بين واشنطن وطهران.. لعب على الحبلين يجهض مخططات قطر
مراجعة لسجلات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب بالولايات المتحدة، أظهرت 6 عقود ضغط قطرية جديدة بآلاف الدولارات
تصميم قطر على تلميع سياساتها في دوائر القرار الأمريكي لا يبدو أنه مسقوف بحد زمني، أو حتى بارتدادات فضائح الدوحة المتفجرة بهذا الشأن.
مراجعة لسجلات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب بالولايات المتحدة، أظهرت أنه منذ 31 مايو/ آيار الماضي، سجلت شركات أمريكية وأفراد، 6 عقود ضغط قطرية جديدة لدى وزارة العدل الأمريكية.
- رصد لـ"العين الإخبارية".. 28 عقدا قطريا في عام لتبييض إرهاب الدوحة
- مليارات قطر لتحسين صورتها.. السحر انقلب على الساحر
العقود تضمنت شركتين عملاقتين، وهما "أوجليفي" التي تتقاضى 10 آلاف دولار شهريا، و"بورتلاند بي آر" التي تتقاضى 20 ألف دولار في الشهر أيضا.
وقال الكاتب الصحفي الأمريكي، توم روجان، إن النقطة الرئيسية تتمثل في أن قطر مصممة على تحسين صورتها لدى واضعي السياسات في واشنطن، وفي الوقت نفسه تحاول الإبقاء على علاقتها مع إيران.
أوضح روجان، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن إكسماينر" الأمريكية، أن قطر تريد، ببساطة، اللعب على كل الحبال؛ فهي تريد من الولايات المتحدة أن تغض طرفها عن دعمها للإرهابيين، وترنو، في الوقت نفسه لتقوية علاقتها الاقتصادية مع إيران.
وأشار إلى أنه عندما يتعلق الأمر بتقييم الولايات المتحدة لمصالحها السياسية، فإن المحاولات القطرية تبدو غير معقولة، فإدارة ترامب تعارض بشدة التسوية مع إيران، التي تعد شريك قطر الرئيسي في الوقت الراهن.
وفي يونيو/حزيران عام 2017، أعلنت دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) قطع العلاقات مع قطر بسبب إثارتها للقلاقل في المنطقة ودعم الإرهاب وتقاربها مع طهران.
وبالتزامن مع ذلك، نظم مسؤولون قطريون عشاء في واشنطن لكسب دعم أعضاء الكونجرس، لكنه كان بلا جدوى بدون حضور أي شخص يحظى بنفوذ داخل إدارة ترامب، وفق أحد الحاضرين، خاصة وأن الرئيس الأمريكي تحدث بعد المقاطعة عن تمويل قطر للإرهاب.
وقال جوي اللحام، المستشار السابق لقطر الذي تلقى 1.45 مليون دولار من أجل جهوده في الدفاع عنها، إن الدوحة لم يكن لها أي وجود داخل "كابيتول هيل" (الكونجرس الأمريكي) عند إعلان المقاطعة.
لكن بعد عام، حاولت قطر يائسة إقناع شخصيات أمريكية بعينها بأنها حليف للولايات المتحدة في كفاحها ضد الإرهاب، وأنها ضحية المقاطعة.
كما عينت قطر أشخاصًا مقربين من ترامب، وأنفقت مليارات الدولارات على استثمارات أمريكية وزيارات إلى الدوحة.
وأشارت "هآارتس" إلى أن قطر أنفقت 24 مليون دولار على الأقل على جهود الضغط في واشنطن منذ 2017، مقابل 8.5 ملايين دولار دفعتها الدوحة خلال عامي 2015 و2016 على جهود الضغط.
لكن بعد عام، عملت قطر على إقناع شخصيات أمريكية بعينها بأنها حليف للولايات المتحدة في كفاحها ضد الإرهاب وأنها ضحية المقاطعة.
كما عينت قطر أشخاصًا مقربين من ترامب وأنفقت مليارات الدولارات على استثمارات أمريكية وزيارات إلى الدوحة، لكن رغم عملها بكد من أجل تحسين صورتها، واصلت تعزيز علاقتها مع إيران التي فتحت لها مجالها الجوي بعدما أغلقت الدول العربية مجالها في وجهها، لتستعيد قطر بذلك علاقات دبلوماسية كاملة مع طهران.
وأشارت "هآارتس" إلى أن قطر أنفقت 24 مليون دولار على الأقل على جهود الضغط في واشنطن منذ 2017، مقابل 8.5 مليون دولار دفعتها الدوحة خلال عامي 2015 و2016 على جهود الضغط، طبقًا لما أظهرته سجلات وزارة العدل الأمريكية.