أسبوع الجزائر.. سقوط "الباء الثانية" ولجنة للحوار مع قادة الاحتجاجات
استقالة رئيس البرلمان ولجنة مستقلة لإدارة الحوار مع المعارضة والحراك وحبس معارض بارز و"بدلاء" المنتخب.. أبرز أحداث أسبوع الجزائر.
حمل أسبوع الجزائر المنتهي بوادر جديدة لانفراج الأزمة السياسية التي دخلت شهرها الخامس، عقب استقالة رئيس البرلمان الجزائري معاذ بوشارب، وإعلان الرئاسة اعتزامها تشكيل لجنة من شخصيات مستقلة لإدارة الحوار مع المعارضة وممثلي الحراك، يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال.
- أسبوع الجزائر.. "الفساد" ملف الرئيس القادم والرياضة تطغى
- أسبوع الجزائر.. الجيش يحذر من "الفراغ" ورؤوس الفساد تتساقط
كما استمر مسلسل المتابعات القضائية ضد رموز نظام بوتفليقة الذين اتهم بعضهم قائد الجيش الجزائري بـ"العمالة لفرنسا".
وسجل الأسبوع الماضي كذلك ارتفاع عدد رجال الأعمال المسجونين مؤقتاً إلى 8، إضافة إلى حبس المعارض البارز لخضر بورقعة، عقب تصريحات مثيرة للجدل ضد الجيش الجزائري.
وشكَّل الحريق الهائل الذي اندلع بمنشأة غازية غرب البلاد الحدث "النشاز" ضمن جملة الأحداث التي استبشر بها الجزائريون، وكان من أبرزها أيضاً تأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى الدور الثاني من كان 2019، واختيار بلماضي أفضل مدرب في دور المجموعات.
سقوط "الباء الثانية"
انتهى الثلاثاء الماضي عهد معاذ بوشارب في رئاسة البرلمان الجزائري، بعد أن قدم استقالته رسمياً، نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارسها الحزب الحاكم لدفعه نحو الانسحاب من قبة "زيغود يوسف" (مقر البرلمان الجزائري).
وجاءت استقالة بوشارب بعد نحو 5 أشهر من إصرار المتظاهرين على رحيله، وقرابة الشهرين من تحرك حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، ليخلفه مؤقتاً عبدالرزاق تربش لمدة 15 يوماً، يجرى خلالها انتخاب الرئيس الـ11 للبرلمان.
ولم تترك تحركات نواب أحزاب الموالاة لبوشارب إلا خيار الاستقالة، والتي بدأت بسحب 5 من نوابه الثقة عنه، إضافة إلى توقيع 6 كتل نيابية عريضة تدعوه "للانسحاب فوراً".
وبذلك يكون معاذ بوشارب "الباء الثانية" التي تمكن الحراك الشعبي من إسقاطها ضمن "الباءات الأربع" بعد استقالة الطيب بلعيز، رئيس المجلس الدستوري، شهر أبريل/نيسان الماضي.
وتأتي هذه التطورات وسط حديث عن استقالة الحكومة بحر الأسبوع المقبل، لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة توافقية كما يطالب الحراك الشعبي.
لجنة مستقلة للحوار الوطني
أعلن الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح عن خطوة لافتة تهدف للتسريع في إنهاء الأزمة السياسية والتعجيل في العودة إلى المسار الانتخابي، عقب إلغاء موعدين انتخابيين.
وفي خطاب تلفزيوني، قدم بن صالح مقاربة سياسية جديدة لحل الأزمة، ترتكز على "استراتيجية الحوار"، والتي تقودها شخصيات مستقلة، و"تحظى بقبول الحراك الشعبي والطبقة السياسية"، على أن تبقى الرئاسة والجيش على الحياد من فصول ومخرجات الحوار.
وحدد بن صالح معالم الأجندة التي ستعمل الشخصيات المستقلة على تحقيقها في المرحلة المقبلة، لإجراء الانتخابات الرئاسية "كهدف أوحد لها"، أبرزها تشكيل السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات وتنظيمها وإعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي، مع إعادة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التي حلها الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة شهر مارس/آذار الماضي.
وكشف عن أن "سلطة مراقبة الانتخابات" سيعهد إليها "تنظيم ومراقبة الانتخابات" وهو ما انفردت به "العين الإخبارية" في تقرير بتاريخ 12 يونيو الماضي، والذي تضمن أبرز ما جاء في مشروع قانون تلك السلطة التي تسحب البساط في تنظيم الانتخابات من وزارتي الداخلية والعدل.
نجل رئيس وزراء أسبق في السجن
وارتفع خلال الأسبوع المنصرم عدد رجال الأعمال الذين أمر القضاء الجزائري بوضعهم السجن المؤقت بتهم فساد متعددة إلى 8، بعد أن أصدر وكيل الجمهورية بمحكمة "سيدي أمحمد" في العاصمة أمراً قضائياً بوضع رجل الأعمال أحمد معزوز رهن الحبس المؤقت برفقة 9 أشخاص آخرين.
وكان من أبرزهم "فارس سلال" نجل رئيس الوزراء الأسبق عبدالمالك سلال الموجود هو الآخر منذ 13 يونيو الماضي بسجن الحراس بتهم فساد، إضافة إلى زوجة رجل الأعمال المعروف بكونه الممثل الحصري لتركيب سيارات "شيري" الصينية بالبلاد.
على صعيد متصل، أمر القضاء الجزائري بوضع لخضر بورقعة (87 عاماً) المحارب السابق في الثورة التحريرية الجزائرية (1954 – 1962) والمعارض البارز رهن الحبس المؤقت، بعد تصريحاته المثيرة للجدل ضد الجيش والصراع المسلح الذي حدث عقب استقلال الجزائر للاستيلاء على السلطة.
ووجهت محكمة "بئر مراد رايس" في العاصمة، تهماً للمعارض تتعلق بـ"بإهانة نظامية وإضعاف الروح القتالية لأفراد الجيش"، وسط دعوات لإطلاق سراحه من قبل بعض النشطاء السياسيين والحقوقيين.
حريق هائل بمنشأة غازية
وشهد اليوم الثاني من الأسبوع الماضي، الإثنين الماضي، حريقاً كبيراً في مركب تمييع الغاز "G.N.L1" بمنطقة "أرزيو" التابعة لمحافظة وهران (غرب الجزائر)، مخلفاً 4 جرحى، بعد سلسلة انفجارات داخل المنشأة.
ووجدت فرق الدفاع المدني صعوبة كبيرة في إطفاء الحريق الذي امتد إلى جزء كبير من المنشأة الغازية، والتي تضم أيضاً منطقة صناعية بيتروكيماوية، فيما سارع العاملون بالمحطة الغازية إلى توقيف عمل المنشأة الغازية.
وذكر التلفزيون الجزائري الحكومي أن أسباب الحريق تعود إلى انفجار خزان ضخم للغاز سرعان ما شبت فيه ألسنة النيران وانتقلت إلى المناطق المجاورة، فيما تبقى أسباب الانفجارات مجهولة لحد الآن.
"بدلاء" المنتخب يصنعون المفاجأة
صنع اعتماد جمال بلماضي، مدرب المنتخب الجزائري، على البدلاء في المواجهة الأخيرة من دور المجموعات في كان 2019 ضد منتخب تنزانيا مفاجأة كبيرة، أحدث خلالها 9 تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية للمنتخب.
وفاز المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف دون رد، ليجمع العلامة الكاملة من الدور الأول للبطولة برصيد 9 نقاط.
واختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" المدرب الجزائري جمال بلماضي أفضل مدير فني، خلال مرحلة المجموعات من كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في مصر، بعد أن قاد الجزائر لتصدر مجموعتها.
وسيكون أمام بلماضي تحدياً جديداً يوم الأحد المقبل، في ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية، عندما يصطدم بنظيره الغيني من أجل بلوغ دور الثمانية.