"عراب السلطة".. إخوان الجزائر يفضحون نفاق بعضهم
اتهامات متبادلة بين إخوان الجزائر حول لقاءاتهم السرية مع "القوى غير الدستورية"، وجزائريون يعدون ذلك مؤشراً على رعبهم من سيف القضاء.
يعيش إخوان الجزائر بحسب كثير من المتابعين "أسوأ مراحلهم" عقب زلزال المتابعات القضائية بتهم الفساد والتآمر على سلطتي الدولة والجيش، والذي سبقه زلزال الحراك الشعبي الذي فضح محاولاتهم ركوبه، وعبر عن رفضه لذلك بطرد قيادات إخوانية وتصنيف أخرى في قائمة المطالَبين بالرحيل.
- إخوان الجزائر من معاداة الجيش إلى مغازلته.. ومراقبون: انهيار سياسي
- إخوان الجزائر.. محاولات لاختطاف الحراك الشعبي السلمي
ورأى مراقبون أن التصريحات والمواقف الأخيرة لإخوان الجزائر "أسهمت في إذابة بعض الجليد" الذي طبع مؤخراً الساحة السياسية الجزائرية، بعد أن تحولت المنابر الإعلامية إلى مكان لنشر فضائح بعضهم، من خلال تبادل الاتهامات بين الحزبين الإخوانيين "حركة مجتمع السلم" و"جبهة العدالة والتنمية".
حيث اتهم الاثنين القيادي الإخواني في حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني لخضر بن خلاف حركة مجتمع السلم الإخوانية "بأنها كانت عراباً لنظام بوتفليقة".
وذكر الإخواني بن خلاف، في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية، أن "حركة مجتمع السلم (الإخوانية) لعبت دور الوسيط بين المعارضة والسلطة، ساعية من خلال ذلك إلى تأجيل الانتخابات السابقة (رئاسيات 18 أبريل/نيسان)".
كما كشف القيادي الإخواني في حزب الإخونجي عبد الله جاب الله المعروف في الجزائر بـ"عجوز الإخوان" عن أن "جاب الله أوصى مقري بألا يكون عراباً للسلطة بمبادرته (التوافق الوطني)".
كما فضح الإخونجي مقري عندما أكد الإخواني بن خلاف في تصريحاته أن تلك المبادرة "كان وراءها السعيد بوتفليقة شقيق ومستشار الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، وأن شقيق بوتفليقة حاول التستر وراء تلك المبادرة بتزكية من المعارضة".
وأوضح القيادي الإخواني أن الإخواني مقري "لم يوضح في بداية لقائه مع جاب الله (الإخواني) من استقبله في الرئاسة، وكلنا نعلم أن الرئيس يسير البلد من فراشه بزرالدة، وبعد إلحاح منا اعترف أن الذي استقبله هو شقيقه السعيد، وآخرون تحفظ عن ذكر أسمائهم".
وردت حركة مجتمع السلم الإخوانية على تصريحات غريمها التقليدي بالكشف عن "لقاءات سرية بين مسؤولين في حزب جبهة العدالة والتنمية (الإخواني) مع القوى غير الدستورية وبعِلم رئيسه عبد الله جاب الله".
وفي منشور له عبر "الفيسبوك"، قال القيادي الإخواني في حركة مجتمع السلم الإخوانية ناصر حمدادوش "نذكر السيد بن خلاف بأنّ ما يعيبه علينا بهذه الاتصالات المعلنة والرسمية، تقع فيه قيادات من جبهة العدالة والتنمية نفسُها، وبعلم الشيخ جاب الله ذاته، عندما تلتقي – سرًّا – وبدون علم المعارضة ولا مصارحة الرأي العام، مع هذه القوى غير الدستورية (شقيق الرئيس السابق في أكثر من مرة وباعتراف المعني ذاته)، ومع رأس الدولة العميقة (رئيس جهاز المخابرات الأسبق الفريق المتقاعد محمد مدين)، ومع الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، بل حتى مع ممثل عن بدوي (رئيس الوزراء الحالي)، أثناء تشكيله للحكومة الأخيرة المرفوضة شعبيًّا بعد الحراك الشعبي".
وتحولت "نيران إخوان الجزائر الصديقة" إلى مادة دسمة لسخرية الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمعت أغلبية التعليقات على وصف الاتهامات المتبادلة بين الحزبين الإخوانيين بأنها دليل على أن تلك الأحزاب لم تكن إلا "معارضة كارتونية فضحها الحراك الشعبي".
ومنهم من رد على تبادل الاتهامات بين إخوان الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول " كلاكما في الوحل" في إشارة إلى وحل المتابعات القضائية، منهم من علق بالقول "نحن نخرج إلى الشارع ونشبع ضرباً بعصي الشرطة، والجماعة تأخذ أوامرها من سيدها توفيق" (الجنرال محمد مدين).