6 ملفات شائكة أمام القمة العربية بالسعودية
القمة تحمل أهمية استثنائية في ظل الرمال المتحركة التي تقف عليها إحداثيات الأوضاع بالمنطقة، "العين الإخبارية" ترصد أبرز الملفات المطروحة
تستضيف المملكة العربية السعودية، الأحد المقبل، وتحديدا مدينة الظهران القريبة من ساحل الخليج العربي، القمة العربية في دورتها الـ29.
وتحمل القمة الـ29 أهمية استثنائية في ظل الرمال المتحركة التي تقف عليها إحداثيات الأوضاع بالمنطقة العربية، وهو ما يجعل الآمال معلقة شكل خاص على هذه الاجتماعات التي تناقش 6 ملفات شائكة.
- الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب يتمسك بمطالبه الـ13 من دولة قطر
- الجامعة العربية.. تاريخ حافل بالتعاون منذ 1946
وفي ما يلي ترصد "العين الإخبارية" أبرز الملفات المطروحة على طاولة القمة:
القضية الفلسطينية
التطورات المفصلية التي تشهدها القضية الفلسطينية خصوصا عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية العام الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل، وما تلاها من انتهاكات إسرائيلية، وضعت الملف ضمن أولويات قمة الظهران.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أعلن مؤخرا أن هناك ملفات ثابتة، منذ سنوات، وهي مطروحة بشكل دوري على القمم العربية.
وأشار زكي، في تصريحات إعلامية، إلى أن الملف الفلسطيني يعد الأبرز والأكثر قدما في هذه الملفات؛ وسيطرح بشكل خاص في القمة التاسعة والعشرين المقبلة.
وعلاوة على تداعيات قرار ترامب بشأن القدس، يواجه الفلسطينيون، منذ نحو أسبوعين، قمعا وحشيا من قبل إسرائيل، لمسيرات سلمية قرب السياج الحدودي، تطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948.
الملف السوري
في ظل التطورات المتلاحقة والسريعة على الأرض، والمعاناة الشديدة للمدنيين، يفرض الملف السوري نفسه على مناقشات قمة الظهران المرتقبة، حيث من المنتظر أن يحظى بمباحثات مستفيضة من قبل القادة العرب.
ورغم أن مقعد سوريا (المجمد منذ 2012) لن يحظى بأي تغيير خلال القمة، إلا أن محللين يبدون قناعة راسخة بأن التطورات الأخيرة على الساحة السورية، وخصوصا المتعلقة بالهجوم الكيماوي على مدينة دوما بريف العاصمة السورية دمشق، ستلقي بظلالها على اجتماعات الظهران.
الملف اليمني
التهديد الإقليمي الذي تشكله مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، خصوصا على أمن السعودية، جعل الملف اليمني في صدارة اهتمامات قمة الظهران.
وقالت مصادر بالجامعة العربية، في تصريحات إعلامية، إن "إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية، سيحظى باهتمام خاص ومناقشات مستفيضة خلال القمة".
كما أكد وزراء الخارجية العرب، استمرار دعم الشرعية الدستورية في اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، ودعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة الشرعية الرامية إلى تطبيع الأوضاع وإنهاء الانقلاب.
الملف الليبي
أزمة الملف الليبي اعتبرها الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، خلال أعمال قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها تمثل أولوية مشتركة للجامعة وللاتحاد الأفريقي.
بدوره، أكد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة محمود عفيفي، أن الجامعة تعمل بشكل واضح في الملف الليبي؛ نظرا للطبيعة الخاصة لهذا الملف، وفق إعلام سعودي رسمي.
المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، قال أيضا إن الملف الليبي سيكون الأبرز عند لقائه القادة العرب خلال مشاركته في القمة العربية.
التدخلات الإيرانية والتركية
الأطماع التركية والإيرانية في المنطقة العربية الملتهبة فاقم من عدم استقرارها، وزج بها في مد وجزر جعلا أمواج التوتر تلامس مستويات غير مسبوقة.
ونظرا لتداعيات تدخل الدولتين، سواء المباشر أو عبر الأذرع المسلحة والمليشيات، فإن الملف سيطرح بقوة على القادة العرب خلال قمة السعودية، وهو ما أكده عفيفي بقوله إن "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، ستطرح أمام القمة.
كما اعتبر عفيفي أن "قيام طرف خارجي بالتأثير على الوحدة الإقليمية وسيادة دولة عربية، لحماية أمنه القومي ووحدته الإقليمية، يشكل تهديدا للأمن القومي العربي"، مشيرا إلى "التدخل التركي في سوريا والعراق".
ملف الإرهاب
أثبتت المعطيات على الأرض أن الحلول العسكرية والأمنية أضحت غير كافية للقضاء بشكل جذري على آفة الإرهاب التي تهدد العالم، وأنه بات من الضروري استشراف ووضع استراتيجيات عربية شاملة بهذا الشأن.
ومن هذا المنطلق، تتناول قمة الظهران هذا الملف الشائك الذي يهدد الأمن القومي العربي والدولي، ويقوض أسس الدول والتعايش السلمي.
وتعتبر المناقشات المنتظرة بخصوص هذا الملف تكملة لقرار مكافحة الإرهاب الذي أدان فيه القادة العرب، في قمة "البحر الميت" بالأردن، في مارس/آذار 2017، كل أشكال العمليات الإجرامية التي تشنها المنظمات الإرهابية في الدول العربية وعلى المستوى الدولي.