الحر، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا وعضو الشبكة العربية لحقوق المهاجرين، إن حقوقيين من ليبيا والأردن ولبنان ومصر ونيبال وبنجلاديش والفلبين والهند كشفوا عن العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها العمال المهاجرون في قطر.
وأوضح الحر أن عدد العمال المهاجرين في قطر تجاوز 2.1 مليون نسمة من 100 جنسية حول العالم، معظمهم من جنسيات آسيوية.
وأضاف أن البيان الختامي نص على "إدانة الانتهاكات الخطرة التي اتخذتها السلطات القطرية تجاه مواطنيها، فبعد عقود من التهجير القسري لأبناء قبيلة آل غفران وتجريد ما يزيد على 3 آلاف امرأة تقريبا من جنسيتهن القطرية لأسباب سياسية".
ودعا المجتمعون الدوحة إلى إلغاء نظام الكفالة التعسفي، الذي يواصل ربط العمال بأصحاب العمل لمدة تصل إلى 5 سنوات، ما يجعل منهم مادة للاتجار بالبشر أحيانا.
** كأس العمال
على صعيد ذي صلة، فضح فيلم وثائقي جديد يحمل اسم "كأس العمال" أوضاع العمالة الأجنبية التي تعمل في بناء المنشآت الرياضية التي ستستضيف فيها قطر مونديال كأس العالم 2022.
وسلّطت مجلة "ريد بيببر/Red Pepper" البريطانية الضوء على الفيلم الوثائقي الذي خرج للنور بهدف إسماع العالم صوت العاملين على الإعداد لهذا الحدث الرياضي الذي يستعبد فيه تنظيم الحمدين عمالا من دول آسيوية وأفريقية عدة.
وطبقا للموقع الخاص بالفيلم، فإن 60% من المجموع الكلي للسكان في قطر عمال من الهند ونيبال وبنجلاديش والفلبين، وهناك أعداد متزايدة من أفريقيا، ورغم أن بعضهم من الفئات الأفقر في العالم يعملون في وظائف من أدنى مستوى؛ لضمان إمكانية استضافة كأس العالم في قطر.
وأوضح موقع الفيلم أن هؤلاء العمال يعملون لنحو 12 ساعة يوميا على مدار كامل أيام الأسبوع، مقابل رواتب زهيدة، ويعيشون داخل معسكرات معزولة موجودة خارج حدود الدوحة بموجب القانون.
وقال القائمون على الفيلم، عبر الموقع الخاص به، إنهم التقوا مجموعة من العمال القائمين على مشروعات بناء الملاعب الذين أخبروهم بأن الحياة داخل المعسكرات تشبه السجن.
وتناول الفيلم من بين هذه المخيمات "أم صلال" البعيد عن الأنظار بشكل متعمد، ويعيش به 4 آلاف شخص.
وركز الفيلم على مجموعة محددة داخل المخيم كان قد تم اختيارها من أجل مسابقة كروية للعمال هي "كأس العمال"، وترعاها اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن كثيرا من العمال المرتبطين بأصحاب العمل بموجب نظام الكفالة لا يمكنهم مغادرة وظائفهم أو تغييرها، كما هناك قيود على تحركاتهم، ويُعفى عن أصحاب العمل المتعسفين.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز