مظاهرة طلابية بالجزائر رفضا للحوار مع رموز بوتفليقة
وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة مئات الطلبة الجزائريين بأقمصة رموز الثورة التحريرية يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين.
احتشد، اليوم الثلاثاء، مئات الطلبة الجامعيين في العاصمة الجزائرية للأسبوع الـ20 على التوالي بـ"ساحة الشهداء" مرددين هتافات تدعو إلى "التغيير الجذري" في بلادهم.
- الجزائر بذكرى استقلالها.. حراك يتواصل وبوادر أزمة مع باريس
- جزائريون يتظاهرون ضد نظام بوتفيلقة تزامنا مع ذكرى الاستقلال
وجابت المظاهرة كبرى شوارع "الجزائر الوسطى"، وانتقلت إلى ساحة البريد المركزي ثم إلى شارع "موريس أودان"، قبل أن يحتشد الطلبة مرة أخرى في شارع "ديدوش مراد"، بحسب ما رصدته "العين الإخبارية".
وارتدى الطلبة الجزائريون أقمصة وحملوا صوراً لبعض شهداء الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي من أبرزهم "الشهيد العربي بن مهيدي" ومؤسس جمعية "العلماء المسلمين" الراحل عبدالحميد بن باديس، ومجموعة الـ22 التاريخية المفجرة للثورة الجزائرية، وذلك تزامناً مع احتفال الجزائر بالذكرى الـ57 لاستقلالها.
وأعرب الطلبة عن رفضهم الحوار مع رموز نظام بوتفليقة، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين في الجمعات الأخيرة بسبب رفعهم أعلاما أمازيغية "تمثل منظمة الماك الانفصالية التي تدعو إلى استقلال منطقة القبائل عن الجزائر" بحسب القضاء الجزائري الذي أمر بإيداع 18 شخصاً السجن المؤقت الأسبوع الماضي بتهمتي "المساس بالوحدة الوطنية عن طريق رفع راية غير الراية الوطنية وإهانة هيئة نظامية".
ومن أبرز الهتافات التي رددها المتظاهرون "جزائر حرة ديمقراطية"، "لا حوار مع العصابات"، "دولة مدنية ماشي (وليست) عسكرية".
كما تركزت مطالب الطلبة المحتجين في العاصمة الجزائرية على إطلاق سراح المعارض البارز لخضر بورقعة الذي أودع الأسبوع الماضي السجن المؤقت بسبب تصريحات مسيئة للجيش الجزائري.
إضافة إلى مطالب أخرى برزت في لافتاتهم من بينها "إعلام حر" و"وقضاء مستقل" و"السلطة للشعب"، و"الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع".
ولوحظ في مظاهرات الطلبة في "الثلاثاء الـ21" منذ بدء الحراك الشعبي في الجزائر تلك التعزيزات الأمنية الكبيرة وغير المسبوقة، بحسب ما رصدته "العين الإخبارية" في العاصمة الجزائرية.
وأغلقت الشرطة، التي كانت موجودة بكثافة في مختلف الشوارع الكبرى، عدداً من الطرق المؤدية إلى الجزائر الوسطى؛ ما تسبب في ازدحام مروري كبير.
كما تواجدت سيارات الشرطة بكثافة في منطقة "بورسعيد" القريبة من محكمة سيدي أمحمد التي تشهد محاكمات لرموز نظام بوتفليقة.
طوق الأمن الجزائري ساحة البريد المركزي، كما أغلق شارع "موريس أودان"، إضافة إلى غلق بعض المصاعد المؤدية إلى ساحة البريد المركزي.
وبعد احتشاد الطلبة في شارع "ديدوش مراد"، طوقت الشرطة المتظاهرين على مساحة بعيدة، ومنعت الصحفيين والمواطنين من الاقتراب أو التصوير.
فيما لم تسجل أي حالات احتكاك بين الشرطة والطلبة المتظاهرين، واكتفت الشرطة الجزائرية بمراقبة الوضع عن بعد، وسط مراقبة جوية من طائرات الهليكوبتر التابعة لـ"المديرية العامة للأمن الجزائري" (الشرطة).