صحف الإمارات: تخبُّط السياسة القطرية وإعلامها مستمر في تزييف الحقائق
فشل الإعلام القطري في مواجهة الاتهامات التي يواجهها النظام القطري من مختلف أنحاء العالم
اهتمت صحف الإمارات، الصادرة اليوم الأحد، بفشل الإعلام القطري في مواجهة الاتهامات التي يواجهها نظام الدوحة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مواصلته الكذب وتزييف الحقائق، وآخرها تحريفه مضمون الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد السعودية من أمير قطر.
وأكدت الصحف في افتتاحيتها أن ما يواجهه العالم الآن هو حالة من الإرهاب الفكري، الذي تتم ترجمته لإرهاب فعلي على الأرض، والإنسان هو وحده الضحية.. داعية إلى ضرورة مواجهته واستئصاله من جذوره.
وتحت عنوان " إعلام قطر الفاشل "، أكدت صحيفة " البيان " فشل الإعلام القطري في مواجهة الاتهامات التي تنهال على قطر من أماكن عديدة في العالم.. لافتة إلى أن هذه إحدى نتائج مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب للنظام القطري.
وقالت إنه برغم الصيت والشهرة التي حظي بها الإعلام القطري - بقيادة قناة الجزيرة المشبوهة طيلة السنوات الماضية - إلا أن هذا الإعلام سيئ السمعة، وبكل ما يُنفق عليه من مبالغ طائلة من أموال الشعب القطري الشقيق لم يستطع مواجهة طوفان الاتهامات التي تنهال على قطر من أماكن عديدة في العالم.
وأضافت أن هذه إحدى النتائج والإنجازات الكبيرة التي حققتها مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب للنظام القطري، الذي يديره تنظيم الحمدين ويوجهه نحو المصير الأسود، هذه المقاطعة شجّعت العديد من الدول والجهات والشخصيات على كشف ما عندها من معلومات وأسرار كثيرة حول ضلوع قطر في دعم وتمويل الإرهاب والانقلابات، وتدبير المؤامرات ضد الأنظمة الحاكمة في الدول الأخرى.
وأشارت إلى أنه الآن لا يمر يوم أو يومان إلا ونسمع خبرا من هنا أو هناك يكشف أسرارا جديدة عن جرائم قطر العديدة، وآخرها كانت دولة تشاد التي أغلقت السفارة القطرية لديها، وبعدها اتهامات من تونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، ومن أميركا يدور الحديث عن دور قطري في أحداث 11 سبتمبر عام 2001، ومن أوروبا تخرج الصحف لتكشف عن يد قطر في أحداث برشلونة، وتصف صحيفة " الموندو " الإسبانية سفير قطر في مدريد بالإرهابي، وتذكر اتهامات زعيم حزب يساري إسباني لقطر بدعم الإرهاب.
وقالت "البيان " في ختام افتتاحيتها إنه مع كل هذا الطوفان من الاتهامات ..إلا أن الآلة الإعلامية القطرية الفاشلة المشبوهة تروّج وتدعي أن المقاطعة لا تؤثر في سمعة قطر.
وتحت عنوان " ذبح ابتسامة شعبه في المهد "، شددت صحيفة "الخليج" على أن الحل في مكان واحد، هو البيت الخليجي، ومعالجة أزمة قطر في مكان واحد هو الرياض، ولا حل مع الكذب والتحريف والزيف، ولا حل خارج النيّات التي يصدقها العمل.
وأشارت إلى أن نظام تميم بخل على شعب قطر حتى ببصيص أمل ليل الجمعة السبت، فذبح الابتسامة التي ارتسمت على شفاه أهلنا في قطر لأنه لم يحتملها، وكان على القطريين كعادة نظام قطر مواجهة ليلهم الدامس الجديد بصبر جديد وأعصاب حديدة.. بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية الشقيقة في منتهى الشفافية ما جرى في اتصال تميم مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، حتى أملت سلطات قطر على واجهاتها الإعلامية أو ربما أملت واجهاتها الإعلامية عليها، وهي التي تعودت على صناعة التزوير كلاما مكذوبا لا يعبر عن المكالمة الهاتفية المذكورة من قريب أو بعيد.. الجواب القاطع من مملكة سلمان الحزم أنه لا اتصال جديدا مع قطر إلا بعد إعلان موقفها بشكل واضح يحقق الانسجام بين ما تلتزمه وتبثه عبر وسائل إعلامها.
ورأت أن قطر بهذا السلوك الصبياني الذي يفتقر إلى أدنى درجة من الأخلاق، تطيل أمد أزمتها مجددا وتخذل شعبها مجددا، وتغدر بالوساطة الكويتية من جديد، خصوصا لدى التشديد في صيانة بيانها الركيك على أن المنجز منجز الرئيس الأمريكي، الذي عرض الوساطة قبل ذلك بساعات، لا نتيجة العمل الدؤوب لأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، أو توجه دول المقاطعة الأربع وعلى رأسها السعودية إلى تحقيق مصالح شعوب منطقتنا ووطننا العربي، وفي صميمها الشعب القطري الشقيق.
وأكدت أن قطر أعادت أزمتها إلى نقطة الصفر وأدخلت شعبها أبعد في العزلة، وراحت تجرّ أذيال الخيبة والحسرة والندم والغريبن لكن لا شيء مستغربا حين يصدر عن دولة التطرف والإرهاب. إن الأبواق الإعلامية القطرية خصوصا وكالة الأنباء الرسمية القطرية وتلفزيون قطر الوطني الرسمي وقناة الجزيرة " الإخوانية " الإرهابية الرسمية ظلت طوال يوم أمس تردّد الصيغة المُحرّفة لمجريات الاتصال، أي الصيغة التي اعترضت عليها المملكة العربية السعودية وكان اعتراضها مقرونا بشرط الموقف القطري الواضح الذي لا يحتمل التأويل نحو تلبية المطالب ال13 المشروعة.
وأوضحت أن مأساة نظام قطر، لفرط غفلته وغبائه السياسي والاجتماعي، أنه لا يدرك كونه اليوم مكشوفا ومفضوحا وفاقدا الثقة إلى هذا الحد.. وفيما تنشغل أوطاننا بالتنمية والمستقبل الأفضل لشعوبها تذهب قطر بشعبها إلى الغيبوبة التي تطوّقها الطرق المسدودة من كل صوب.
واختتمت "الخليج " افتتاحيتها بقولها " كانت لحظة جميلة تنفس فيها أهلنا في قطر الصعداء، لكن نظام تميم ضد الفرح، ولكن " تنظيم الحمدين " سليل الكآبة ومنتجها في آن معا ".
وتحت عنوان "الإرهاب أصله فكري"، أكدت صحيفة "الخليج" أن الإرهاب عمل خارج على المألوف البشري والأخلاقي والديني والإنساني، وما يتضمنه من القتل والذبح والسب والحرق وهتك الأعراض والتمثيل بالجثث وتدمير دور العبادة.. كما هي حال المنظمات الإرهابية مثل " داعش وجبهة النصرة والحشد الشعبي " وغيرهم من ممتهني القتل باسم الدين.
وأشارت إلى أن كل هذه الأشكال من الإرهاب أساسها فكري يقوم على رفض الآخر وعدم الاعتراف بوجوده وبحقه في الحياة، لأنه مختلف في العقيدة والإيمان.. وبهذا المعنى فإنه لا مكان لحق الاختلاف في الرأي لأن هذا الاختلاف يعني الكفر، والكفر عاقبته الموت بأي شكل كان.
وأضافت أنه عندما ينتقل مفهوم الإرهاب من الحيز الفكري إلى الحيز العملي يتم استنفار كل شوائب الموروث التاريخي الإسلامي، وتحويله إلى واقع عملي بحق الإنسان الآخر إن كان مسلما أو غير مسلم، وبحق كل من يمت للإنسانية والحضارة طالما هو لا يتماثل مع المفهوم الفكري الإرهابي الموروث.
وأوضحت أن ظواهر الانقسام السياسي والاجتماعي التي عاشها المسلمون قبل أكثر من ألف وأربع مائة سنة، وما بعد ذلك وتجلت في انقسامات وفتن دموية حادة، ما زالت مع الأسف قائمة ويجري العمل على استعادتها وتأجيجها لأهداف سياسية بحتة، تخدم هذا الطرف أو ذاك وهي ليست حالة شاذة.. بل ولدت في كنف أفكار موجودة ومتداولة في متون الكتب التي يجري تداولها بين عامة الناس، ويتم تدريسها في المدارس الدينية والجامعات وتُقدم فيها الأبحاث، ويتم تناولها على المنابر وفي القنوات التلفزيونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين عامة الناس، الذين يتنابذون ويشتمون ويكيلون السباب لبعضهم على قاعدة الاختلاف في المعتقد أو الاجتهاد.
وأكدت أننا أمام حالة من الإرهاب الفكري في الأساس الذي تتم ترجمته إرهابا فعليا على الأرض، ويكون الإنسان وحده هو الضحية.
وذكرت أن هناك من يدعي امتلاك الحقيقة والعصمة، وينصّب نفسه ديانا يحكم على العباد كما يشاء ويقسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر وهو وحده يحدد المآل والمصير.. لافتة إلى أن هذا الفكر مأخوذ من بعض كتب التراث الإسلامي التي يتم تداولها وطباعتها وتدريسها، ولم يتجرأ أحد بعد على أن يعيد غربلة مضمونها بما يتوافق مع حقيقة الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة، التي تزخر بمعاني التسامح والمحبة والحرية واحترام الآخر، وتقدير الإنسان كإنسان مهما كان دينه ومعتقده.
وخلصت "الخليج" في ختام كلمتها إلى أنه قد يتحقق الانتصار على "داعش" وغيرها في الميدان وينتهي وجودها كقوة عسكرية .. لكن فكرها سيبقى قائما ومُسلطا على رقاب العباد طالما لم نتمكن من هزيمتها فكريا، وهذا أمر منوط بكل المسلمين ومرجعياتهم الدينية والفقهية.
من جانبها، وتحت عنوان " تخبط يفضح الوهن " .. كتبت صحيفة " الوطن " إن أساليب قطر باتت تحمل ميزة التخبط والتضارب في كل مناسبة ينطع بها أحد مسؤولي " نظام الحمدين " لإعطاء موقف من أي قضية تثار منذ خروج الأزمة إلى العلن وإعلان قرار المقاطعة.
وأشارت إلى أن آخر ما ذكرته الأنباء هو تلقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا من تميم بن حمد، والذي أكد بعده البيان السعودي تحريف قطر للطريقة التي تم بها الاتصال، حيث ادعت الدوحة زورا، كما هي عادتها، أن الاتصال تم بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد بيان المملكة أن الاتصال تم بناء على طلب من قطر.. وهي مرة جديدة تبين فيها قطر أنها مع كل محاولة للمناورات أو التلاعب والتسويق لأمور لا وجود لها تلجأ لتزييف الحقائق وادعاء أمور غير واقعية.
وأضافت أن قطر تهرب إلى الأمام وترفض ولو لمرة واحدة إجراء محاكمة عقلية واقعية، ومع مواصلتها الأساليب ذاتها فهي تغرق أكثر وتضع نفسها في مواقف محرجة أكثر ومعقدة أكثر، وهذا يدل على أنها رغم أزمتها وتفاقم مشكلاتها وتبدّد آمالها في إيجاد منفذ؛ لاتزال تناور وتحاول أن تبتعد عن لب الأزمة، فتورط قطر بدعم الإرهاب واستباحة شعوب كثيرة وانتهاك سيادات دول والعمل وفق أجندات الشر مدعم بالأدلة والوثائق والتسجيلات والقرائن، فكيف تنفيه قطر وتريد من غيرها أن يتجاهل وهو يراها غارقة بالتآمر وكيف نكثت بوعودها وخانت التحالف العربي، وارتكبت كل فعل يحمل الغدر ويمكن أن يلحق الأذى.
وذكرت أن الجميع في العالم بات يرى صورة ما قام به " نظام الحمدين" أو القوى الفعلية المحركة لساسة الدوحة .. والمجتمع الدولي بات صبره ينفد من الدوحة وهو يراها تمد المزيد من الجسور على محوري تركيا وإيران، ومعروف للجميع نوايا النظامين والقوى التي يعوّلان عليها، وفي نفس الوقت هو يؤيد ويدعم إجراءات دول المقاطعة العربية خاصة من ناحية ضرورة التزام قطر بتنفيذ المطالب الـ 13 كاملة.
وأوضحت أن كل وساطة تم الحديث عنها كانت في حقيقتها تهدف لإقناع قطر بجنون مواصلة المكابرة والمناورات التي لا يمكن أن تنطلي على أحد، فالمطالب في حقيقتها لو كان هناك صوت مسموع للعقلاء في قطر سيدركون جيدا أنها لحماية قطر ذاتها من مغبة الطريق الخطر الذي اختاره ساستها، ولتجنيبها الارتهان وحفظ سيادتها ذاتها عوضا عن أن تكون رهينة وأداة تستخدم في لعبة أجندات خطرة يرفضها المجتمع الدولي .
وأضافت "الوطن" في ختام افتتاحيتها أنه خلال ذلك تتحدث قطر بأسلوب الشعارات البعيدة كل البعد والمنفصلة عن الواقع وآلية التعامل الواجبة، وفي كل مناسبة تفضح نفسها أكثر وتعبّر عن شدة أزمتها التي وجدت جميع الأبواب موصدة في وجهها، خلال محاولاتها إيجاد منفذ للهرب منها خاصة أنها لابد وأن تكون على قناعة تامة أن أنقرة وطهران لن يكونا بديلا للحضن العربي .