نحن في حرب بلا أسلحة، حرب تصب كل تركيزها في استهداف تلك الطبقات التي تفتقر للتعليم وتبحث عما يسد قوت يومها
يعتبر العنف السياسي المسلح في زمننا الحالي من أخطر أنواع العنف والإرهاب، حيث تكون بدايته لفظ تقابله محاولة إبادة سياسية لهذا اللفظ، ليثار بالنهاية انقلاب أمني يهدد المجتمع بأكمله ليكوَّن متاهة تعمها الفوضى العارمة والفساد.. فكيف يستقيم الظل والعود أعوج..!!؟
فقبل محاولة إطفاء فتيلة الفتنة لا بد من التركيز على أصلها وأسبابها والبدء بمعالجتها لتنشئتها تنشئة صحية في تربة نظيفة تثمر فكرا واعيا يخلو كل الخلو من التطرف الديني.
ولمواجهة الأفكار التي لا غاية لها إلا القضاء على السلام والأمن والاستقرار، لا بد من أن يتم تسليح الشعوب بالوعي اللازم لصد أي خطر خفي مجند بأقنعة استغلال الدين للسيطرة على عقول الشعوب واستعبادها لتنفيذ مخططات جماعات اتخذت من هذا الدين قناعا لتحقيق أهداف سياسية.
هذه الحقائق تؤكد لنا أنه لا بد من أن تكون هناك مراقبة حازمة لجميع المنظمات والمؤسسات التي تتلقى التمويل من نظام قطر، وذلك لعدم إتاحة أي فرصة لها للإساءة لديننا الإسلامي الحنيف، ومنعها من الإضرار بالجاليات المسلمة في الغرب عبر وضعها تحت شبهة الإرهاب والتطرف والغُلو والتكفير
ونحن في حربٍ بلا أسلحة، حرب تصب كل تركيزها في استهداف تلك الطبقات التي تفتقر للتعليم وتبحث عما يسد قوت يومها، ولم تتسلح بالوعي لما يسمى بخطورة التطرف الديني، ليتم استغلال جهلها وفقرها لنشر الفوضى وهدر دماء الأبرياء دون إدراكٍ منها لذلك، وبذلك يتعرضون لعملية غسل الدماغ لتجنيدهم لمصلحة المنظمات المتطرفة .
إن الفتنة في سباتٍ عميق لعن الله من سعى إلى إيقاظها، وهذه الفتنة نعلم جميعا بأن التطرف يعد أحد أبنائها وهو نوعٌ من أنواع الغلو في الدين الذي نهى الله عنه في كتابه العزيز، لقوله عز جلاله "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً".
إن ما أقدم عليه نظام قطر من فعلته الشنيعة لبث سمومه في العديد من الدول عبر تجنيد المتطرفين كأداةٍ لتحريك مشاعر المسلمين للتأثير على الرأي العام في العالم الإسلامي والتخطيط لتنفيذ الانقلابات والمؤامرات، هو جرمٌ لا بد أن يُعاقب عليه أشد العقوبة، وذلك بعد أن سعى "تنظيم الحمدين" إلى تمويل ودعم الإرهاب والجماعات المتطرفة من خلال أبواقه الإعلامية "المدمرةِ" لتحقيق مآربه لضرب أمن واستقرار المنطقة العربية.
التحقيقات الأخيرة التي كشفت عن تمويل قطر للجماعات الإرهابية في أوروبا عبر ضخ ما يتعدى الـ 125 مليون يورو في مسعى منها لإنتاج مشروع إخواني عبر البوابة الأوروبية، ليتضرر بذلك الكثير من المسلمين المقيمين في أوروبا ممن يحملون الجنسيات الأوروبية، نتيجة لتشويه صورة الإسلام وإظهاره بمظهر غير لائق به، أبان لنا جزءا من ذلك الدور الخبيث الذي لعبه هذا النظام لاستغلال ديننا الإسلامي عبر جماعات متطرفة أساءت للإسلام والمسلمين في العالم.
هذه الحقائق تؤكد لنا أنه لا بد من أن تكون هناك مراقبة حازمة لجميع المنظمات والمؤسسات التي تتلقى التمويل من نظام قطر، وذلك لعدم إتاحة أي فرصة لها للإساءة لديننا الإسلامي الحنيف، ومنعها من الإضرار بالجاليات المسلمة في الغرب عبر وضعها تحت شبهة الإرهاب والتطرف والغُلو والتكفير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة