السنغالي كريم واد.. أداة قطر للتدخل في أفريقيا
صفقة قطرية مشبوهة في السنغال بإسقاط اتهامات الفساد لكريم واد تمهيدا لتوليه رئاسة صندوق قطر للاستثمار في أفريقيا
كشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن كريم، نجل الرئيس السنغالي الأسبق عبدالله واد، أحد أهم أذرع قطر في أفريقيا سيتولى قيادة صندوق الاستثمار الاستراتيجي القطري المخصص لأفريقيا.
وفي حين أن عودة كريم واد إلى البلاد، والذي كان مقيماً في قطر منذ 3 أعوام، بعدما توسطت الدوحة لإطلاق سراحه بعد الحكم عليه في قضايا فساد، كانت أحد شواغل العديد من السياسيين في السنغال، لا سيما بعد تلويحه عدة مرات بالترشح للانتخابات، إلا أن كريم واد لم يعد مهتما بالسياسة بتوليه الصندوق السيادي القطري الأفريقي.
- قطر تبث سمومها بالسنغال.. كريم واد يعلن ترشحه للرئاسة من الدوحة
- صفقة تميم وكريم واد.. قطر تجر السنغال لبحر دماء
وأوضحت الصحيفة أن "الصندوق الذي تعتزم قطر إنشاؤه يمكن أن يكون مقره في أبيدجان، تقدر موارده بملياري يورو (نحو 1400 مليار فرنك أفريقي)، وينبغي استخدامه لزيادة عمليات الاستحواذ والاستثمارات القطرية في القطاعات الاستراتيجية جنوب الصحراء، الأمر الذي يفسر الجهود القطرية خلال الفترة الماضية لإطلاق سراحه وتمهيد عودته للبلاد.
وذكر موقع "برس أفريك" السنغالي الناطق بالفرنسي أن عودة واد بمثابة محاولة جديدة لبث سموم قطر في أفريقيا.
وكان موقع "سنغال ديركت" الإخباري السنغالي الناطق بالفرنسية أوضح أن الدوحة لا تزال تراهن على كريم واد، واصفة إياه بـ"حصان طروادة" وحلقة الوصل بين قطر وعلاقاتها بأفريقيا، موضحاً أن الدوحة لم تألُ جهداً لحماية رجلها في أفريقياً بخروج واد من السجن والحصول على تصريح من السلطات السنغالية لعودته مرة أخرى في البلاد".
وبحسب الموقع السنغالي "فإن كريم واد لعب دوراً حاسماً في تنظيم الجولات الأفريقية لأمير قطر، ولدى تولي والده الحكم فتح بالتعاون مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي العديد من الأبواب في العواصم الأفريقية والإقليمية لتميم".
كشف موقع "سنغ نيوز" الناطق بالفرنسية أن النائب العام القطري علي بن فطيس المري أجرى زيارة سرية إلى داكار نهاية مارس/آذار الماضي، للقاء الرئيس السنغالي ماكي سال، لتسوية الأوضاع القضائية لكريم واد.
وأوضح الموقع أن الزيارة جاءت بعيداً عن رادارات الإعلام، كما لم يتم الإخبار المسبق للسلطات السنغالية عن موعد الزيارة، والتي التقى فيها الرئيس السنغالي ووزير خارجيته، لإسقاط الاتهامات المتورط فيها كريم واد، مقابل تمويل قطر لمركز مكافحة الفساد في غرب أفريقيا.
كانت تقارير إعلامية سابقة حذرت من أن ترشح كريم واد سيقود البلاد إلى بحور من الدماء، مشيرة إلى أن عودته إلى البلاد يعد أمراً خطيراً على مستقبل السنغال.
وكريم واد (50 عاماً) نجل الرئيس السنغالي الأسبق عبدالله واد الذي حكم البلاد (2000-2012) واتهمته السلطات السنغالية في عدة قضايا فساد وكسب غير مشروع، خلال توليه منصبا وزاريا في عهد والده، وبعد سقوط نظام واد وجهت إلى نجله اتهامات بالفساد عام 2012. وحُكِم عليه في مارس/آذار 2015 بالسجن 6 سنوات، وغرامة قيمتها 210 ملايين يورو للثراء غير المشروع.
وبعد إقرار الحكم كرست الدوحة جهودها للتوسط لإطلاق سراحه، وبمجرد حصوله على عفو رئاسي، طار إلى قطر، وخلال إقامته في الدوحة لوح عدة مرات بإمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية السنغالية.