تجنب «كوميديا من الأخطاء».. كشف هوية منقذ جنازة الملكة إليزابيث
رغم أن جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية تعد واحدة من الأحداث التاريخية التي لا تُنسى، إلا أن الإجراءات الاستثنائية التي رافقتها، لم تمنع حدوث بعض الفوضى خلف الكواليس.
فصحيفة «تلغراف» البريطانية، نقلت مقطعا حصريا من الكتاب الجديد لكاتب السيرة الملكية روبرت هاردمان الذي سلط الضوء على لمحات من هذه الفوضى وعلى الرجل الذي أنقذ الموقف.
وخصص الكتاب بعضا من صفحاته للحديث عن الرجل المسؤول عن مراسم الجنازة وهو إدوارد فيتزالان هوارد، دوق نورفولك الثامن عشر الذي كان يستعد لهذه اللحظة لمدة 20 عاما، منذ أن أصبح إيرل مارشال بالوراثة بعد وفاة والده في عام 2002 ليتولى مسؤولية تنظيم الجنازات الرسمية وافتتاحات البرلمان وحفلات التتويج.
كان الدوق المعروف باسم إيدي نورفولك أكثر اهتمامًا بمهمته من والده مايلز نورفولك الذي كانت مساهمته الوحيدة الدائمة في خطط وفاة الملك هي الاسم، فهو الذي أطلق على العملية «جسر لندن».
عقبات وأخطاء
وبمساعدة من اللفتنانت كولونيل أنتوني ماثر، وضع إيدي نورفولك خطة الجنازة التي وافق عليها في 2015 أمير ويلز -آنذاك- على أن يتولى إدارة العرض بأكمله اللواء كريس غيكا القائد العام لمنطقة لندن، وإلى جانبه رقيب الحامية الرائد في منطقة لندن فيرن ستوكس.
وبحلول الوقت الذي أعلن فيه القصر رسميًا عن وفاة الملكة، كان فريق غيكا ينكب بالفعل على مذكرات التخطيط.
إلا أن العقبة الأولى تمثلت في أن أفراد فرقة عازفي الأبواق الثمانية على متن طائرة متجهة إلى كندا قبل أن يُطلب منهم العودة. وسمحت الخطط بإجراء بروفة واحدة فقط لموكب الجنازة الرسمي بأكمله يوم الخميس 15 سبتمبر/أيلول، وصفها ستوكس بأنها «كانت كوميديا من الأخطاء».
فاستبق مزمار القربة أمره الأول ما جعل العرض بأكمله خارج المسار كما اختفت فرقة بأكملها لأن ضابطها قادهم لنقطة خاطئة، وكاد أحد الضباط أن يسحق، فيما اختفت حافلات لنقل الجنود فضلا عن خطأ في حساب أوقات العرض مما أدى لانفصال مقدمة العرض عن التابوت.
وفي فجر يوم الجنازة قام فيرن ستوكس بأول جولة له عبر طريق الموكب بأكمله للتحقق من كل شيء.
خلل خطير
وتحول تجمع زعماء العالم في القاعة الكبرى بالمستشفى الملكي في تشيلسي إلى خلل دبلوماسي خطير، حيث اتضح أن جميع الوفود لم تتمكن من الوصول إلى دير وستمنستر ومغادرته بسياراتهم الخاصة، وكان الأمر سيستغرق عدة ساعات لذا تقرر ذهاب جميع القادة بالحافلة.
وأثارت الخطة انزعاج فريق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خاصة بعد استثناء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لم يقبل فريقه الأمني سفره إلا في سيارته الليموزين المضادة للقنابل.
ومع انطلاق الموكب للبرلمان، لاحظ ستوكس «خطأ» في الإيقاع أدى إلى خروج من كانوا خلف النعش عن المسار الصحيح، لكنه طلب من الملك بسرعة تصحيح المسار.
وأثارت خطة الجلوس الكثير من التعليقات، حيث جلس بايدن في الصف الـ14 خلف العائلة المالكة ويسبقه نظيره البرازيلي، في حين جلس رئيس وزراء كندا جاستين ترودو أقرب لأفراد العائلة.
وكان السر في ذلك، يتمثل في تطبيق بعض قواعد البروتوكول الراسخة؛ فممثلو الكومنولث الـ14 من كندا إلى توفالو جلسوا أولا، وبعدهم جرى ترتيب الحضور وفقًا للترتيب الأبجدي للدول.
وشعر إيرل مارشال بالقلق بسبب سرعة تحرك البحرية الملكية مقابل الجيش، كما كان يخشى تأخر التابوت 32 دقيقة بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى قوس ويلينغتون في هايد بارك كورنر للقاء الجثمان.
وبالنسبة للمسيرة الأخيرة شعر إيدي نورفولك بالذعر، لأن بعض المسؤولين كانوا يستعدون لإبلاغ الملك بأن الجنازة ستحتاج إلى تأجيل لمدة نصف ساعة بسبب تأخر المغادرة من لندن وهو ما رفضه مؤكدا ضرورة الالتزام بالبرنامج.
ومع إزالة تاج الدولة الإمبراطوري من التابوت، قال ايرل مارشال: «شعرت بشعور غريب (..) شعرت بالارتياح لأن الأمر قد انتهى بطريقة ما».
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA==
جزيرة ام اند امز