تقرير مفوضية الأمم المتحدة للهجرة وحقوق الإنسان يكشف أنه يعيش حاليا نحو 258 مليون شخص خارج أوطانهم، ما يعادل 3 في المئة من سكان العالم.
حوادث إرهابية وخيمة شهدها العالم في الفترة الأخيرة، نذكر منها اثنين على سبيل المثال لا الحصر. الأول الهجوم على المصلين المهاجرين في مسجد في نيوزيلندا الذي راح ضحيته أكثر من 100 قتيل وجريح، والآخر حصل منذ أيام قليلة؛ حيث فتح إرهابي لم يبلغ 21 سنة من العمر النار على من سموا بـ«متسوقين داخل مركز تجاري»، وكان معظمهم من المهاجرين المكسيكيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب شدة الفقر والبحث عن الحياة الكريمة.
إذا عدنا إلى الأسباب التي تقف وراء التهديدات التي تطال المهاجرين والتي تدفع المجرمين الإرهابيين لشن الحرب عليهم وقتلهم نجدها كثيرة، وأحد هذه الأسباب هي الخطابات المنتشرة حول العالم من قادة وزعماء ومسؤولين حرضوا على اضطهاد المهاجرين.
حسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة للهجرة وحقوق الإنسان، يعيش حالياً نحو 258 مليون شخص خارج أوطانهم، بما يعادل 3 في المئة من سكان العالم، ويشكل المهاجرون سنوياً أعداداً كبيرة يتدفقون من مختلف أنحاء العالم، وبمختصر العبارة يهاجرون من أوطانهم بحثاً عن حياة كريمة ومستقرة بعيداً عن الفقر أو النزاعات والحروب، فمن سوريا يتدفق المهاجرون إلى أوروبا بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها بلادهم، والتي سوف تكمل 10 سنوات في مارس 2021 أي عقداً كاملاً، فالسوريون المهاجرون إلى أوروبا وبقية دول العالم هم ضحايا حرب لا ترحم، وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تعلن أنها تحافظ على حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، إلا أن بعضها يتمادى على حقوق هؤلاء المهاجرين الذين هاجروا فراراً من نيران الحرب والمنظمات الإرهابية التي جعلت من سوريا مقراً لها، بل استغلتهم وعاملتهم بقسوة، وفي نهاية المطاف يتهددهم الإرهاب المقنع بثوب العنصرية، فالسوريون اليوم عرضة لمثل هذه الجرائم الإرهابية العنصرية، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي نراها في واقعنا اليوم، فكثير من المهاجرين من شمال أفريقيا اليوم يفقدون أرواحهم على متن قوارب الموت المتوجهة إلى سواحل أوروبا، إذ يموت 99% منهم في البحر أو على الشواطئ، وللأسف فإن الأعداد في تزايد.
وإذا عدنا إلى الأسباب التي تقف وراء التهديدات التي تطال المهاجرين، والتي تدفع المجرمين الإرهابيين لشن الحرب عليهم وقتلهم نجدها كثيرة، وأحد هذه الأسباب هي الخطابات المنتشرة حول العالم من قادة وزعماء ومسؤولين حرضوا على اضطهاد المهاجرين، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في أول خطاباته الشعبوية حين أعلن ترشحه في الانتخابات الأمريكية: "لن أسمح بدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، ولا ينسى العالم أنه صاحب مشروع "الجدار المكسيكي" الذي سوف يفصل الحدود المكسيكية الأمريكية، فإذا تبنى قائد أكبر دولة في العالم مثل هذه الأنواع من الخطابات، فإن الإرهابيين الذين يقتلون بدافع العنصرية القادمين من أمريكا اللاتينية والمكسيكيين بالأخص، يرون الخطابات الشعبوية تعبر عنهم. وقد قال سفاح "إل باسو" الإرهابي الذي قتل أكثر من 20 شخصاً في مركز تجاري: "إنه لا علاقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجريمته العنصرية، إلا أن المراقبين يؤكدون أن هذا السفاح لم يكن ليتجرأ على عمله الإرهابي وقتل الأبرياء لو لم يكن متأثراً بالخطابات العنصرية".
أما السبب الثاني وراء هذه التهديدات، فهو أن قوانين الدول الأوروبية والأمريكية في أغلبية الولايات لا تسمح بحكم الإعدام الذي يردع القتلة ويطهر هذه المجتمعات من قتل الأبرياء بدافع العنصرية، والسبب الثالث وللأسف هو أن الحكومات في هذه الدول تسمح بحيازة السلاح أو بيعها في السوق السوداء، وهو ما يؤدي إلى أن تكون في متناول أيدي الإرهابيين بكل سهولة، ويستطيعوا أن يرتكبوا جرائمهم الإرهابية دون رحمة أو تمييز بين طفل وآخر.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة