خسرت قطر مرتين، وودع منتخبها أول مونديال عربي، بشكل مخيب لجماهير البلد الخليجي ووطننا العربي.
باتت قطر أول بلد مستضيف يخسر أول مباراتيه، وأول من يودع كأس العالم 2022، وظهر منتخبها بشكل هزيل رغم ما أتيح له من إمكانات كبيرة سواء الاستقرار الفني، أو الإعداد الطويل وخوض مباريات مع كل المدارس الكروية أو تجنيس المواهب.
خسرت قطر رغم أنها استعدت باللعب في محيطها الآسيوي، وأعادت للحياة بطولة كأس العرب، وحققت إعجازا استثنائيا كأول فريق آسيوي يخوض تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم وكأس كوبا أمريكا وبطولة الكأس الذهبية.
خسرت قطر تجربتها الأولى في المونديال أمام منتخبي أمريكا الجنوبية وأفريقيا، ومن المتوقع أن تكرر الأمر في المباراة الثالثة ضد هولندا، المصنف ضمن منتخبات الصفوة بأوروبا.
لكن رغم مرارة الخروج القطري، فإن هناك أمورا قد تهون الحزن، فالدوحة اكتسبت احترام الجميع بتنظيم مثالي لبطولة شكك العالم في إمكانية إقامتها، وبرهنوا على نقلها لبلد آخر.
قطر، البلد الأصغر في التاريخ الذي يستضيف المونديال، استطاعت المرور بكأس العالم بكل سلاسة، حتى الآن، ولم تظهر أي شكوى من المنتخبات المشاركة، وظهرت الجماهير في المدرجات بتنظيم رائع في الدخول والخروج.
الأمر لم يتوقف على ذلك، حيث جهزت اللجنة المنظمة وسائل الراحة للجميع، بداية من شبكات التنقل مرورا بالاتصالات، وبرهنت للعالم أن كل شيء يمكن تكييفه حتى لو كان شارعا أو ملعبا بالكامل.
خسرت قطر في كأس العالم بشكل أحزن جماهيرها وأجبرها على مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة، لكنها اكتسبت أمورا أخرى، أهمها تغيير نظرة العالم لها، كبلد حصد بطاقة استضافة الحدث بالتزوير والرشى وانتهاك حقوق العمال.
أثبتت قطر قدرتها على تنظيم أهم حدث كروي على الكوكب، وعلى أن العرب بإمكانهم أن يفعلوا إذا أرادوا، وهي أشياء لا تشترى، وقد تعوض الخروج الحزين للفريق في تجربته الأولى موندياليا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة