حين يعقد البرلمان الهولندي جلسته الخاصة بتورط حكومة أردوغان بدعم الإرهابيين في سوريا والعراق، فهذا يعني أن العالم بأسره بدأ يتحدث علنا.
حين يعقد البرلمان الهولندي جلسته الخاصة بتورط حكومة رجب طيب أردوغان بدعم الإرهابيين في سوريا والعراق، وخاصة تنظيمي داعش والنصرة، فهذا يعني أن العالم بأسره بدأ يتحدث علناً عن ضرورة محاسبة النظام التركي الأردوغاني على سلوكياته السياسية الخطرة التي سببت الدمار لأكثر من ثلثي العراق وسوريا والقتل لأكثر من مليوني عراقي وسوري.
إنّ هذا الموقف من السودان وليبيا إنما يعكس الاتفاق السري بين أطراف المؤامرة الثلاثية: قطر وتركيا وإيران، ضد كل ما هو إنساني وإسلامي متسامح ومعتدل وعروبي أصيل، وهذا الموقف يعكس تورط أردوغان واقتراب نهايته مع سقوط خطط التآمر لا في السودان وليبيا وقبلهما مصر واليمن والبحرين، بل في عقر داره
والأدلة على هذه السلوكيات الإجرامية لا تقتصر على التجارة بالنفط العراقي والسوري المسروق، ولا على التجارة بقطع الآثار المهربة من نينوى والموصل والأنبار والبادية السورية وصولاً إلى تدمر وحلب، بل تعدتها إلى تجارة الأعضاء البشرية والاتجار بالأطفال والنساء، حيث ثبت باليقين والدليل أن كل هذه الممارسات وإن جرت على يد منفذين من التنظيمين المتطرفين والمليشيات السورية العديدة التي ترعاها تركيا، إلا أنها جرت عبر وسطاء أتراك كانوا على علاقة وثيقة بالإرهابيين، وكانوا أيضاً في الوقت نفسه على علاقة وثيقة بكبار رجال أردوغان في سلطات الأمن والحدود والجمارك والمطارات والشرطة التركية وصولاً إلى ابنه المدعو بلال، بل وإلى أردوغان نفسه وباقي أفراد أسرته.
فإلى جانب سمية أردوغان التي أشرفت على تجهيز مستشفى بالقرب من الحدود السورية لعلاج الجرحى التابعين لجماعة "داعش"، والمعروفة بأنشطتها السرية تحت غطاء العمل الخيري، يأتي بلال رجب طيب أردوغان، الذي ظهر في صور صريحة مع قادة جماعة "داعش" الإرهابية، كما عرف عنه تورطه ببيع النفط المسروق، وأضيف إلى إرث الفساد سرقته أموال الوقف الإسلامي في تركيا وغسيل الأموال عبر الاستثمار في مجال الضيافة والأغذية ومساكن الطلاب والتعليم وغير ذلك.
واليوم يتحفنا أردوغان بتصريحاته النارية حول الأهمية الكبيرة لأمن واستقرار السودان بالنسبة لمنطقتي شرق ووسط أفريقيا، و"أمله في أن تنتهي الأحداث التي تشهدها البلاد بما يتوافق مع مطالب وتطلعات شعبها"، كما لا يستطيع أردوغان أن يكظم غيظاً من انتصارات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر وصونه التراب الوطني الليبي من خطر الإرهاب ووجود الإرهابيين المدعومين تركياً وقطرياً، فهو يرى أنّ ليبيا "باتت تشكل مسرحا لسيناريوهات مظلمة تستهدف أمن المنطقة"، وأنّ "تركيا ستقف بقوة إلى جانب أشقائها الليبيين كما فعلت في السابق، وستستنفر كل إمكاناتها لإفشال مساعي تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة".
إنّ هذا الموقف من السودان وليبيا إنما يعكس الاتفاق السري بين أطراف المؤامرة الثلاثية: قطر وتركيا وإيران، ضد كل ما هو إنساني وإسلامي متسامح ومعتدل وعروبي أصيل، وهذا الموقف يعكس تورط أردوغان واقتراب نهايته مع سقوط خطط التآمر لا في السودان وليبيا وقبلهما مصر واليمن والبحرين، بل في عقر داره في تركيا، كما في طهران حيث يتهاوى حكم الملالي، وصولاً إلى الدوحة العربية التي ستعود إلى حاضنتها الطبيعية ما إن يتوقف الضخ التركي والإيراني عبر شريان الحياة إلى تنظيم الحمدين وتميم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة