رحلة البحث عن الكمأة.. تقليد سعودي يزدهر في موسم الأمطار
السعوديون يتتبعون الفقع أو ما يعرف بالكمأة في الصحراء عقب موسم "الوسم" الذي يتميز بغزارة أمطاره
في موسم ”الوسمي“ بالمملكة العربية السعودية تتجه العيون نحو السماء، انتظاراً لأمطار تستخرج رزق الناس من الأراضي الصحراوية والجافة، وتنمي نباتاً يصل سعر الكيلوجرام الواحد منه لمئات الريالات، إنه الـ"الفقع" أو ما يعرف بـ"الكمأة".
وتعد الشهور الأولى من العام فترة حصاد الكمأة، وتلي موسم "الوسم" المميز بكثافة الأمطار وغزارتها، ويظهر الفقع في وقت أبكر من ذلك إن كانت الأمطار غزيرة وارتفع منسوبها خلال "الوسم".
والكمأة هو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويستخدم كطعام.
وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 جرام، ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وينمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري.
ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضها حتى يكون في حجم حبة البندق، أو يكبر ليصل حجم البرتقالة.
ونقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هذا العام أجواء حصاد الفقع وجمعه وبيعه، حيث شاركوا صوراً للكمأة الصحراوية ذات الأحجام والأشكال المختلفة والألوان التي تتدرج ما بين الأبيض والأسود.
وعلى الهاشتاق الخاص بحصاد الفقع للعام الجاري، كتب مغردون على تويتر نصائح وإرشادات للبحث على الفقع وإيجاده بسهولة.
ويستمتع المواطنون بالبحث عن الفقع بالمشي مسافات طويلة بحثاً عنه حتى يجد التشققات على سطح الأرض التي تدل عليه، وتسمى "الفقاعة" وهو ما يسهل من عملية البحث عنه.
وشكل جمع الفقع هذا العام مناسبة اجتماعية شاركت بها شخصيات مهمة من المجتمع، من أئمة وخطباء وأعلام الدولة، منهم إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد.
ولم تكن أسطورة البرق هي الوحيدة المحيطة بنبات الفقع، فقد اعتقد اليونان قديماً أن الكمأة تمنح الصحة الأبدية للجسم والروح معاً.
وبسبب شكلها المختلف وقصر موسم جمعها وغرابة طعمها فاقتصر انتشارها لفترة طوية بين الطبقات النبيلة لمختلف الشعوب، بدءاً من اليونان والرومان.
وعلى الرغم من المبالغة المحيطة به إلا أن لنبات الفقع فوائد كثيرة لصحة الجسم لغناه بمضادات الأكسدة والألياف النباتية، وكذلك المعادن المهمة لنشاط الجسم وحيويته.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA=
جزيرة ام اند امز