قصي منير لـ"العين الرياضية": كأس آسيا وحدت العراق.. وأتمنى تدريب الأسود

عند أقاصي البلاد، وتحديدا بالمنطقة الراسية على شط العرب، في مدينة البصرة، كانت الكرة العراقية على موعد مع ولادة نجم شارك في صناعة تاريخ سيظل خالدا في ذاكرة الجماهير.
إنه قصي منير، اللاعب العراقي الدولي السابق، والذي ولد عام 1981، وبدأ مشواره من الفرق الشعبية مستفيدا من نبوغ مهاراته في التعامل مع الكرة، قبل أن ينضم بعدها لناشئي وأشبال نادي النفط بالعاصمة بغداد، ليمثله فيما على مستوى الفريق الأول.
مثل منير الكثير من الاندية العراقية ضمن الدوري الممتاز، بينها الصناعة والقوة الجوية والزوراء، فضلاً عن مشاركته مع منتخبات الفئات السنية والمنتخبين الأولمبي والوطني في حصد الكثير من الألقاب وتحقيق الإنجازات.
لقب باللاعب الخلوق، وأطلق عليه "الغزال الأسمر" كناية عن لون بشرته، وتميز بأدائه العالي وانضباطه التام داخل الملاعب، مما جعل الجماهير تعشق لمساته وتتابع جولاته وهو يصول خلال المستطيل الأخضر.
خاض رحلة احترافية بدأت في نادي الخور القطري بأداء متميز نال إعجاب المدربين والجماهير، انتقل بعده لنادي الحزم السعودي، قبل أن يحط الرحال في الشارقة الإماراتي، ويعود بعدها إلى الدوري القطري عبر بوابة نادي قطر، الذي لعب معه على فترتين، قبل أن يختتم مسيرته متنقلا بين الأندية العراقية وآخرها الزوراء.
"العين الرياضية" أجرت مقابلة خاصة مع الدولي العراقي قصي منير، من أجل استعراض أبرز كواليس مسيرته الكروية، ومعرفة خططه المستقبلية في الكرة العراقية.
قصي منير.. انطلاقة شعبية
تحدث قصي منير في حواره مع "العين الرياضية" عن بداياته، حيث قال: "كانت الانطلاقة من صغر سني، حيث الرغبة والهواية والشغف بكرة القدم، حين كنت أمارسها مع أبناء المنطقة، ومن ثم انضممت إلى أحد الفرق الشعبية آنذاك، لتتطور الأمور فيما بعد، وأتحرك صوب الأندية الرسمية".
وعن أبرز من وقفوا وراءه خلال مشواره الرياضي، قال قصي: "هنالك الكثير من الأسماء الذين ساندوني وساعدوني فيما وصلت إليه، وفي مقدمتهم الأهل الذين صبروا وكابدوا معي العناء والجهد وعاشوا معي الانتصار والخسارة، فضلا عن أصدقاء وأحبة رافقوني خلال ذلك المشوار".
وعن ذكرياته مع التتويج بكأس آسيا 2007، بعد مرور نحو 15 عاما على الحدث التاريخي، قال نجم منتخب العراق السابق: بالتأكيد ما حصل لم يكن حدثا عابرا أو إنجازا كبقية الإنجازات التي حققتها الكرة العراقية، وإنما أستطيع القول إنه صفحة مختلفة ولحظة وضاءة كان لها أن تبقى كسارية بين انتصارات المنتخبات العراقية".
وأضاف: "مع أهمية البطولة القارية وأن يكون العراق أسيادا لها فإنها في الوقت ذاته جاءت في توقيت كانت البلاد فيه تعيش حرباً أهلية طاحنة، مما جعل الظفر بالكأس وفرحة الفوز بها يسهمان بشكل كبير في إطفاء نيران الفتنة، والعودة بوشائج المحبة والوئام بين أبناء الشعب الواحد".
وبشأن أبرز الألقاب التي يعتز بها في مسيرته قال قصي منير: "هنالك الكثير من الإنجازات التي حصلنا من خلالها على ألقاب وجوائز، وهي جميعها جاءت نتيجة جهود جماعية، لكن يبقى بعضها له وقع خاص، مثل بطولة الصداقة التي أقيمت بالمملكة العربية السعودية، وكذلك حصولنا على المركز الرابع بأولمبياد أثينا".
ويختتم منير حواره بالتأكيد على أن حلمه الأكبر حاليا هو تدريب منتخب العراق، حيث يقول "لا يزال الطموح متاحاً وينبض بالإرادة والإصرار، وأنا أخوض مشوار التدريب، خصوصاً أن تلك الرحلة تكللت بالنجاح مع فريق الديوانية بعد تحقيق لقب دوري الدرجة الأولى، وكذلك مع نادي الصناعة".
وأضاف: "لكن رغم كل ذلك يبقى الحلم الأكبر والغاية والمبتغى هو تدريب منتخب أسود الرافدين العراقي في أقرب فرصة ممكنة".