"سقط جسر لندن".. رسالة بمجرد سماع رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس لها، أدركت أن الملكة إليزابيث الثانية وضعت تاجها ورحلت للأبد.
70 عاما قضتها "ملكة الصدفة" في الحكم، أجيال وحكومات متعاقبة، مرت عليها حتى رحلت عن عالمنا اليوم، في عامها السادس والتسعين.
- من تشرشل إلى تراس.. 15 رئيس وزراء في حضرة إليزابيث الثانية
- تمتلك حس دعابة شرير.. خادم الملكة إليزابيث يكشف أسرارها
البعض لم يدر في خلده رحيل الملكة، أو ماذا سيحدث حال رحيلها، لكن لا شيء متروك للصدفة في المملكة مترامية الأطراف التي تقع تحت سلطة التاج البريطاني.
لكن الساعات التي تلي وفاتها والسيناريوهات التي ستحدث، كشفت عنها خطة سرية للحكومة البريطانية، سربتها صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في سبتمبر/أيلول الماضي.
"جسر لندن"
وتحمل الخطة التي أعدتها الحكومة البريطانية اسم "جسر لندن"، وترسم ملامح الأيام والأسابيع التي تعقب وفاة الملكة إليزابيث، التي تتربع على العرش الملكي منذ عام 1952.
ولا يقتصر تأثير وفاة الملكة إليزابيث على بريطانيا أو الأسرة الحاكمة فقط، لكنه يمتد إلى العالم كونها حجر زاوية دول "الكومنولث"، وترأس ما يقرب من 600 منظمة وجمعية خيرية، وتلعب دورًا محوريًا في تحالف المملكة المتحدة مع العديد من البلدان.
وبدأ تنفيذ خطة "جسر لندن"، حالما نقل سكرتيرها الخاص، اللورد إدوارد يونج، رسالة إلى رئيسة الوزراء ليز تراس، يبلغها فيها بوفاة الملكة.
بعدها وفي غضون دقائق، كانت الرسالة في يد 15 حكومة خارج المملكة المتحدة عبر خط آمن، تبعها 36 دولة أخرى وزعماء دول الكومنولث الأخرى حول العالم.
لافتة سوداء.. و"كارثة وطنية"
وتزامنا مع ذلك تعلق على بوابات قصر باكنجهام لافتة سوداء بالنبأ، ومنها انتقل الخبر إلى وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الخطة، فإن كل محطة إرسال تومض بنوع من الأضواء يشير إلى "كارثة وطنية"، وتتوقف جميع عروض هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وستقتصر على موجز مخصص للأخبار.
أما في التلفزيون، فإن المذيعين سيرتدون الملابس السوداء، وستتحول العلامة التجارية الحمراء التقليدية لـ"بي بي سي" نيوز إلى اللون الأسود.
وستعرض القنوات التلفزيونية العديد من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها بالفعل على شرف الملكة.
من يخلفها؟
وبوفاتها، أصبح الابن الأكبر للملكة، تشارلز، دوق ويلز، ملكًا، ويلقي في اليوم التالي لوفاة الملكة، أول خطاب رسمي له كملك، يعقبها قسم الحكومة له بالولاء، وإطلاق 41 طلقة تحية في هايد بارك بالعاصمة لندن.
بعد ذلك، سينطلق الملك تشارلز، في جولة بالمملكة المتحدة يزور قادة الحكومات في عواصم كل دولة إدنبره وبلفاست وكارديف، قبل العودة إلى لندن.
وبعد 4 أيام من وفاتها، سيُنقل نعش الملكة في موكب عسكري من قصر باكنجهام إلى قاعة وستمنستر، وهناك سترقد خلال الأيام الأربعة المقبلة وبعد ذلك ستقوم عائلة الملك تشارلز وكبار الشخصيات بتأبين الملكة.
ثم ستفتح الأبواب أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين سيصطفون في طوابير بالخارج، ما تشير التقديرات إلى أن الجنازة ستقام بعد 10 إلى 12 يومًا من وفاة الملكة.
ومن المؤكد أن يكون يوم الجنازة عطلة رسمية للبنوك في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وستغلق البورصة، وستحذو العديد من الشركات حذوها.
ومن المقرر في غضون عام بعد الجنازة على الأرجح، أن يقام حفل تتويج رسمي للملك تشارلز.
"يوم الجنازة"
في الساعة 11:00 صباحًا يوم تشييع الجنازة، تدق أجراس "بيج بن"، ويجلب التابوت إلى دير وستمنستر، حيث سيحني 2000 ضيف مدعو رؤوسهم للصلاة.
وبعد القداس، يُنقل التابوت إلى قلعة وندسور ثم أخيرًا إلى كنيسة القديس جورج، حيث من المرجح أن تدفن الملكة إليزابيث الثانية بجوار والدها الملك جورج.
ويمكن القول إنها ستكون الجنازة الأضخم في العصر الحديث والتي يجري متابعتها حول العالم، ونظرًا للعطلات الرسمية المتعددة ونفقات الجنازة واحتفالات التتويج، فإن الاقتصاد البريطاني سيتكلف مليارات الجنيهات.