رحيل الملكة إليزابيث الثانية.. "الحزن" يخيم على العالم
بعد الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية، مساء الخميس، عم الحزن أرجاء العالم، وانهالت التعازي على السلطات البريطانية.
وأعرب قادة وزعماء مختلف دول العالم عن تأثرهم الشديد وشعوبهم لرحيل الملكة، معتبرين ذلك صدمة للعالم كله وليس بريطانيا فقط، ومشددين على أنها جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها لأكثر من 70 عاما.
وتوفيت الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا بعد حكم تاريخي دام 70 عاما.
وفاةٌ جعلت من ابنها تشارلز ، أمير ويلز السابق ، ملكا جديدا لبريطانيا التي لبست ثوب الحداد على أطول ملوكها حكماً.
ويتزامن اعتلاء ابنها العرش مع الاحتفال بعامها التاريخي الذي دام 70 عامًا والذي شهد وصولها إلى اليوبيل البلاتيني هذا العام، في حقبة من غير المرجح أن يصل إليها ملك بريطاني مرة أخرى.
وجاءت وفاة الملكة بعد أكثر من عام من وفاة زوجها فيليب "قوتها ومرشدها"، الذي توفي عن 99 عامًا في أبريل/نيسان 2021.
وصف الملك تشارلز ملك بريطانيا الجديد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية بأنها تمثل أكبر لحظة حزن بالنسبة له، وذلك في بيان صادر عن قصر بكنجهام.
وأشادت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بالملكة إليزابيث ووصفتها بأنها "روح بريطانيا العظمى" والصخرة التي بنيت عليها بريطانيا الحديثة بعد وفاة الملكة بسلام في منزلها في اسكتلندا.
وقالت تراس، متحدثة خارج مكتبها ومقر إقامتها، إن الملكة كانت "مصدر إلهام شخصي لي وللعديد من البريطانيين، فهي كانت الصخرة التي بنيت عليها بريطانيا الحديثة، ولقد نمت بلادنا وازدهرت في عهدها. بريطانيا هي البلد العظيم الذي هي عليه اليوم بسببها".
ومن جانبه، قال رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن، إن الملكة إليزابيث الثانية ساعدت في تطبيع العلاقات مع بلاده، متذكرا زيارتها "الحاسمة" عام 2011 والتي كانت أول زيارة لملك أو ملكة منذ الاستقلال عن لندن قبل قرن تقريبا.
حضور دائم
وأكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الخميس أن الملكة اليزابيث الثانية شكلت "حضورا دائما" في حياة الكنديين و"ستبقى إلى الأبد جزءا مهما من تاريخ بلدنا".
وأضاف رئيس الحكومة بعيد إعلان وفاة الملكة وهي رئيسة البلاد في كندا "سيتذكر الكنديون وسيثمنون على الدوام حكمة جلالتها وتعاطفها".
ومن جانبها، قالت رئيسة وزراء اسكتلندا التي تؤيّد استقلال بلادها عن بقية المملكة المتحدة، الخميس إنّ رحيل إليزابيث الثانية كان "لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتّحدة ومنظمة الكومنولث والعالم".
وغرّدت نيكولا ستورجن أنّ "حياتها كانت مكرّسة للتفاني والخدمة"، مضيفة "باسم شعب اسكتلندا، أقدّم أصدق تعازي إلى الملك والعائلة الملكية".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الملكة إليزابيث الثانية جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها لأكثر من 70 عاما.
وأضاف "أتذكرها صديقة لفرنسا وملكة طيبة القلب تركت انطباعا دائما في بلدها وفي قرنها".
صفاء تفكيرها
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعازيه إلى بريطانيا ودول الكومنولث في أعقاب وفاة الملكة إليزابيث.
وكتب زيلينسكي على تويتر "علمنا ببالغ الحزن بوفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية، نيابة عن الشعب الأوكراني، نتقدم بأحر التعازي إلى المملكة المتحدة بأكملها وإلى الكومنولث في هذه الخسارة التي لا يمكن تعويضها".
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عن تعازيه في وفاة الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا.
وكتب لابيد على تويتر "نيابة عن حكومة وشعب إسرائيل، أرسل التعازي للأسرة الملكية وشعب المملكة المتحدة في وفاة جلالتها الملكة إليزابيث الثانية. تترك وراءها إرثا لا يضاهى في القيادة والخدمة. نتمنى أن تدوم ذكراها مباركة".
ومن جانبه، أشاد جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري في إنجلترا بالملكة إليزابيث بعد وفاتها، إذ أثنى على صفاء تفكيرها وقدرتها على الإنصات إلى الآخرين وتمتعها بالعقل المفكر وروح الدعابة واللطف غير العادي.
وقال رئيس الطائفة الأنجليكانية فى بيان "بينما نبكيها معا، نعلم أنه بفقدان ملكتنا الحبيبة، فقدنا الشخص الذي ساعدنا ولائه وخدمته وتواضعه الثابتون على فهم أنفسنا على مر عقود من التغيير غير العادي في عالمنا وأمتنا ومجتمعنا".
جسدت حقبة
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الملكة الراحلة اليزابيث الثانية كانت "امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما"، مضيفا أنها "كانت أكثر من ملكة لقد جسدت حقبة".
وتابع بايدن في بيان أن إليزابيث الثانية "ساهمت في جعل العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة علاقة خاصة، مؤكدا أنه "يتطلع إلى مواصلة علاقة الصداقة الوثيقة مع الملك الجديد.
وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالملكة إليزابيث الثانية، ولاحظت أنها شكّلت نموذجا للاستمرار عبر التاريخ، وأن "هدوءها وتفانيها كانا مصدر قوة للكثيرين".
وذكّرت فون دير لايين في تغريدة عبر تويتر أن الراحلة "كانت شاهدة على الحرب والمصالحة في أوروبا وخارجها ، وعلى تحولات عميقة في كوكبنا ومجتمعاتنا"، ورأت أنها كانت بمثابة "عنصر اطمئنان في الأوقات الصعبة".
وأبرقت فون دير لايين إلى الملك الجديد تشارلز الثالث متمنية له "الحكمة والقوة لكي يتمكن من متابعة ما حققته" إليزابيث الثانية.