بيان قطر عن صاروخ النازيين الجدد.. اعترافات تدين "الحمدين"
العثور على صاروخ يستخدمه الجيش القطري بأيدي جماعة يمينية متطرفة أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصولها إليه وأثار قلقا عالميا
اعتراف بالجريمة ثم محاولة التنصل من المسؤولية عبر نسج قصة من وحي الخيال تقود مجددا لتوريط "الحمدين" بالمسؤولية عن الجريمة.. هذا هو مضمون البيان الذي أصدرته الخارجية القطرية تعليقا على فضيحة صاروخ "النازيين الجدد".
قطر اعترفت أن الصاروخ التي عثرت عليه الشرطة الإيطالية قبل يومين في حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليها "النازيين الجدد" كانت تمتلكه، إلا أنها حاولت التنصل من المسؤولية فزعمت أنها باعته "لدولة صديقة" دون أن تكشف عن اسمها، عام 1994، (أي خلال فترة حكم أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد).
وفوَّت مَن أصدر البيان أنه خلال هذا التاريخ كان حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي والمتحكم في إدارة شؤون قطر حتى اليوم هو وزير الدفاع أي أنه المسؤول عن عملية البيع المزعومة.
وسواء صحت الرواية القطرية المليئة بالتناقضات أم لا، ففي كلتا الحالتين، قطر متورطة في الجريمة التي شهدتها إيطاليا التي تعد ثاني جريمة قطرية في إيطاليا خلال أسبوع.
فإما تورطت قطر مباشرة في الاتجار بالسلاح مع العنصريين والمافيا في أوروبا، وإما تورطت عبر طرف ثالث، تسميه دولة صديقة، وسط تكهنات أن الدولة -إن كانت الرواية القطرية صحيحة في هذا الجانب- ستكون إما إيران أو مليشيات "الوفاق" الليبية.
قصة الصاروخ
وعثرت الشرطة الإيطالية، الإثنين، على صاروخ "جو- جو" فرنسي الصنع يستخدمه الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليهم النازيون الجدد.
وأعلنت الشرطة توقيف 3 أشخاص بعد اكتشاف مجموعة كبيرة من الأسلحة الأوتوماتيكية وصاروخ قطري ومواد تحمل رموزا نازية.
وقالت شرطة تورينو، في بيان، إن الاكتشافات نشأت عن تحقيق سابق حول إيطاليين (لم تحدد هويتهم) شاركوا في التمرد المدعوم من روسيا شرق أوكرانيا.
العثور على صاروخ يستخدمه الجيش القطري بأيدي جماعة يمينية متطرفة، أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصولها إليه؟ وأثار قلقا عالميا حول مصير الأسلحة الضخمة التي تشتريها قطر؟ بما يفوق قدرات واحتياجاتها مئات المرات، وانطلقت دعوات حول العالم خاصة فرنسا تطالب بحظر تصدير الأسلحة لقطر.
فزع قطري.. وتساؤلات مشروعة
وأمام ما أثارته الجريمة القطرية من قلق عالمي، أصاب تنظيم "الحمدين" الفزع، من التداعيات المحتملة في ظل انتفاضة عالمية تستهدفها لدعمها الإرهاب.
وفي محاولة منها لتدارك الأمر، أصدرت الخارجية القطرية بيانا رسميا اليوم الأربعاء اعترفت فيه أن صاروخ مارتا جو-جو فرنسي الصنع الذي تم ضبطه مع النازيين الجدد، كانت تمتلكه القوات المسلحة القطرية.
ورغم الاعتراف حاولت قطر التنصل من المسؤولية، فزعمت أنه تم بيع الصاروخ الذي تم العثور عليه مع النازيين الجدد من قبل دولة قطر في عام 1994، في صفقة ضمت 40 صاروخ مارتا سوبر 530 إلى "دولة صديقة" دون أن تذكر اسمها.
ما يثير التساؤلات في البيان القطري أنه يتحدث عن أن عملية البيع تمت قبل 25 عاما، مع أن الصاروخ الذي تم ضبطه لا يزال مكتوبا عليه القوات المسلحة القطرية، وهو ما يؤشر إلى أن عملية البيع حديثة.
ولو افترضنا أن عملية البيع وتاريخها صحيحة فإنه خلال هذا التاريخ كان حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي والمتحكم في إدارة شؤون قطر حتى اليوم هو وزير الدفاع، أي أنه المسؤول عن عملية البيع المزعومة.
تثار التساؤلات حول أسباب عدم قيام تلك الدولة الصديقة التي لم تسمها قطر بالحصول على أسلحتها بشكل موثوق وطبيعي من المصدر المصنع دون وسيط؟ إلا إذا كانت تلك الدولة محظورا عليها استيراد الأسلحة.
وتثار تساؤلات حول حال القوات القطرية قبل 25 عاماً لتقوم ببيع صواريخ؟
أما أكثر ما يثير السخرية في البيان القطري فهو حديثه عن أن قطر وهي المتهم الأول في هذه الجريمة قد "بدأت تحقيقا عاجلا" في الأمر، أما الأمر الثاني فهو إعرابها عن "القلق من أن صاروخاً بيع قبل 25 سنة انتهى به المطاف في أيادي طرف ثالث لا يمثل دولة أو حكومة".
إيران أم مليشيات "الوفاق"؟
وعلى افتراض صحة أجزاء من الرواية القطرية، وبمعزل عن التاريخ الذي تمت فيه عملية البيع المزعومة، لمن وصفها البيان بدولة صديقة دون أن يسميها، فهناك تساؤلات حول هوية تلك الدولة التي تسميها قطر بالصديقة، صحيفة "thedrive" أشارت إلى أن تلك الدولة الصديقة إما مليشيات حكومة "الوفاق" الليبية أو إيران.
ولفتت صحيفة "thedrive" إلى أنه ليس واضحا إمكانية انخراط كيان حكومي ما، في بيع صاروخ واحد فقط، لا يتناسب إلا مع عدد قليل من المقاتلات الحربية كطائرات "ميراج F1s" الفرنسية الصنع.
وتشير الصحيفة إلى عدد من الاحتمالات، أولها أن تكون حكومة "الوفاق" الليبية، هي المسؤولة عن وصول الصاروخ إلى المجموعة النازية عبر السوق السوداء، فهي تشغل عددا محدودا من مقاتلات "ميراج F1s"، وكانت في حاجة ماسة إلى السلاح لوقف تقدم قوات حفتر.
أما الاحتمال الثاني، فهو بحسب الصحيفة، إيران، التي تملك أسطولا صغيرا من طائرات "ميراج F1s" استولت عليه من العراق إبان حرب الخليج الأولى عام 1991، التي لها باع طويل في تجارة الأسلحة عبر السوق السوداء، من أجل استنساخها أو إدخال تعديلات عليها للاستخدام الخاص بها أو تصديرها إلى حلفائها.
ثاني جريمة في أسبوع
وتعد جريمة الصاروخ ثاني جريمة قطرية يتم الكشف عنها خلال أسبوع، بعد حديث الصحافة الإيطالية عن استمرار الأنشطة الخبيثة لـ"تنظيم الحمدين" في دعم الإرهاب، وتوسيع شبكة تمويل الجماعات والمنظمات الإرهابية، لافتة إلى غسل الأموال في إيطاليا محطة جديدة من محطات قطر المشبوهة في أوروبا.
وكشفت صحيفة "lettera43" الإيطالية بناء الدوحة قنوات دعم الأنشطة الإرهابية، عبر سياسة الاستحواذ على الأصول والممتلكات، عبر سفير الدوحة في روما المدعو عبدالعزيز بن أحمد المالكي الجهني المعروف في وسائل الإعلام الإيطالية بـ"السفير الطالب".
الصحيفة الإيطالية أكدت في تقريرها أن "الإمارة الصغيرة مهتمة بشراء أحد الفرق الإيطالية، وهو استثمار من شأنه أن يُضاف إلى استثمارات أخرى في البلاد، ما يزيد من نفوذها ويهدد مستقبل البلاد، خاصة فيما يتعلق بانتشار العناصر الإرهابية، كما هو الحال في فرنسا".
وأشارت الصحيفة إلى سعي "السفير الطالب" لشراء فريق العاصمة روما، رغم التقارير التي أشارت إلى شراء اليوفنتوس.
واعتبرت أن مالك نادي روما جيمس بالوتا، المالك الأمريكي، ربما يوافق على عرض البيع الذي يصل إلى 40 مليون يورو لمدة 3 سنوات كرعاية رسمية، لأن أفضل عرض حصل عليه من قبل كان 5 ملايين دولار في العام من قبل الخطوط الجوية التركية.
واستندت الصحيفة الإيطالية تقريرها إلى رصد اللقاءات المتتالية لمالك نادي روما و"السفير الطالب"، في الملعب الأولمبي.
إرهاب عابر للقارات
يذكر أنه لا يكاد يمر يوم، إلا يتم الكشف عن دليل جديد على تورط قطر في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في العالم.
فقد جاء ضبط الشرطة الإيطالية لصاروخ "جو- جو" يستخدمه الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة، بعد يومين من إحباط السلطات الأمنية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مخططا إرهابيا بعد مداهمة وكر لتنظيم الإخوان الإرهابي والعثور على أسلحة قطرية.
كما جاء بعد 3 أيام من كشف تورط قطر في دعم الخلية الإخوانية الإرهابية الهاربة من مصر التي ضبطت في الكويت، وبعد شهرين من اعتقال الهند مواطنا كان يعمل ويقيم في قطر، للاشتباه في ارتباطه بتنظيم داعش، وذلك بالتزامن مع كشف وثيقة جديدة تؤكد ارتباط تنظيم داعش في سوريا بقطر، إضافة إلى كشف كتاب جديد، صدر أبريل/نيسان الماضي يحمل اسم "أوراق قطر"، التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، عبر مؤسسة "قطر الخيرية".
ويأتي كل هذا في ظل عمليات متواصلة للجيش الليبي يتم فيها العثور على أسلحة قطرية في أوكار الإرهابيين والمليشيات المسلحة بشكل دوري، وفي ظل دعم إعلامي لا محدود من قناة "الجزيرة" وإعلام الحمدين للإرهابيين حول العالم، وعلى رأسهم تنظيم داعش والمليشيات الحوثية في اليمن، وما يسمى حزب الله اللبناني وتنظيم الإخوان الإرهابي.
كل تلك الدلائل التي تتكشف يوميا وتثبت دعم قطر للإرهاب بالمال والسلاح والإعلام، دفعت دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لاتخاذ موقف متقدم بإعلان مقاطعتها لقطر في 5 يونيو/حزيران 2017، لدعمها الإرهاب، ولا تزال تلك الدول تواصل جهودها لإثناء قطر عن المضي في ذلك الطريق التي باتت دول العالم في مختلف القارات متضررة منه.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز