"فيلق القدس" الإيراني ونظام أردوغان.. علاقة طرقت أبواب المخابرات
من جديد تطفو وثائق حول العلاقة المريبة بين سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومليشيات الحرس الثوري الإيراني.
عمليات تنصت سرية كشفت أن نائبا تركيا على صلة بفيلق القدس الإيراني، لعب دورًا في ترقية وتعيين وكلاء بجهاز الاستخبارات التركي.
ووفقا للمحادثات الهاتفية المسجلة التي حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، أجرى موظف بوكالة الاستخبارات التركية يدعى ياسين أونال، اتصالا بالعضو السابق بالبرلمان فاروق كوجا، الذي كان يخضع لتحقيق متعلق بمكافحة الإرهاب حينها، للضغط من أجل خطوات في مساره المهني داخل وكالة التجسس.
واعتبر المدعون الأتراك، كوجا مشتبها به في تحقيق متعلق بالإرهاب، بعد كشف صلاته بالجنرال في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، علي أكبر مير وكيلي.
وحصل المدعون الأتراك قبل سنوات، على مذكرات للتنصت على هاتف كوجا وتحديد أعوانه وكشف مزيد من المشتبه بهم في إطار التحقيق المتعلق بالإرهاب، وبالتحديد بعمليات فيلق القدس في الأراضي التركية..
وخلال المكالمة الهاتفية، عرّف ياسين أونال نفسه بأنه عميل بجهاز الاستخبارات التركي مكلف بالعمل في العمليات الاستخباراتية بمحافظة أضنة، مضيفا أنه تم تكليفه مؤخرًا بالعمل في محافظة قارس.
وأراد أونال، الذي بدا غير سعيد بالتكليف الجديد، "وقف التكليف الجديد"، وتواصل مع كوجا ليستغل علاقاته في تحقيق ذلك.
وكان أونال يعلم حجم نفوذ كوجا في قيادة الوكالة وتدخله في التعيينات والترقيات، وتواصل معه من أجل مساعدته في مساره المهني.
وأظهرت عشرات المحادثات الهاتفية التي أجراها كوجا، المسجلة جميعها والمدمجة في التحقيق الجنائي، أنه كان يعمل عن كثب مع رئيس الاستخبارات هاكان فيدان وعملاء كبار آخرين، لاسيما في ترتيب الاجتماعات السرية لعملاء الوكالة ومن بينهم فيدان نفسه، مع معارفه بالحرس الثوري الإيراني.
وفي نفس اليوم، اتصل أونال بكوجا مجددًا، لإبلاغه بأنه جهّز ملفا من أجله وسأله عما إذا كان يحب أن يحضره له، فردّ الأخير بأنه سيذهب لأخذ الملف، دون أن تحدد المكالمة محتواه.
ووفقا لـ"نورديك مونيتور"، كان كوجا أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو معجب بنظام الملالي الإيراني، إلى حد أنه سمى ابنه الخميني.
كمان كان مالك أرض أحد المنازل التي استأجرها أردوغان في بداية الألفية الحالية في أنقرة.
وأصبح كوجا، ثريا في عهد حكومة أردوغان، وعلى ما يبدو ظل على تواصل وثيق مع الجنرال بفيلق القدس مير وكيلي. ويمتلك عدة شركات، ويشغل منصب رئيس نادي أنقرة غوجو لكرة القدم.
وعام 2013، اكتشف المحققون الأتراك أن أحد المقاهي التي يمتلكها كوجا وتقع في أنقرة، كان مكان الاجتماعات السرية، وتبين خلال التحقيق أن الطابق العلوي للمقهى كان محجوزا لضيوف بينهم مير وكيلي، وأن فيدان كلّف الاستخبارات بتأمين المكان من عمليات تنصت محتملة.
وأشار الموقع السويدي إلى أن قضية أنشطة فيلق القدس بتركيا، لم تصل المحكمة أبدًا؛ لأن حكومة أردوغان أوقفتها في فبراير/شباط 2014 بعد علمها بها، وجرى إقالة المدعي العام قبل أن يتمكن من الحصول على مذكرات توقيف للمشتبه فيهم أو إصدار لائحة اتهام.
وتجنب كوجا ومير وكيلي ومشتبه فيهم إيرانيون وأتراك، ذراع القانون الطولى بفضل تدخل أردوغان، الذي حمى على ما يبدو المخبرين الموالين لطهران، وساعد عملاء فيلق القدس في الهروب من تركيا.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg
جزيرة ام اند امز