أسماك الأرنب تغزو بحر غزة
الأجزاء الداخلية لسمكة الأرنب تحتوي على مادة سمية خطيرة تسمى "التيدرودوتاكسين" تتواجد في الكبد والمناسل والرأس وبكميات ضئيلة تحت الجلد
لحمها طري لذيذ لكنه يحتوي على مادة سمية قاتلة، هذا هو حال سمكة الأرنب، التي باتت مُلاحقة في أسواق غزة وممنوع صيدها.
وأثارت حالة وفاة وعدد من الإصابات في صفوف عائلات فلسطينية بغزة، نتيجة التسمم من تناول سمكة الأرنب، المخاوف من مخاطرها، في ضوء عدم توفر معرفة كافية بطريقة تنظيفها وتجهيزها، ما دفع وزارة الزراعة والجهات المشرفة على الصيد لمنع صيدها وملاحقتها في الأسواق.
وفاة وحالات تسمم
ورغم أن وزارة الصحة بغزة ترفض رسمياً تأكيد نبأ وقوع حالات تسمم، وربطها بتناول سمكة الأرنب، لكن مصادر طبية أكدت وفاة سيدة فلسطينية، تبلغ من العمر 26 عاماً، الخميس، متأثرة بإصابتها بحالة تسمم غذائي، نتيجة تناول سمكة الأرنب، منذ 12 يوماً.
ووفق المصادر، فإن العديد من المواطنين أصيبوا خلال الأسابيع الأخيرة بالتسمم من تناول سمكة الأرنب، منهم عائلة مكونة من 5 أفراد بينهم طفل 3 أعوام، أصيبوا بالتسمم بعد ساعات من تناولهم سمك الأرنب، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى، وتماثل 4 منهم للشفاء، في حين بقيت الأم حتى وفاتها.
وتوالت حالات التسمم التي يجري التحدث بشأنها بشكل غير رسمي في الأوساط الطبية، ما دفع بلديات قطاع غزة إلى إطلاق حملات توعية للتحذير من شراء وتناول سمك الأرنب "السام".
وافدة من البحر الأحمر
ويوضح زكريا بكر، مسؤول لجان الصيادين، أن سمكة الأرنب عادة تكون موجودة في البحر الأحمر، وقدمت إلى البحر المتوسط وتكاثرت مع سنوات الحصار التي منع فيها الصيادون من الصيد بمسافات واسعة في البحر.
وقال بكر لـ"العين الإخبارية": "السمكة تحمل اسم الأرنب، لأن رأسها يشبه رأس الأرنب، وهي منقطة وتأتي بألوان مختلفة منها الأحمر والأزرق والبني، وكذلك بأحجام مختلفة".
وأشار إلى أن الصيادين لا يتعمدون صيدها، ولكنها تخرج معهم في الشباك، مؤكداً وجود قرار سابق بمنع بيعها في الأسواق المحلية.
ووفقاً لما أوضحه "بكر" فإن كبد السمكة وأوعيتها الدموية بها نوع من السموم، وبالتالي فالتعامل الخاطئ مع تنظيفها يؤدي إلى التسمم، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
وبيّن أن القرار الأخير جاء ثمرة اجتماع للجهات المعنية بالصيد والصحة، وتقرر منع الصيادين من إخراجها من البحر بشكل أساسي.
ونبه إلى أن هذا النوع من السمك طعمه لذيذ، وهناك أشخاص يفضلونه، وهو يضاهي سمك اللكّس، ولكن هناك جهل في آلية تنظيفه.
وقال الدكتور عبدالفتاح عبدربه، الخبير في العلوم البيئية، إن هذه الأسماك تحتوي على غدد تفرز مواد سامة في أوعيتها الدموية والكبد، وتؤدي للتسمم بعد أكلها، حيث دفعها تغير المناخ العالمي للاستقرار والتكاثر في البحر المتوسط، واحتلت المكان.
وأشار إلى أن هذه الأسماك ممنوعة في العديد من الدول العربية بعد تسمم مواطنين بسببها، وهي عادة تطهى على يد طباخين مهرة في المطاعم العالمية، بعد قيامهم بمعرفة تواجد مكان السم وإزالته ومن ثم طهي هذا النوع من الأسماك نظراً للذة لحومها.
دائرة الثروة السمكية في وزارة الزراعة بغزة دعت في بيان لها المواطنين إلى ضرورة عدم شراء "سمكة الأرنب" واستهلاكها، وذلك لخطورتها التي حذرت منها مراراً وتكراراً.
وقالت إنها قامت بالتعاون مع الجهات المختصة بعدة إجراءات، في مراسي الصيادين، وتم من خلالها إتلاف كميات كبيرة من "أسماك الأرنب".
ووفقاً لوزارة الزراعة، فإن الأجزاء الداخلية لسمكة الأرنب تحتوي على مادة سمية خطيرة تسمى "التيدرودوتاكسين"، تتواجد بكمية كبيرة في الكبد والمناسل والرأس، وبكميات ضئيلة تحت الجلد.