إضراب عن الطعام ومقاطعة التحقيقات.. حيل الغنوشي تنفد والخناق يضيق
جميع حيل زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي ومناوراته باءت بالفشل، فإضرابه عن الطعام لم يفلح، فيما لم تنجح مناورته بمقاطعة التحقيقات في استدرار العطف.
أراد الغنوشي اللجوء إلى حيل لطالما استخدمتها الكثير من قيادات التنظيم، من ذلك إعلانه، الإثنين، الدخول في إضراب عن الطعام، وإن يشكك كثيرون في صحة الخطوة.
لكن حين أدرك أن دفاتره المفتوحة أمام التونسيين تحكم على جميع محاولاته بالفشل، فك إضراب الجوع، حيث قال محاميه مختار الجماعي إن موكله فكّ إضراب الجوع لـ"ضعف قدراته الجسدية وبعد تدخل من هيئة الدفاع والعائلة".
وأضاف الجماعي، في تصريحات إعلامية، أن الغنوشي "لا يزال يخوض إضرابا آخر يتمثل في مقاطعة الجهات القضائية".
ومنذ 26 أبريل/نيسان الماضي، قرر الغنوشي مقاطعة كافة جلسات التحقيق، سواء أمام النيابة العامة أو القضاة، وحتى أمام الدوائر بالمحاكم المعنية بالأمر.
ويواجه الغنوشي، الذي يقبع في السجن منذ 19 أبريل/نيسان الماضي، 10 قضايا، بينها التآمر على أمن الدولة، والتخابر، والاغتيالات السياسية، والجهاز السري للإخوان وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر، وتبييض الأموال.
حقيقة مخيفة
يرى مراقبون أن راشد الغنوشي امتنع عن المثول أمام قاضي التحقيق لاستجوابه في عدة قضايا يشتبه بتورطه فيها، أبرزها قضايا الجهاز السري لحركة النهضة والاغتيالات السياسية والفساد المالي، خوفا من الاعتراف بالحقيقة، وفي محاولة لإظهار نفسه كضحية.
يقول عبدالرزاق الرايس، المحلل السياسي التونسي، إن "جميع حيل الغنوشي لكسب التعاطف الشعبي فشلت، حيث لم يؤثر قراره بالإضراب عن الطعام في الرأي العام المحلي ولا الدولي".
ويضيف الرايس، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "لم يتبق له سوى مقاطعة جلسات الاستجواب والتحقيق، تهربا من كشف الحقيقة على الرغم من أنها أصبحت واضحة للجميع".
ولفت إلى أن "حركة النهضة (المظلة السياسية لإخوان تونس) تجيد خطاب المظلومية وعادت إليه منذ انحشارها في الزاوية وسحب البساط من تحت أقدامها".
خطاب المظلومية
بحسب الخبير فإن "الإخوان عادوا إلى تسويق خطاب المظلومية الذي دأبوا عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي، في محاولة لكسب عطف التونسيين، حيث اختاروا إضفاء طابع سياسي على القضايا التي تحاصر الغنوشي وعددا من قيادات الحركة".
وتابع أن "الغنوشي وجماعته ليسوا مساجين سياسيين، فأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء وهم متورطون في قضايا إرهابية وفساد مالي وتبييض أموال والتآمر والتخابر".
وأكد أن "الغنوشي يُحاسب على جرائم ارتكبها في حق البلاد والعباد، وأن مقاطعته الاستجوابات لن تقدم أو تؤخر شيئا من الواقع، لأن جميع القرائن والأدلة تدينه".
وختم الرايس بالقول إن "النهضة تحاول من خلال مهاجمتها الدولة العودة إلى المشهد السياسي، متجاهلة لفظ التونسيين لها وتحميلهم إياها مسؤولية تأزيم الأوضاع السياسية والاجتماعية على امتداد أكثر من عشر سنوات قضتها في السلطة".