تحالف داعش وحكومة الوفاق الليبية.. استثمار في الفوضى
هجوم تنظيم داعش الإرهابي على قوات للجيش الليبي جنوب البلاد يكشف مدى العلاقة التي تربط بين التنظيم الإرهابي والمليشيات المسلحة في طرابلس
كشف هجوم تنظيم داعش الإرهابي، فجر السبت، على معسكر الكتيبة 160 بمدينة سبها جنوب البلاد، مدى العلاقة التي تربط بين التنظيم الإرهابي والمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس وبعض مدن غرب ليبيا.
تشابهت وتشابكت البيانات الصادرة عن التنظيم الإرهابي مع بيانات الصفحات المحسوبة على المليشيات، وهو ما أشار إليه بيان غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي في تعليقه على هجوم سبها الإرهابي.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر تدريب عسكري للجيش الوطني الليبي في مدينة سبها، وأعلنت الصفحات المرتبطة بالجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، تبني العملية، ومباركتها للتنظيم الإرهابي على تنفيذه.
داعش يتقدم صفوف مليشيات الوفاق
أطلق الجيش الوطني الليبي الرابع من أبريل/نيسان الماضي عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وأحرز الجيش الليبي تقدما سريعا في المواجهات مع المليشيات المسلحة في غرب البلاد، وسيطر على عديد من القرى والمناطق والمرافق العامة أثناء تقدمه نحو العاصمة من جميع المحاور.
ومنذ انطلاق العملية ويتقدم عناصر الجماعات المتطرفة والإرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش الصفوف الأمامية للمليشيات التي تتصدى لعملية الجيش الوطني الليبي.
وكشف اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي عبر مؤتمراته الاستثنائية اليومية منذ انطلاق العلمية أسماء عدد من الإرهابيين والمطلوبين دوليا يقاتلون في صفوف مليشيات الوفاق.
كما كشف المسماري أن مليشيات مصراتة تمكنت بقيادة الإرهابي خالد الشريف من استقدام عناصر داعش من سوريا والعراق عبر مطارات المدينة للمشاركة في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي.
ورغم نفي حكومة السراج ذلك فإن جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت في تقرير لها 13 أبريل/نيسان الماضي أن من ضمن المليشيات الموجودة في طرابلس "جماعة أنصار الشريعة" التي بايعت تنظيم داعش.
وظهرت أعلام تنظيمي داعش والقاعدة في عدد من المناطق في طرابلس أثناء المعركة معلقة على جسور المدينة (جسر السواني) ومرسومة على الحوائط، بل شاركت المليشيات صورا لمتطرفين مقتولين تصفهم بالشهداء، تظهر في خلفيتها أعلام وشعارات تنظيم داعش.
علاج الإرهابيين
وتوضح حقيقة علاج حكومة الوفاق لإرهابيي تنظيم داعش في المستشفيات سرا، خاصة المستشفى الميداني الإيطالي، بمصراتة، أن العلاقة بين التنظيم وحكومة المليشيات أوسع من أن تكون تقاربا في الأفكار أو اتحادا في مواجهة عدو مشترك.
وتتلقى مجموعات من الإرهابيين المطلوبين محليا وإقليميا ودوليا العلاج في المستشفى الميداني الإيطالي، بمصراتة، وفقا لبيان لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي.
وتضمنت قائمة أسماء الإرهابيين التي بثها البيان 4 إرهابيين من تنظيم داعش وإرهابيين من تنظيم القاعدة وآخرَين من بيت المقدس إضافة إلى عدد من الإرهابيين التابعين للإرهابي هشام عشماوي المقبوض عليه في مدينة درنة.
عداء للجيش ودولة القانون
ينصب تنظيم داعش الإرهابي العداء للجيش الوطني الليبي، والمشير خليفة حفتر القائد العام، باعتبار أن القوات المسلحة الليبية تعد صماما قويا في مواجهة الفوضى ودعامة أساسية للاستقرار ودولة القانون في ليبيا.
وقد نفذت عناصر تنظيم داعش الإرهابي هجمات إرهابية على قرية الفقهاء في الجنوب الليبي بعد 5 أيام لإطلاق الجيش الوطني معركة طوفان الكرامة في محاولة لتخفيف العبء عن المليشيات المسلحة المحاصرة في طرابلس من عدة محاور.
وأشار بيان داعش حول ذلك الحادث إلى قتل عدد من الشباب الليبي بتهمة العمالة "التجسس" لحساب الجيش الليبي، ما أعده تنظيم داعش الإرهابي جريمة تستحق القتل.
ويأتي الهجوم الذي نفذه داعش، السبت، على معسكر تدريب تابع للجيش الليبي عقب ظهور زعيم تنظيم داعش في مقطع مصور له منذ 2014، وتضمن المقطع المصور توجيها لعناصر التنظيم الإرهابي لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية في الجنوب الليبي واستهداف جنود الجيش الوطني.
أجندة الفوضى التركية القطرية
كشف الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن حكومة الوفاق، التي تدير عملية تطلق عليها "بركان الغضب"، المدعومة من المحور التركي القطري، تدرك تماما أن تطهير طرابلس نهائيا من المليشيات المسلحة، يدفع بمنح حفتر الشرعية الدولية والدخول رسميا المفاوضات السياسية، ما يعني سقوط الإخوان في ليبيا، وانهيار مخططهم في السيطرة على المنطقة العربية.
وأوضح فاروق، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المحور التركي القطري يسعى لتحويل المعركة مع الجيش الليبي إلى معركة مفتوحة في إطار "حرب العصابات وحرب المدن"، معتمدين على عناصر (داعش والقاعدة والإخوان وأنصار الشريعة).
وأشار فاروق إلى أن المحور التركي القطري، يضع في أجندته تأسيس مكون مليشياوي تحت اسم "الحرس الوطني الليبي" للتصدي لقوات الجيش الوطني الليبي.