من انقسامات السياسة إلى وحدة الرياضة.. أسبوع عاصف في الجزائر
تأييد الجيش لمبادرة الرئاسة وفضيحة الجزيرة مع رئيس الوزراء وتأهل المنتخب إلى المربع الذهي في كان 2019.. أبرز أحداث أسبوع الجزائر
بدأ أسبوع الجزائر المنصرم بانقسام بين قوى المعارضة حول مسألة بقاء الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح من عدمه، وانتهى بتوحد الجماهير حول منتخب بلادها لكرة القدم، الذي تأهل إلى المربع الذهبي من بطولة أمم أفريقيا 2019 بمصر.
- أسبوع الجزائر.. سقوط "الباء الثانية" ولجنة للحوار مع قادة الاحتجاجات
- أسبوع الجزائر.. "الفساد" ملف الرئيس القادم والرياضة تطغى
كما أعلن الجيش الجزائري دعمه وترحيبه لمقاربة السياسة التي أعلنت عنها الرئاسة لحل الأزمة السياسية، وسط تواصل مظاهرات الطلبة رفضاً للحوار مع الرئيس المؤقت ورموز النظام السابق.
ولم تكف الأحداث السياسية وحتى الرياضية المتتالية في الجزائر قناة الجزيرة القطرية، التي فبركت تصريحاً لرئيس الوزراء عن الوضع في ليبيا، سارعت الخارجية إلى نفيه ووصفه بـ"المضلل للرأي العام".
"حوار صعب" داخل بيت المعارضة
ابتدرت قوى المعارضة الجزائرية الأسبوع الماضي بأضخم تجمع لها منذ بدء الأزمة السياسية، التي دخلت شهرها الخامس تحت مسمى "منتدى الحوار الوطني"، حضره 700 شخصية يمثلون أحزابا سياسية ومنظمات أهلية ونقابات مستقلة وممثلين عن الحراك الشعبي.
- "رحيل بن صالح" يفجر الخلافات بين المعارضة الجزائرية
- رئيس وزراء الجزائر الأسبق لـ"العين الإخبارية": نعيش أزمتي دستور وشرعية
وحاول الاجتماع البحث عن مبادرة جامعة من أصل 40 قدمتها أحزاب وشخصيات سياسية، وآليات الخروج من الأزمة السياسية تتضمن "تبني الحل الدستوري الذي يجمع بين مقتضيات الدستور والحل السياسي، باعتبارهما أمرين متلازمين"، حسب ما جاء في وثيقة جدول الأعمال.
وحسب ما رصدته "العين الإخبارية" خلال الاجتماع وفي كواليسه، ورغم اتفاق جميع الحاضرين على "الحوار" كآلية ناجعة للخروج من المأزق السياسي، إلا أن لغته في المنتدى لم تكن السائدة في اجتماع استغرق 10 ساعات من الخلافات الحادة.
واختلفت قوى المعارضة الجزائرية حول مسألة رحيل الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، بين مطالب بـ"استبداله بشخصية توافقية ورافض لأي حوار مع رموز نظام بوتفليقة"، وبين داعٍ إلى "استقالة الحكومة وتعويضها بأخرى تقود الحوار" مع الحراك الشعبي والمعارضة.
وافترق المجتمعون على إلغاء البيان الختامي الذي تضمن "قبولاً مبدئياً" لمبادرة الرئاسة الجزائرية مع اشتراط ضمانات لها، وسط انسحاب غالبية المشاركين، وملاسنات كلامية بين البعض الآخر.
واكتفت قوى المعارضة بقراءة بيان تضمن حصيلة لأبرز ما جاء في كلمات المشاركين، والدعوة إلى توفير الأجواء الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية.
واعتبر علي بن فليس، رئيس حزب "طلائع الحريات المعارض"، أن الجزائر "تعيش أزمتي شرعية ودستورية"، مقراً في مقابلة مع "العين الإخبارية" بأن مبادرة الرئاسة الجزائرية تحمل "مؤشرات إيجابية لكنها في حاجة إلى ضمانات" كما قال.
الجيش يؤيد
ووسط تحفظ المعارضة أعلن الجيش تأييده وتشجيعه لمباردة الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، ووصفها بـ"الجادة"، وهو الموقف الذي فسره مراقبون على أنه "رفض من الجيش الجزائري" للمطالب الداعية إلى رحيل بن صالح، مفسرين ذلك بمخاوفه من "الفراغ الدستوري".
- الجيش الجزائري يؤيد مقاربة الرئاسة لحل الأزمة السياسية
- مظاهرة طلابية بالجزائر رفضا للحوار مع رموز بوتفليقة
وشدد قائد الجيش الجزائري، الأربعاء الماضي، على أن مخرجات المقاربة السياسية التي أعلن عنها الرئيس الجزائري المؤقت من إجراء الانتخابات الرئاسية ستكون "ثمرة دستورية والشرعية الأولى" عقب إلغاء موعدين انتخابيين.
كما وجه قايد صالح "تحذيراً شديد اللهجة" لرموز نظام بوتفليقة، أو كما سماهم في كملته بـ"أتباع العصابة والعملاء"، وهدد بـ"اتخاذ إجراءات قانونية صارمة" ضدهم.
وانتقد المسؤول العسكري الجزائري بعض الشعارات التي يرفعها المحتجون في مظاهراتهم، أبرزها "دولة مدنية وليست عسكرية"، ووصفها بـ"المسمومة والمفضوحة، وأن دوائر حاقدة على الجزائر تقف وراءها" كما قال.
ووجه تحذيرات أخرى "لمن يقف وراء حمل رايات غير الراية الجزائرية"، وانتقد المطالب الأخيرة في المظاهرات بإطلاق سراح المعتقلين.
فضيحة الجزيرة القطرية
وفي خضم الأحداث المتسارعة في البلاد، خرجت قناة الجزيرة القطرية بتصريح مفبرك لرئيس الوزراء نور الدين بدوي، زعمت أنه انتقد فيها المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي.
ونفت الجزائر رسمياً، الأربعاء، صحة تلك التصريحات التي زعمت القناة القطرية أنها جاءت خلال استقبال بدوي أحد وزراء فايز السراج.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، نفياً قاطعاً عما أوردته "الجزيرة" من أخبار مفبركة، وأكد احترام بلاده سيادة الدول وحرصها على عدم التدخل في شؤونها.
وجدد المصدر موقف بلاده الثابت والمبادئ التي تحكم سياستها الخارجية، القاضية باحترام سيادة الدول، وتحمل مسؤوليتها كدولة جارة وشقيقة لليبيا.
كرة القدم توحد الفرقاء
تمكن المنتخب الجزائري، الخميس، من التأهل إلى نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ 2010، بعد الفوز 4-3 بركلات الترجيح على كوت ديفوار، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي، بالتعادل بهدف لكل منتخب في استاد السويس الجديد بمصر.
مباراة حبست أنفاس الجزائريين لأزيد من ساعتين، وهي الفترة التي أصبحت فيها مختلف شوارع الجزائر هادئة، قبل أن تخرج سيول بشرية مع نهاية المباراة في جميع محافظات البلاد، معبرين عن فرحتهم بتأهل منتخب بلادهم إلى المربع الذهبي.
وهتفت الجماهير الجزائرية بشعارات جديدة مستمدة من حراكهم الشعبي، من أبرزها "الشعب يريد لاكوب دافريك" (الشعب يريد كأس أمم أفريقيا) حسب ما رصدته "العين الإخبارية" التي كانت موجودة وسط احتفالات الجزائريين.
واعتبر كثير من الجزائريين بأن كتيبة جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري، "تمكنوا من توحيد الجزائريين على عكس السياسيين"، فيما علق آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن فرحة انتصار منتخبهم "جاءت في وقتها وبعد عناء 5 أشهر من ملاحقة نظام بوتفليقة".
وستلتقي الجزائر مع نيجيريا في نصف النهائي يوم الأحد المقبل، وسط آمال بتحقيق الفوز وافتكاك الكأس الثانية في تاريخ الجزائر.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA=
جزيرة ام اند امز