أكدت المجموعة الرباعية المؤلفة من بريطانيا، أمريكا، السعودية، والإمارات، دعمها لحكومة اليمن والبنك المركزي الهادفة لتحقيق الاستقرار.
ومن شأن هذه التأكيدات أن تعقبها خطوات عملية تدعم الوضع المعيشي والاقتصادي في اليمن، والذي وصل مستويات كارثية غير مسبوقة، فالبلاد غارقة في أزمة اقتصادية وتمويلية حادة، وانهيار العملة المحلية؛ جراء حرب دامية مستمرة منذ 7 أعوام.
والتزمت "الرباعية الدولية"، بمواصلة تقديم الدعم الفني، ودراسة الخيارات المتاحة لزيادة فرص اليمن في الحصول على العملات الصعبة وتسهيل التجارة.
كما دعا سفراء الرباعية الحكومة إلى الاستمرار في الإصلاحات، مؤكدين أهمية الشفافية والمسؤولية في استخدام الإيرادات المحلية وإدارة التمويل الخارجي.
وينتهي عام 2021 وقد توفر للحكومة اليمنية فريق مالي مشهود له بالخبرة والكفاءة على رأس البنك المركزي اليمني وهو ما يفتح الباب أمام تحقيق إنجازات مهمة منها استعادة الريال اليمني ولو جزء من عافيته وهو ما ظهر جليا بعد ساعات فقط من صدور القرارات الرئاسية.
وفيما وصف خبراء قرارات الرئيس هادي التي أصدرها في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري بإنها الأفضل منذ عام 2015، حققت هذه القرارات زخما شعبيا غير معهود بالنسبة لقرارات الرئاسة اليمنية وتحول منطوقها إلى الخبر الأكثر متابعة .
إصلاحات الحكومة
وكانت الحكومة اليمنية قد اتخذت مؤخرا حزمة من الخطوات الإصلاحية للوضع المالي والاقتصادي، أثنت عليها الرباعية الدولية.
ومن تلك الإجراءات تعيين محافظ جديد للمركزي اليمني، مطلع ديسمبر/كانون أول الجاري، وإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك، وتكليف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمراجعة أعمال البنك.
بالإضافة إلى اعتماد مزادات إلكترونية لبيع العملات الأجنبية، تعزيزا للشفافية التي ينادي بها المجتمع الدولي، ورحب سفراء الرباعية بنجاحها في بيانهم الأخير.
وتمثل المزادات الأسبوعية أحد أبرز تدخلات البنك المركزي لدعم سعر صرف العملة المحلية المنهارة مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية، ومعالجة التضخم.
وبلغ إجمالي ما باعه البنك المركزي خلال 5 مزادات حتى الآن 62.109 مليون دولار، فيما كان يهدف إلى بيع 75 مليون دولار.
انهيار الريال اليمني
وشهدت قيمة العملة اليمنية في الآونة الأخيرة موجة هبوط حاد دفعتها إلى أدنى مستوى على الإطلاق في مطلع الشهر الجاري عندما تجاوزت حاجز 1700 ريال للدولار.
الأمر الذي انعكس على حدوث ارتفاعات حادة في أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية، وسط تصاعد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية وشيكة.
ويواجه اليمن، ضغوطا وصعوبات مالية واقتصادية لم يسبق لها مثيل؛ نتيجة تراجع إيرادات النفط التي تشكل 70% من دخل البلاد، وتوقف معظم المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية.
تغييرات إيجابية
ويتوقع أن يؤدي الدعم المعلن من الرباعية الدولية إلى انتشال الوضع الاقتصادي والمعيشي في اليمن من وضعه الراهن، خصوصًا مع تحسن أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة، بعدما سجل سعر الدولار نحو 1370 ريالا يمنيا للبيع، و1350 ريال للشراء، بحسب حديث مصادر مصرفية لـ"العين الإخبارية".
كما تراجع سعر صرف الريال السعودي، الأكثر تداولا في اليمن، إلى 359 ريالا يمنيا للبيع، و355 ريال للشراء.
وهي مؤشرات شجعت المجتمع الدولي ومجموعة الرباعية على إعلان دعمها للحكومة اليمنية، بما يحقق استقرارا لأسعار الصرف، ومعالجات حقيقية للتضخم الاقتصادي الذي ترزح تحته اليمن.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز