عنصرية تركيا.. اللغة الكردية كادت تقتل جنديا على يد زملائه
الجندي المصاب أجرى عملية جراحية، وبعد خروجه التقى مسؤولين من وزارة العدل ورئاسة أركان الجيش التركي، دون الحصول على حقه
تعرض أحد الجنود بالجيش التركي، للاعتداء على يد زملائه، الذين اتهمهم بمحاولة قتله بسبب حديثه باللغة الكردية، فيما قال له قائده في الوحدة "أنت إرهابي".
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار" التركية المعارضة، الثلاثاء، وتابعته "العين الإخبارية"، تعرض الجندي دوغان تشاتين للاعتداء من قبل زملائه بالجيش في 15 أغسطس/آب الماضي.
وأوضح الجندي، بحسب ما نقلته الصحيفة، أنه تعرض لمعاملة عنصرية وضرب مبرح من قبل زملائه في الوحدة العسكرية بولاية أدرنة، شمال غربي البلاد، بسبب تحدثه باللغة الكردية ودفاعه عن تدريسها.
الاعتداء على الجندي "تشاتين" تم بأخمص السلاح، ما تسبب له في كسور في عظام الجبهة والأنف، وشروخ في القفص الصدري، وتورم في منطقة الفخذ.
ولفت الجندي المصاب أنه أجرى عملية جراحية، وبعد خروجه التقى بمسؤولين من وزارة العدل ورئاسة أركان الجيش التركي، إلا أنه لم يحصل حقه أو أي نتائج، ما دفعه للتقدم ببلاغ ضد المتسببين في الحادث.
واتهم تشاتين زملائه بمحاولة القتل عن طريق الضرب المبرح، وتعمد الإصابة، والسخرية، والتهديد، والسب والقذف، وتلفيق التهم، والعنصرية العرقية، كما ذكر أن قائده في الوحدة قال له "أنت إرهابي".
يذكر أن الحكومة التركية تحظر استخدام اللغة الكردية للدراسة حتى في مدارس المدن ذات الأغلبية الكردية، كما تحظر تعليق أي لافتات تحمل كلمات أو عبارات كردية، بالإضافة إلى حظر تدريس اللغة الكردية في مراكز اللغات.
مقتل طفل كردي
الصحيفة أشارت إلى أن العنصرية في تركيا لم تتوقف عند هذا الحد، وأشارت إلى تعرض طفل كردي يبلغ من العمر 16 عامًا قادمًا من سوريا، للقتل هو الآخر من خلال طعنه بعدة طعنات في ولاية سامسون، شمالي البلاد، الإثنين.
الطفل يدعى أيمن همامي، قتل على يد مجموعة من الشباب الأتراك لمجرد كونه كرديا، وعائلته تطالب السلطات القضائية بالقصاص لنجلها وسرعة ضبط الجناة ومحاكمتهم.
الطفل الكردي السوري كان يعمل في أحد المخابز، ويعيش في ولاية سامسون منذ 9 سنوات، وقتل على يد مجموعة من الشباب الأتراك لا يقل عددهم عن 20 شخصًا.
ويعاني الأكراد في تركيا من الاعتداءات العنصرية في ظل سياسات عدائية تحريضية تجاه الأكراد ينتهجها الحزب الحاكم في تركيا، العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولعل آخر تلك الاعتداءات ما تعرضت له مجموعة من العمال الأكراد على يد أتراك أثناء انتقالهم من ولاية مادرين إلى ولاية صقاريا قبل نحو أسبوع، حيث تم ضربهم وتهديدهم بالقتل، وتم اعتقال المتورطين في هذه الاعتداءات، لكن أطلق سراحهم فيما بعد دون أي إجراءات بحقهم.