من الحرب العالمية لأوكرانيا.. محطات تاريخية عاصرتها الملكة إليزابيث
نحو قرن من الزمن عاشته إليزابيث الثانية بينها 70 عاما على العرش عاصرت خلالها صراعات امتدت من الحرب العالمية الثانية إلى أوكرانيا.
مسار حياتي طويل راكمت خلاله ملكة بريطانيا أحداثا مفصلية في التاريخ المحلي والعالمي، وعاصرت خلاله 6 من أكبر الحروب والنزاعات، وفق صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
نشأت إليزابيث الثانية على خلفية الحرب، حيث مرت معظم سنوات مراهقتها خلال الحرب العالمية الثانية. وبعدما أصبحت الملكة عام 1952، كانت على رأس البلد وسط العديد من الصراعات العالمية، أحدثها الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/ شباط الماضي.
الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)
شهدت الملكة إليزابيث الثانية الحرب العالمية الثانية عندما كانت مراهقة خلال حكم والدها جورج السادس.
في البداية، تم إجلاء الأميرة إليزابيث وشقيقتها مارجريت من قصر باكنجهام إلى قلعة وندسور، وتحدثت الأميرة الشابة مع زملائها الأطفال الذين تم إجلاؤهم حول العالم عبر "بي بي سي" وهي بعمر 14 عاما.
وبعمر 18 عاما، أصرت الملكة على لعب دورها في جهود الحرب بالانضمام إلى الفرع النسائي بالقوات المسلحة.
وفي يوم النصر بأوروبا عام 1945، كانت إليزابيث ومارجريت بين الحشود في لندن الذين يحتفلون بنهاية الصراع المدمر الذي استمر ستة أعوام وشهد فقدان الكثيرين لحياتهم.
أزمة السويس (1956 - 1957)
خلال السنوات الأولى لحكم الملكة، شهدت غزو المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل لمصر لاستعادة السيطرة على قناة السويس، المركز العالمي لمرور التجارة.
وسيطرت القناة على ثلثي النفط الذي تستخدمه أوروبا، وأممها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
وواجه التحالف الإسرئيلي الفرنسي البريطاني ضغوطا كبيرة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للانسحاب، وهو ما رضخ له في النهاية بالكامل بحلول ربيع عام 1957.
وأدى النزاع إلى فشل محرج للملكة المتحدة، وسرعان ما تبع ذلك استقالة رئيس الوزراء المحافظ –آنذاك- أنطوني إيدن.
صراع طائفي (1968-1998)
اجتاح صراع طائفي أيرلندا الشمالية لثلاثة عقود. وأراد الاتحاديون –الذين كانوا في معظمهم من أتباع مذهب البروتستانت– أن تبقى أيرلندا الشمالية جزءًا من المملكة المتحدة، في حين أراد القوميون –ومعظمهم من الكاثوليك– أن تكون جزءًا من جمهورية أيرلندا.
وقتل ما يقدر بـ3600 شخص وأصيب الآلاف آخرين بجروح من كلا جانبي الصراع، وانتشرت حوادث إطلاق النار والعنف والتفجيرات.
وتأثرت العائلة الملكية مباشرة بالصراع، حيث قتل عم الأمير فيليب، لورد ماونتباتن، بعد انفجار قنبلة زرعها الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت بقارب الصيد الخاص به بالبحر في مولاغمور بمقاطعة سليغو.
وفي عام 1998، تم توقيع اتفاق الجمعة العظيمة (اتفاق بلفاست)، ما مهد الطريق لنظام الحكومة المفوضة في أيرلندا الشمالية على أساس مبدأ تقاسم السلطة.
وفي عام 2011، تلقت الملكة والأمير فيليب دعوة لزيارة أيرلندا من الرئيس ماري ماكاليز، ليمثل ذلك المرة الأولى التي تزور فيها الملكة جمهورية أيرلندا على الإطلاق.
حرب الفوكلاند (1982)
خلال فترة تولي مارجريت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا، اندلع الصراع بعدما ادعت الأرجنتين السيادة على إقليم ما وراء البحار البريطاني، جزر فوكلاند، وهو أرخبيل في جنوب المحيط الأطلسي.
وأرسلت الحكومة البريطانية البحرية الملكية للتدخل، وبعد 74 يوما من القتال، استسلمت الأرجنتين.
وخدم ثاني أبناء الملكة، الأمير أندرو، خلال الصراع كطيار مروحية في البحرية الملكية.
حرب أفغانستان (2001 - 2021)
في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة التي شنها تنظيم القاعدة، غزت القوة العظمى العالمية أفغانستان بعدما رفضت حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن، زعيم التنظيم.
وانضمت المملكة المتحدة إلى واشنطن مع دول حليفة أخرى، وتمت الإطاحة بعد ذلك بطالبان من السلطات واحتفظت المملكة المتحدة بوجود عسكري في المنطقة لعدة سنوات.
لكن في عام 2021، انسحبت قوات الجيش الأمريكي والبريطاني من أفغانستان وعادت البلاد إلى سيطرة طالبان.
حرب أوكرانيا (2022 إلى الآن)
أثارت الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا إدانة دولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي مارس/آذار الماضي لم ترسل المملكة المتحدة قواتها المسلحة إلى البلد، لكن تعهدت الحكومة بتقديم 220 مليون جنيه إسترليني لدعم أوكرانيا حتى الآن.
وانتقد أكبر أبناء الملكة الأمير تشارلز الحرب الروسية، واصفا إياها بالهجوم "على الديمقراطية وعلى الحرية نفسها."