"الشرفة".. قصة تروي العلاقة بين الشعب والعائلة الملكية في بريطانيا
عندما كانت طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، ظهرت الأميرة إليزابيث مع عائلتها من شرفة قصر باكنجهام للاحتفال باليوبيل الفضي لجدها جورج الخامس.
واليوم، وبعد قرن من الزمان، ستسير الأميرة السابقة - الملكة إليزابيث الثانية، البالغة من العمر 96 عاما - إلى الشرفة نفسها، الخميس المقبل، لتبتسم وتلوح للملايين الذين يحتفلون بمرور 70 عاما على اعتلائها العرش، لتصبح أول من يبلغ اليوبيل البلاتيني من ملوك بريطانيا.
فالشرفة، باتت الرابط بين الملك والشعب في بريطانيا ومحور الاحتفالات الملكية تقريبا، وهي فرصة للجمهور لرؤية العائلة في مناسبات الزفاف والتتويج.
ففي يونيو/حزيران من كل عام ، ترتدي العائلة الملكية أرقى الأزياء والقبعات والفساتين، ويتجمعون للاحتفال بعيد ميلاد الملكة.
ويتم الاحتفال باستعراض عسكري باهظ، ويُختتم بلحظة الشرفة بعد مرور سلاح الجو الملكي.
وعبر عقود مضت، تؤرخ صور الشرفة الوجوه المتغيرة للنظام الملكي ، وتقدم لقطات عديدة من المعالم في حياة إليزابيث، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".
فعندما كانت شابة، ارتدت الأميرة زيها العسكري ووقفت إلى جانب ونستون تشرشل، رئيس وزراء المملكة سابقا، للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية، عام 1945.
وفي سن الـ25، اعتلت الملكة إليزابيث العرش، عندما توفي والدها الملك جورج السادس.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن مسؤولو القصر، أنه "بعد دراسة متأنية" ، قررت الملكة أن أعضاء العائلة وأطفالهم هم فقط من سيجتمعون في الشرفة.
وهذا يعني أن الأمير هاري وزوجته ميجان ، الذي ابتعد عن واجباته الملكية في الخطوط الأمامية وانتقل إلى كاليفورنيا في عام 2020 ، سيتم استبعادهما مع طفليهما الصغيرين.
وكذلك الأمر بالنسبة للأمير أندرو، الذي لاحقته فضيحة جنسية وعلاقاته بالشخص الذي أدين بجرائم جنسية ، جيفري إبستين.
وقالت إميلي ناش ، المحرر الملكي في مجلة HELLO: "أعتقد أن قرار وجود أفراد حاليين من العائلة الملكية فقط على الشرفة كان قرارا معقولا للغاية لأنه يتجنب أية مواقف محرجة".
وأضافت: "يراقب الناس تناغم الأسرة ليروا ما إذا كانت هناك توترات، وسيحدث استياء شديد، على ما أعتقد ، إذا رأينا الأمير أندرو بالشرفة. لذا فقد حلّ القصر كل هذه المشكلات بضربة واحدة ".
وفى وقت سابق، أعلن هاري وميجان، دوق ودوقة ساسكس، أنهما سيسافران إلى المملكة المتحدة مع طفليهما الصغيرين وأنهما يتطلعان للانضمام إلى الاحتفالات الطويلة باليوبيل.
وستكون الرحلة هي الزيارة الأولى للعائلة إلى موطن هاري، ومحل اهتمام لدى أي ظهور متوقع لهم.
وبدأ تقليد ظهور الشرفة مع الملكة فيكتوريا، التي حولت قصر باكنجهام إلى المقر الرسمي للملك ومنزل العائلة المالكة في القرن التاسع عشر.
وقامت فيكتوريا بأول ظهور على الشرفة الملكية خلال الاحتفالات بمناسبة افتتاح المعرض الكبير لعام 1851.
وقال إد أوينز، مؤرخ ملكي ومؤلف كتاب "مؤسسة العائلة: الملكية ووسائل الإعلام والجمهور البريطاني 1932-1953 ، إنها لحظة رمزية حين يجتمع للملك/الملكة والناس معًا".
وأضاف: "لقد ثبتت هذه اللحظة في تاريخ البلاد حين جاءت الأمة لرؤية أفراد العائلة المالكة".
ويقول مراقبون ملكيون إن تشكيلة الشرفات المحدودة يوم الخميس المقبل تتوافق أيضًا مع رغبة طويلة الأمد من قبل الأمير تشارلز لتقليص حجم النظام الملكي.
وهذا يعني أن الملكة سيحيط بها، يوم الخميس المقبل، على الشرفة، وريثها تشارلز البالغ من العمر 73 عاما وزوجته كاميلا، إلى جانب الأمير وليام، الثاني في ترتيب ولاية العرش ، مع زوجته كيت وأطفالهم الثلاثة؛ وأشقاء تشارلز، الأميرة آن والأمير إدوارد مع عائلتيهما.
aXA6IDMuMTMzLjE0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز