"تجمع" الجزائر يتهم الإخوان بـ"الانتهازية "
بلعباس شن هجوما على عبدالله جاب الله رئيس ما يعرف بجبهة العدالة والتنمية وعبدالرزاق مقري رئيس ما تسمى حركة مجتمع السلم الإخوانيتين.
اتهم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر، الأحد، التيارات الإخوانية في بلاده بـ"الانتهازية والخوف من الديمقراطية والشفافية".
وشن محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع، المعروف اختصاراً بـ"الأرسيدي"، هجوما لاذعاً على كل من عبدالله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية" الإخوانية، وعبدالرزاق مقري رئيس ما تُسمى "حركة مجتمع السلم" الإخوانية>
وقال إن تصريحاتهما الأخيرة تؤكد "وجود انتهازية راسخة لديهما".
وطالب الإخوانيان جاب الله ومقري بسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع بلعباس لاتهامهما بتمثيل "المعسكر الشعبوي".
أما ما يخص انتخابات الرئاسة التي يحاول الإخوان الضغط لتحديد موعد لها رغم حاجة الجزائر لحوار وطني بشأنها أولا، فقد أعلن الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح عن خطوة لافتة تهدف للتسريع في إنهاء الأزمة السياسية والتعجيل في العودة إلى المسار الانتخابي، عقب إلغاء موعدين انتخابيين.
وفي خطاب تلفزيوني، أكد "بن صالح" تشكيل السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات وتنظيمها وإعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي، مع إعادة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التي حلها الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة شهر مارس/آذار الماضي.
وفي كلمة افتتاحية لأعمال المجلس الوطني لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر العاصمة، أكد بلعباس أنه تبيّن "وجود انتهازية راسخة لدى الإخوانيين جاب الله ومقري تحمل في طياتها الخوف من الديمقراطية والشفافية".
وجاءت مواقف حزب "التجمع والثقافة والديمقراطية" ضد التيارات الإخوانية في الجزائر على خلفية تركيز الأخيرة في خطاباتها على الانتخابات الرئاسية وآليات شفافيتها.
ويقول المراقبون إنه بعد فشل إخوان الجزائر في ركوب موجة الحراك الشعبي وما تعرضوا له من لفظ شعبي غير مسبوق، يحاولون استغلال الأزمة السياسية لفرض منطقهم على قوى المعارضة لتمرير أجنداتهم عبر تصريحات متناقضة ومواقف متملقة للجيش حيناً، ثم الزعم بتبني مطالب المتظاهرين حيناً آخر.
ورد رئيس حزب "الأرسيدي" على مواقف إخوان الجزائر بالقول إن "اختزال الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد في انتخابات رئاسية جديدة هو أسوأ خيار".
وأكد أن "الذين يختزلون صحوة الشعب الثورية في رحيل ومحاكمة بعض رموز النظام السياسي الذي صادر انتصار الأمة على الاستعمار، يفعلون ذلك لحسابات خاصة".
وعن اجتماع السبت الذي ضم قوى المعارضة وفعاليات المجتمع المدني وممثلين عن الحراك الشعبي تحت اسم "منتدى الحوار الوطني"، وصف محسن بلعباس هذا الاجتماع بأنه يشبه "اجتماع الموالاة في فبراير/شباط الماضي للذين أعلنوا فيه ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة".
وتضاربت الأنباء حول سبب عدم مشاركة بعض أحزاب المعارضة الجزائرية في اجتماع السبت، ففي الوقت الذي أكد فيه بعض المشاركون لـ"العين الإخبارية" أنه لم يتم توجيه الدعوة للأحزاب الداعية إلى "طرح المجلس التأسيسي لحل الأزمة".
لكن بلعباس أعلن أن حزبه قرر مقاطعته، مرجعاً ذلك إلى "خط الحزب الذي لا يمكن الخروج عنه".
ونبّه عدد من المتابعين للشأن السياسي في الجزائر إلى أن التيارات الإخوانية تعيش أسوأ مراحلها، مرجعين ذلك إلى الرفض الشعبي لأي دور لهم في حراكهم الشعبي والحديث باسمه.
ويستند رافضو التوجه الإخواني إلى مواقفهم المرتبكة من تطورات الأزمة السياسية في البلاد، خاصة بعد اعتقال شخصيات نافذة في عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة والتي كانت على علاقة "مشبوهة" بها، أبرزها الفريق المتقاعد محمد رئيس جهاز المخابرات الأسبق (1990 – 2015) والسعيد بوتفليقة.