الاصطفاف التركي الإيراني القطري مع تنظيم الإخوان الإرهابي ومحاولة منع تصنيف هذا التنظيم إرهابيا إنما هو يوضح حقيقة أنهم (مثلث الشر).
إن الاصطفاف التركي الإيراني القطري مع تنظيم الإخوان الإرهابي ومحاولة منع صدور القرار الأمريكي بتصنيف هذا التنظيم إرهابيا، والاصطفاف نحو رفض تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، والعقوبات الأمريكية وتصفير الصادرات الإيرانية من النفط، إنما هو يوضح حقيقة أنهم (مثلث الشر) في المنطقة، ويؤكد أن الإخوان هم مطايا الفرس والأتراك وغيرهم، وأنهم يعملون كعملاء وخونة ضد بلدانهم وكخنجر مسموم في خاصرة الأمة العربية.
هذا التموضع والاصطفاف لم يعد مناوشات أو مناورات إعلامية أو تكتيكية، بل تحول إلى تقارب ومحور مقاومة ضد كل من يقف ضد إرهابهم، وأصبح على ما يبدو قرارا استراتيجيا طويل الأمد ودفاعا مستميتا عن بعض، حتى وصل إلى درجة أن نظام الملالي يرفض تصنيف جماعة الإخوان بالإرهابية
هذا المثلث الشرير اعتدنا منه على الإرهاب اللفظي والإعلامي الذي مارسه منذ ١٩٩٦ عبر قناة الجزيرة وبقية الأبواق والمنصات المأجورة على كل الشعوب العربية، والتي كانت تغذي الطائفية والتطرف والجماعات الإرهابية بل أصبحت ذراعها الإعلامية الرسمية ومنبرا للقاعدة وداعش وجبهة النصرة والحوثيين وبقية التنظيمات، ونشر فكرهم المنحرف والمتطرف، ولتخريب وهدم الوطن العربي، وربما حتى لا يبقى هناك وطن عربي.
هذا الإرهاب اللفظي والتهجم الإعلامي بين الثلاثي المشترك وتشويه السمعة والصورة ونشر الأكاذيب والإساءات والهجوم كان مؤشرا على العدوانية والعلل الاجتماعية واضطرابات نفسية وآفات عقلية غير سوية، ورغم كل ذلك فإن الشعوب العربية أصبحت لديها مناعة ذاتية ضد إرهابهم وحملاتهم خصوصا دول المقاطعة، الذي أكدته الردود الشعبية في هذه الدول بالأفعال وليس الأقوال، والشراكة مع حكوماتهم في الوقوف ضد مثلث الشر الإرهابي.
قطر وتركيا بعدما فشلتا في الإرهاب اللفظي والإعلامي، وفي تحقيق أهدافهما بعد أن تم التضييق عليهما وعلى مليشياتهما، تحولتا نحو الانتحار السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على الطريقة الإيرانية والتضحية بشعوبهما من أجل انتصار وهمي ومرض نفسي ومن أجل تصفية حسابات حزبية ومذهبية، حالهما كمن يطلق النار على قدميه، لا سيما أن قطر وتركيا توجد بهما قواعد عسكرية أمريكية (العديد وأنجرليك) وفي ظل غياب العلاقات الجيدة مع جيرانهما، ربما تعملان على التضحية بالعلاقة والروابط مع الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التموضع والاصطفاف لم يعد مناوشات أو مناورات إعلامية أو تكتيكية، بل تحول إلى تقارب ومحور مقاومة ضد كل من يقف ضد إرهابهم، وأصبح على ما يبدو قرارا استراتيجيا طويل الأمد ودفاعا مستميتا عن بعض، حتى وصل إلى درجة أن نظام الملالي يرفض تصنيف جماعة الإخوان بالإرهابية، كذلك أكده التقارب الثنائي بين قطر وتركيا نحو ما يسمى بالمقاومة، وهو ما لا يمكن اعتباره بأنه تحول مصالح دول إقليمية كما يعتقد البعض، بل تعدى ذلك نحو الانتحار مع إيران وحمايتها، وربط مصيرهم بها، سواء من خلال رفض وتجاهل العقوبات الأمريكية، أو السعي إلى تقويض الجهود لعزل إيران وتهديدها أو تعديل سلوكها، أو عبر استفزاز واستنفار خلاياهم الإرهابية ضد دول المقاطعة، وفي ليبيا واليمن ومصر وتونس والسودان واليمن، ثم بمسرحية تزامن ظهور البغدادي في هذا الوقت بعد غيبة طويلة مع ظهور الصدر ونصر الله والحوثي، وكأنهم بذلك يرمون آخر أوراقهم، وهو ما يمثل مرحلة ما قبل السقوط الأخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة