حل لغز تفشي "كورونا" على "السفينة الموبوءة"
السفينة "دايموند برينسيس" تشهد معدلا غير مسبوق من انتشار العدوى بين ركابها، إذ تحمل حالات إصابة أكثر من أي دولة أخرى مجاورة للصين
أكد خبراء طبيون أن جهود الحجر الصحي التي بذلت على متن سفينة "دايموند برينسيس" التي ضربها فيروس كورونا الجديد، أدت إلى انتشار الفيروس أكثر من مواجهته.
ولا تزال السفينة التي تحمل 3500 راكب متضمنين طاقم العمل قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوما في ميناء يوكوهاما باليابان.
وشهدت السفينة معدلا غير مسبوق من انتشار العدوى بين ركابها، إذ إنها تحمل حالات إصابة أكثر من أي دولة أخرى مجاورة للصين ووصل عدد الإصابات بها إلى 286 حتى إنه ثبتت إصابة أحد مسؤولي الحجر الصحي بالفيروس.
وقال توم إنجليزبي، خبير الأمراض المعدية، مدير مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إن حل لغز انتشار العدوى يكمن في أن الحجر الصحي المفروض على السفينة لا يمنع انتشار الفيروس.
وأشار موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي إلى أنه منذ بداية الحجر الصحي على السفينة، يلتزم الركاب غرفهم ويتم توصيل الطعام إليهم يوميا، فيما تم نقل الأشخاص الذين ثبت حملهم للعدوى إلى المنشآت الطبية المخصصة.
ويرى العديد من الخبراء أن المشكلة الأساسية تكمن في قرار إبقاء الركاب على متن السفينة، خصوصا الذين ثبتت عدم إصابتهم بالفيروس، مشيرين إلى أنه ينبغي نقلهم على الفور من على السفينة لإنهاء فترة حجرهم الصحي في مكان آخر.
وقالت الدكتورة آن جاتينول، عالمة الأحياء الدقيقة التي تدرس الفيروسات في جامعة ماكجيل الكندية، إن سفينة الرحلات التي تضم عددا كبيرا من الأشخاص تعتبر حاضنة للفيروسات أكثر من كونها مكانا جيدا للحجر الصحي، موضحة أن الأمر يشبه وضع مجموعة كبيرة من الناس داخل حاوية كبيرة تحتوي على الفيروس الفتاك.
وأكد مايكل مينا، أستاذ علم الأوبئة والمناعة بجامعة هارفارد الأمريكية، أن قرار إبقاء الركاب والطاقم على السفينة لم يعد أخلاقيا وغير ملائم تماما، لأن الفيروس ينتشر بينهم ويعرضهم لخطر غير مقبول.
وفي الوقت الذي يعرب فيه الخبراء عن مخاوفهم من فاعلية الحجر الصحي على متن السفينة، يعرب الركاب المحتجزون على متنها عن خوفهم وعدم سعادتهم بسبب الظروف المعيشية التي يعيشونها يوميا، إذ يظلون محتجزين داخل غرفهم بدون نوافذ طول اليوم ولا يسمح لهم بالخروج على سطح المركب سوى دقائق معدودة فقط يوميا وهم يضعون أقنعة التنفس الطبية التي لا تعد وسيلة مثالية لتجنب انتقال العدوى.
ويرجع البعض القرار وراء وضع السفينة تحت الحجر الصحي إلى عدم سهولة العثور على منشأة تصلح للحجر الصحي تستوعب 3500 شخص، ومن المفترض أن ينتهي الحجر الصحي المفروض على السفينة في 19 فبراير/شباط الحالي.