القمة العربية وقطر.. إحراج بروتوكولي يفاقم أزمة الدوحة
قطر لم تحدد حتى اليوم مستوى تمثيلها في القمة، بعد تعرضها لإحراج بروتوكولي يخص تسلم الدعوة
حين تلقت قطر دعوة المشاركة في القمة العربية المقررة، الأحد المقبل، بالسعودية، كان عليها الانتظار لوقت طويل قبل أن تعلن مستوى تمثيلها في الاجتماعات التحضيرية، ووقتا أطول لإعلان مستوى مشاركتها في القمة.
تريثٌ فرضه السياق الخانق والإحراج الهائل الذي تواجهه الدوحة، ما أجبرها على التمهل قدر المستطاع، ريثما تتبين ملامح الوضع العام، والنوايا، قبل الإفصاح عن مستوى مشاركتها.
إحراج بروتوكولي
من الناحية البروتوكولية، عادة ما توجه الدعوة لحضور القمة باسم رئيس الدولة المستضيفة، ويسلمها سفيرها أو مبعوث منها إلى الدولة المدعوة.
لكن، مع أزمة قطع العلاقات مع قطر جراء دعمها الإرهاب وخروجها عن الصف الوطني الخليجي والعربي، تولت الجامعة العربية مهمة إيصال الدعوة للدوحة، لتلتقط الأخيرة أول المؤشرات التي وأدت آمالا كانت تداعبها بإمكانية أن يشملها البروتوكول المعتاد، لتحسبه بذلك عربون بادرة إيجابية على درب تحسن العلاقات مع السعودية، وهو ما لم يحدث، طالما بقيت تغرد خارج السرب.
صفعة مدوية أدركت من خلالها أن المملكة لم تتجاهلها تماما، وفي ذلك تأكيد لتصريحات مسؤولين سعوديين بأن أزمة قطر متناهية الصغر بالنسبة للمملكة، وأن حيزها منعدم في الاهتمام المحلي والإقليمي.
في المقابل، تغاضت معها عن البروتوكول المعمول به، وفي ذلك إحراج شديد أيضا، يستبطن كمًّا من التجاهل قد يكون أكبر بكثير مما لو لم تتم دعوتها أصلا إلى القمة، وهذا ما يبدو أنه أجهض فرحة السقوط الواهم لنظرية العزلة عن قطر.
وبتلقّيها سلسلة الضربات البروتوكولية، لم تجد قطر بدا من تخفيض مستوى تمثيلها بالاجتماعات التمهيدية للقمة المقررة بمدينة الظهران شرقي المملكة، علما أن تحديد مستوى المشاركة مرهون بأمور عديدة، ومن شأنه أن تترتب عليه أمور كثيرة أيضا.
تلقيها الدعوة بتلك الطريقة، بعث للدوحة بمؤشرات استباقية محتملة تجعلها تخشى إحراجا بروتوكوليا ثانيا خلال استقبال أمير قطر- إن حضر- أو أثناء إلقاء الكلمات، ما قد يعمق أزمتها.
وكانت لولوة الخاطر، المتحدثة باسم الخارجية القطرية، أعلنت تلقي بلادها دعوة لحضور القمة العربية، ولكنها لم تحدد مستوى تمثيل وفد بلادها.
أزمة قطر خارج اهتمامات القمة
مصادر دبلوماسية أكدت، في تصريحات إعلامية، أن أزمة قطر لن تُدرج على جدول أعمال القمة، مرجحة أن تكون فقط موضوع مناقشات في الاجتماعات التحضيرية على مستوى وزراء الخارجية العرب، أو بين عدد من القادة خلال القمة.
ويعني هذا ضمنيا أن أزمة الدوحة لا تكتسي أي ثقل يؤهلها لأن تكون على طاولة نقاش القادة العرب، وأنها مجرد تفصيل صغير يعود حله للدوحة في ظل تعنتها وإصرارها على الخطأ، وللوساطة الكويتية.
غير أن ما يؤكده متابعون هو أن أزمة قطر قد تكون حاضرة في بند آخر، وهو مكافحة الإرهاب، وهذا ما تخشاه الدوحة التي كانت تأمل باستجداء التضامن العربي معها، فإذا بها تجد نفسها في خانة المتهم بدعم الإرهاب، وهو أيضا من أسباب عدم إعلانها حتى الآن على مستوى تمثيلها بالقمة.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز