تسريبات واشنطن بوست دليل جديد على صحة موقف دول الرباعي من قطر
تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يؤكد صحة موقف دول الرباعي العربي من مقاطعة الدوحة لدعمها للإرهاب.
مع استمرار التعنت القطري، تتوالى الدلائل والتأكيدات على صحة موقف دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب من مقاطعة الدوحة.
- بعد إنكار مستمر من الدوحة.. "واشنطن بوست" تفضح قطر بالوثائق
- علي النعيمي: تسريبات واشنطن بوست تؤكد أن قطر تحكمها عصابات
إذ كشفت وثائق مسربة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية دفع قطر مئات الملايين لإرهابيين لتحرير رهائن، وهو ما شكل مساهمة فعالة من الدوحة في تمويل تلك الكيانات الإرهابية.
ففي أبريل/نيسان الماضي، وخلال مفاوضات الـ16 شهرًا بشأن الرهائن، بعث دبلوماسي قطري كبير رسالة إلى رئيسه يشكو بشأن عملية سرقة سافرة ترتكب ضد بلاده.
وقال سفير قطر بالعراق وكبير المفاوضين في أزمة الرهائن زايد بن سعيد الخيرين، خلال رسالته التي تم تسريبها عبر واشنطن بوست: "السوريون، وحزب الله-لبنان، وكتائب حزب الله-العراق، جميعهم يريدون المال، وهذه فرصتهم"، مضيفًا: "جميعهم لصوص".
الدوحة أثبتت بما لا يدع مجالا للتشكك أن نظامها لا يحترم القوانين بل ويعتبر الإرهابيين شركاء له.. فالنظام القطري يحكم قطر مثل حكم العصابات وليس كثل حكومة شرعية.
أكاذيب لا تتوقف
وثائق "واشنطن بوست" أظهرت عادة النظام القطري التي لا يكف عنها من تلفيق الأكاذيب، ومداراة الدوحة للحقائق على لسان مسؤوليها وأركان نظامها في المحافل الدولية والشهادات الرسمية.
ففي حين أكد السفير القطري لدى الولايات المتحدة بشكل قاطع أن "قطر لم تدفع فدية"، وقال إن فكرة أن قطر تدعم أنشطة إرهابية "خاطئة".. جاء تقرير واشنطن بوست ليظهر حقيقة الموقف القطري.
وأشار التقرير إلى أن المدفوعات كانت جزءًا من اتفاق أكبر يتضمن الحكومات الإيرانية والعراقية والتركية إلى جانب مليشيا حزب الله اللبناني واثنين على الأقل من مجموعات المعارضة السورية، من بينها جبهة النصرة.
وارتفع المبلغ الإجمالي المطلوب لإعادة الرهائن في بعض الأحيان ليصل إلى مليار دولار، رغم أنه من غير الواضح من الوثائق بالضبط مقدار المال الذي في نهاية المطاف تم نقله.
كذلك أظهرت أن دبلوماسيين قطريين بارزين يبدو أنهم وقّعوا على سلسلة من مبالغ جانبية تتراوح ما بين 5 ملايين دولار إلى 50 مليون دولار مقدمة إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين، و50 مليون دولار مخصصة لقاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني والمشارك الرئيسي في اتفاق الرهائن.
وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير على موقعها الإلكتروني، نشرته العام الماضي، قد قالت إن قطر دفعت ما يصل إلى مليار دولار لإطلاق سراح أفراد من عائلتها المالكة، الذين اختُطفوا في العراق أثناء رحلة صيد، وفقاً لما ذكره أشخاص شاركوا في صفقة الرهائن، لافتة إلى أن هذا أحد الأسباب التي أدت إلى قرار بقطع الدول العربية علاقاتها مع الدوحة.
وقال قادة جماعات مسلحة ومسؤولون حكوميون في المنطقة لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن الدوحة أنفقت الأموال في صفقة أمنت الإفراج عن 26 عضواً في جمعية القناص القطرية، جنوبي العراق، وحوالي 50 مسلحاً أسرهم مقاتلون في سوريا، وحسب قولهم، دفعت قطر إلى اثنين من القوى المدرجة على القائمة السوداء في الشرق الأوسط بشكل متكرر في ضربة واحدة هما: فرع تنظيم القاعدة الذي يقاتل في سوريا، ومسؤولون أمنيون إيرانيون.
أكبر فدية في العالم
الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط الدكتور ديفيد وينبيرج كان قد قال إن قطر حاولت دفع "ربما أكبر فدية في العالم" لتنظيم "كتائب حزب الله العراقي"، وهي مجموعة مصنفة إرهابية في أمريكا وتتبع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب مصدر عراقي أشار وينبيرج أن صفقة بلغ مجموعها 500 مليون دولار تم اعتراضها في حقائب مسؤولين قطريين كشفتها أجهزة المراقبة في أحد مطارات العراق موزعة في 23 حقيبة.
وحذر وينبيرج من الدور القطري في المنطقة قائلاً: "كما تعمل المملكة بجد لضمان ألا تصبح (أنصار الله) في اليمن (حزب الله) آخر، فإن رئيس الوزراء العراقي يستحق التأييد لوقف هذا التمويل القطري الذي من شأنه أن يعزز بشكل كبير طموح حزب الله العراقي بالانتشار".
وعن دوافع حكومة قطر وراء هذه المغامرات غير المحسوبة بشكل عام، قال وينبيرج: قطر دولة صغيرة بعدد سكان قليل لذلك فإنها تشعر بفقدان الأمن والقدرة على الدفاع عن نفسها من خلال جيش نظامي كباقي الدول لذلك فإنها تلجأ لتدعيم الجماعات المتطرفة لتبقى ورقة رابحة بيدها وتشعرها بأمنها.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز