مرشح قطر بالسنغال.. أفق انتخابي مظلم يعتم طريق الدوحة لأفريقيا
صحيفة "لوموند" الفرنسية، وصفت الأفق الانتخابي لترشيح كريم واد بالمظلم
من شمال أفريقيا إلى غربها، تغرس قطر أنيابها وتحشر أنفها بحثا عن موطئ قدم يمكنها من الاستحواذ على القرار السيادي للبلدان، عبر زرع موالين لها.
سيناريوهات باتت مفضوحة، ومع ذلك تصر الدوحة على تطبيقها في السنغال، هذا البلد الواقع غرب القارة السمراء، وذلك عبر محاولة ترشيح كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق، عبد الله واد (2000 ـ 2012)، لانتخابات الرئاسة في 2019.
كريم الذي أدانه قضاء بلاده بتهم الفساد والإثراء غير المشروع، قبل أن تتدخل قطر وتبرم صفقة حصل بمقتضاها نجل الرئيس السنغالي السابق على حريته، سافر لاحقا إلى الدوحة طواعية، ليبدأ هناك رسم مؤامراته ومناوراته بحق شعب بلاده.
وفي الواقع، فإن الدوحة الباحثة عن دعم سنغالي لأزمتها وللعديد من أطماعها الأخرى في القارة السمراء، تستخدم كريم جسرا لتضع يدها عبره على الحكم بالبلد الإفريقي، وذلك عبر ترشيحه للاقتراع المقبل.
- قطر وواد.. سر زيارة نائب عام الدوحة غير المعلنة للسنغال
- مخاوف من تسلل قطر للسنغال عبر بوابة الانتخابات الرئاسية
مناورة وصفها إعلام سنغالي محلي بـ«القذرة»، وحذرت منها العديد من التقارير الأفريقية، قبل أن تحسم صحيفة "لوموند" الفرنسية الموضوع، مشيرة إلى أن الأفق الانتخابي لترشيح كريم واد «بات مظلماً».
وأوضحت الصحيفة أن " الأفق الانتخابي لكريم واد في السنغال مظلم، إذ لم يسمح له بخوض الانتخابات الرئاسية 2019، في المقابل يعترض حزبه على هذا الرفض كما يعارض ترشيح بديل.
الصحيفة قالت إن عودة كريم المقررة في فبراير/ شباط المقبل، إلى بلاده لتقديم ترشحه للانتخابات، تثير الشبهات.
وقبل 3 أيام، "طالب كريم بإدراج اسمه بالقوائم الانتخابية، إلا أن السلطات السنغالية رفضت بالطبع"، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن "السلطات لديها تبرير منطقي لذلك الرفض، لكون قضايا الفساد التي طالت كريم لم تسقط، وما حصل هو أنه تمتع بمجرد عفو».
وبحسب السلطات، فإن كريم «لم يسدد بعد الغرامات المالية المفروضة عليه، فضلاً عن كونه مقيما في دولة أخرى، ولم يحضر بنفسه لتقديم الطلب".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، حاول كريم تسجيل اسمه بقوائم الناخبين في السفارة السنغالية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض إلى حين تسديده الغرامات المالية المفروضة عليه من قبل قضاء بلاده.
الصحيفة لفتت أيضا إلى أن "واد الابن نال، في 2015، حكما بالسجن لمدة 6 سنوات أو أكثر، وبدفع غرامة مالية قدرها 210 ملايين يورو، من قبل المحكمة العليا لمكافحة الكسب غير المشروع ببلاده، في جرائم تتعلق بالشرف فكيف سيصبح من الناخبين".
المقاربة الصعبة
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل 7 أشهر تقريباً من الانتخابات الرئاسية، فإن الحزب الديمقراطي السنغالي الذي ينتمي إليه واد، يواجه معضلة حقيقية، فإما أن يرشح كريم فيحرم بذلك من المشاركة بالانتخابات، أو يحافظ على فرصه بالاقتراع عبر تغيير مرشحه.
مقاربة صعبة، لكن مراقبين يجزمون بأن الحزب لن يجازف بحظوظه، ولن يقدم مرشحا تحدق به الشبهات ومدانا قضائيا، والأسوأ أنه مدعوم من دولة يعرف السنغاليون والعالم بأسره نواياها الحقيقية.
ولفتت "لوموند" إلى أن المناخ العام في السنغال لا يساعد مرشح الدوحة على المضي قدماً في خطته، إذ أن الأوضاع في البلاد كانت هادئة، منذ أن حصل على العفو الرئاسي قبل انقضاء عقوبته، وطار إلى قطر، في 24 يونيو/حزيران 2016.
لكن، وبعد خروجه عن صمته، مطلع العام الجاري، زاعما أنه منفي قسراً في الدوحة، وبدأ بتنفيذ خطته الشيطانية بدعم من أمير قطر، تفجر الجدل من جديد حول ملف اعتقد السنغاليون أنهم أغلقوه للأبد.
الخديعة الكبرى
في يناير/ كانون الثاني الماضي، زعم واد الابن، عقب وفاة الخليفة العام للطريقة المريدية (طريقة صوفية)، وهو من الشخصيات البارزة بالسنغال، أنه «منفي بشكل قسري»، ما يمنعه من حضور الجنازة.
إلا أن السلطات السنغالية سرعان ما كذبت مزاعمه، مؤكدة أنه غير ممنوع من دخول البلاد، وأن سفره إلى الدوحة جرى بإرادته، وأن سبب عدم حضوره الجنازة وعودته بشكل عام، يكمن في رفضه دفع الغرامة المفروضة عليه، بحسب "لوموند".
وأوضحت الصحيفة أنه من المفارقة، أن ذلك الوزير السابق الذي تقلد العديد من الحقائب الوزارية ببلاده في عهد حكم والده، وتسبب في أزمات أغرقت البلاد ونتجت عنها إقالة والده، يحاول اليوم خوض معركة انتخابية.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن محكمة فرنسية قضت بمصادرة جميع أصول كريم واد في فرنسا، والتي تضم شقتين في باريس، وحسابا بنكيا.
كما رفضت المحكمة العليا في باريس، في 26 سبتمبر/أيلول 2016، الاستئناف وأيدت الحكم، فيما أيدت السلطات السنغالية ومحكمة الاستئناف بالبلد الأخير، في 14 مارس/أذار الماضي، بمصادرة جميع ممتلكاته.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز