ضربة استباقية.. تفاصيل محاولة اغتيال عضو المجلس الرئاسي بمأرب اليمنية
ضربة نوعية استباقية وجهتها السلطات اليمنية في محافظة مأرب لمليشيات الحوثي، توجت بضبط خلية حوثية وإحباط مخطط إرهابي للمليشيات يستهدف أحد كبار رجال الدولة.
شرطة محافظة مأرب (شرق) كشفت تفاصيل العملية الإرهابية التي كانت تستهدف اغتيال عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، بعبوات ناسفة شديدة الانفجار يجري تفجيرها عن بعد صبيحة عيد الأضحى المبارك.
وأوضحت أنها حصلت على معلومات أمنية من مناطق مليشيات الحوثي تفيد بأن المليشيات تخطط لاغتيال محافظ مأرب ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء العرادة، قبل أن تنجح في إحباطه بضبط الخلية الحوثية.
وأوردت شرطة محافظة مأرب أجزاء من اعترافات زعيم الخلية المدعو "محمد علي حسين القادري"، في مقطع مصور بثه التلفزيون الرسمي اليمني وتابعته "العين الإخبارية" مساء اليوم، كثاني خلية يتم الإعلان عن ضبطها خلال الشهر الجاري.
وجرى ضبط الخلية التي يتزعمها "القادري" الذي ينحدر من بلدة "الجبول الأشراف" بمديرية مأرب الوادي قبل دقائق من تنفيذه العمل الإرهابي وتفجير العبوات، حيث كانت الأجهزة الأمنية تراقب تحركاتهم منذ بداية انطلاقهم من صنعاء، بالرغم من قيام المليشيات الحوثية بإصدار هويات شخصية لهم بأسماء مزيفة للدخول بها إلى مأرب وتضليل الأجهزة الأمنية.
واعترف زعيم الخلية القادري أنه "تم استدراجه وتجنيده من قبل أشخاص من الأشراف كان يجلس معهم يتناول القات، وهم: "علي سريب مهتم، طلال لجزل الشريف وعزيز بن سعود، وعبدالخالق سعود يسكنون الجبول وآل سعود، وطلال لجزل الشريف من أشراف مديرية حريب يسكن صنعاء".
وأضاف أنه تلقى اتصالا من رقم خاص عبر قيادات حوثية، وجهوه بالذهاب إلى صنعاء، وأرسلوا له سيارة يقودها شخص يكنى "أبورازح"، وأبلغه اتصال آخر من الرقم الخاص أن السائق سيلتقيه عند بستان ليم على الخط جوار تحويلة سد مأرب.
وأشار إلى أن السائق أوصله إلى فندق ذي ريدان بشارع 22 مايو بصنعاء، وأعطاه مصروفا "أموال"، حيث قابل القيادي الحوثي في منزل بعد أخذ تليفوناته وعصب عينيه، وقال له: "سنكلفك بمهمة في مأرب "، وسنصدر لك بطاقة شخصية باسم آخر تدخل بها مأرب فقط لتضليل الأجهزة الأمنية في حال حصولهم على معلومة استخبارية عنك أو الاشتباه بك.
وأوضح الإرهابي القادري أنه بعد شهر ونصف من نزوله إلى مأرب وكان يصادف عيد الأضحى، أرسلوا له صورة عبر الواتس لإحداثية وضع العبوة الناسفة التي معه ومحددة في الطريق المؤدي إلى منزل اللواء العرادة، وعقب زراعة العبوات وأخذ جهاز التفجير عن بعد 2 كيلومترات، وتموضعه بين الأشجار، تفاجأ بمداهمة رجال الأمن له والقبض عليه، وإبطال ما تم زراعته.
وقال مدير شرطة مأرب العميد يحيى علي حميد إن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط المخطط الإرهابي وضبط العناصر المتورطة بفضل اليقظة الأمنية والجاهزية العالية لوحدات الشرطة للتعامل مع مختلف الظروف.
وأكد حصول أجهزة الأمن من مصادرها الخاصة في أقبية العدو على معلومات للمخطط الإرهابي الذي كانت تسعى مليشيات الحوثي الإرهابية لتنفيذه بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك.
وأوضح أن "مليشيات الحوثي لديها أساليب متنوعة في الخداع والتضليل تلجأ إليها بهدف تمرير العناصر المطلوبة أمنيا، ومن أبرز تلك الأساليب استخراج بطاقات "هويات" بأسماء مزيفة لتلك العناصر، مستغلة وجود المكتب الرئيسي للأحوال المدنية في صنعاء.
وأضاف: "وصلتنا معلومات عن مخطط إرهابي لمليشيات الحوثي تسعى لتنفيذه في عيد الأضحى المبارك وينطلق عبر مسارين، الأول تنفيذ تفجيرات في مدينة مأرب لإشغال الأجهزة الأمنية، والثاني استهداف الرجل الأول في المحافطة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة".
وكانت الأجهزة الأمنية أعلنت مطلع الشهر الجاري ضبط خلية حوثية يتزعمها حمد علي عاتق الأمير من الأشراف بمحافظة مأرب.
والشهر الماضي، فككت القوات المشتركة خلية حوثية تجسسية مؤلفة من 7 عناصر كانوا بصدد التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية خطيرة تستهدف زعزعة أمن واستقرار الساحل الغربي لليمن.
وفي مارس/آذار الماضي، ضبطت قوات الحزام الأمني في اليمن خليتين لمليشيات الحوثي، إحداهما مؤلفة من 5 أعضاء كانت تحاول التسلل إلى العاصمة المؤقتة عدن، فضلا عن ضبط قيادي قادم من محافظة حجة كان بحوزته أجهزة إلكترونية تستخدم في أعمال التنصت والتجسس.
وفي 11 فبراير/شباط الماضي، أعلنت قوات الحزام الأمني في اليمن ضبط خلية مؤلفة من 3 عناصر ينتمي جميع أعضائها لمليشيات الحوثي الإرهابية، وذلك في حاجز تفتيش "الرباط" المدخل الشمالي للعاصمة عدن.
وضبطت الأجهزة الأمنية والمخابرات اليمنية خلال عام 2022 نحو 33 خلية بقوام 152 عنصرا، غالبيتهم خلايا إرهابية ينتمي أعضاؤها لمليشيات الحوثي، وذلك بـ9 محافظات محررة، شبوة، حضرموت، لحج، أبين، المهرة، تعز، مأرب، عدن إضافة إلى الساحل الغربي لليمن.