الراهن أن الملف القطري في دعم الإرهاب صار اليوم مفضوحاً أمام العالم أجمع.
وضْع النظام القطري الآن سيئ للغاية، خاصة بعد التسريبات الأخيرة التي كشفت عنها «واشنطن بوست»، والتي أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، ومن خلال مراسلات صريحة، تورط نظام الحمدَين في دعم الإرهاب، وتمرير الأموال بصورة ممنهجة ومخطط لها سلفاً إلى بعض أكثر الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة عنفاً وتطرفاً وظلامية ودموية.
وربما ذهل بعض من لا يعرفون مدى تورط نظام الحمدَين في دعم الإرهاب من حجم «الصفقة» المبرمة بين النظام القطري وجهات مصنفة في قائمة المنظمات الإرهابية باتفاق المجتمع الدولي كله، وبعضها يعمل لنظام الملالي في كل من العراق وسوريا، بل اليمن أيضاً، وقد وصلت الأموال التي دفعها نظام الدوحة إلى نحو مليار دولار على أقل تقدير، وبذلك تعد هي الأضخم في التاريخ لتحرير رهائن مخطوفين! إن صدقنا أن لها صلة من قريب أو بعيد بموضوع دفع فدية -أو جزية- عن رهائن أو مخطوفين! كما زعم نظام الحمدَين! وهو كذوب. لأن الأمر هنا لا يندرج في باب الحفاظ على حياة إنسان مخطوف بقدر ما هو ذَر للرماد في العيون؛ للتغطية على أجندات خفية لتوصيل أموال بهذا الحجم إلى جهات غير شرعية ومصنفة في النظام الدولي كله كجهات إرهابية تمارس القتل والإرهاب وترويع الشعوب الآمنة.
وبانكشاف جزء بسيط الآن من جبل ثلج دعم النظام القطري للإرهاب، يتضح للقاصي والداني، مدى فداحة مرحلة الانحدار السياسي والاندحار القيمي التي وصل إليها ذلك النظام أو التنظيم الحاكم في الدوحة، فقد بلغ الدرك الأسفل، بل أسفل السافلين من الإفلاس السياسي، رغم التشبث اليائس بحبال وأحابيل جماعات الظلام، ودعم الإرهاب، والعبث بالأموال القطرية؛ من أجل خدمة أجندات لا تمت للمنطقة بصلة، ونتيجتها الوحيدة هي افتضاح دسائس داعمي الإرهاب على نحو ما سلطت التسريبات أضواء كاشفة على السلوك العصابي لخفافيش ظلام ذلك النظام، وحلفائه وشركائه في دهاليز عوالم الجريمة المنظمة، والجريمة الفوضوية، وتنظيمات وعصابات الإرهاب.
ما كشفته «واشنطن بوست»، غيض من فيض، وقليل من كثير، من قرائن وأدلة دعم نظام الدوحة للإرهاب، والمبالغ التي دفعها النظام القطري للجماعات الإرهابية كانت جزءاً من اتفاق أكبر يتضمن أطرافاً إيرانية وتركية، إلى جانب مليشيا تنظيم «حزب الله» اللبناني، واثنتين على الأقل من المليشيات المتطرفة.والحال أن دول المقاطعة لم تكن يوماً بحاجة إلى أن تثبت للمجتمع الدولي، رغم كثرة ما لديها من الأدلة الدامغة، تورط نظام الحمدَين في دعم الإرهاب، لأن سلوك النظام يكفي وحده للدلالة على تورطه في تمويل منظمات اقترفت جرائم بحق الإنسانية يندى لها الجبين.
والراهن أن الملف القطري في دعم الإرهاب صار اليوم مفضوحاً أمام العالم أجمع، وباتت الحقائق تتكشف تباعاً حول حقيقة هذا النظام الضلالي الذي خرج بعيداً عن المسارات الصحيحة في تصرف الدول، وانحدر إلى هاوية سحيقة من الافتقار للمسؤولية والرشد في التفكير والتدبير، وصار يتصرف بمنطق التشكيلات العصابية والمنظمات الإرهابية، لا أكثر ولا أقل.
وللأمانة، فهذا أيضاً ليس جديداً عليه، فقضية المكالمات الشهيرة بين حمد بن خليفة والرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والمؤامرة التي كانت تحيكها قطر ضد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، تكشفت ولو بعد حين، وتسربت بعد مدة من الوقت، وكذلك المؤامرات البغيضة التي تحركها الوساوس والهلاوس المريضة الأخرى التي تشنها قطر بين الحين والآخر، على دول المنطقة، تُظهر هي أيضاً للعيان عصابية سلوك ذلك النظام، وإلى أي حد تردّى به الانجراف وراء الانحراف! وكل ذلك أيضاً بات مكشوفاً ومعروفاً، ولم يكن ممكناً التغطية عليه بغربال.
وكما يقال: فـ«حبل الكذب قصير»، وجميع الأكاذيب والقصص التي تختلقها قطر وتروج لها عبر ماكينة التزوير والكذب الصفيق المسماة «الجزيرة»، مفضوحاً أمام العالم كله، وقد فاحت رائحته في كل مكان، يومياً في الصحف اليومية، وأسبوعياً في الصحف الأسبوعية.
وما كشفته «واشنطن بوست»، غيض من فيض، وقليل من كثير، من قرائن وأدلة دعم نظام الدوحة للإرهاب! والمبالغ التي دفعها النظام القطري للجماعات الإرهابية، كانت جزءاً من اتفاق أكبر يتضمن أطرافاً إيرانية وتركية، إلى جانب مليشيا تنظيم «حزب الله» اللبناني، واثنتين على الأقل من المليشيات المتطرفة.
نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة