ذكرى أزمة رادس.. مباراة غيرت ملامح البطولات الأفريقية
مرور عام كامل بالتمام والكمال على أزمة ملعب رادس الشهيرة في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 بين الترجي التونسي والوداد المغربي
رغم مرور عام بالتمام والكمال على ذكرى أزمة ملعب رادس الأولمبي في تونس، إلا أن أحداث وكواليس المباراة الشهيرة بين الترجي التونسي والوداد المغربي، في نهائي دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، لم تنته حتى الساعة.
في 31 مايو/أيار من العام الماضي، التقى الفريقان في ضيافة الترجي، في إياب الدور النهائي للمسابقة الأضخم على صعيد أندية القارة السمراء، بعد انتهاء مباراة الذهاب في الدار البيضاء بالتعادل الإيجابي 1-1.
الترجي كان بحاجة للفوز بأي نتيجة أو حتى التعادل السلبي لضمان التتويج باللقب، للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، بينما دخل الوداد المباراة بهدف الانتصار فقط بحثا عن النجمة الأفريقية الثالثة.
ذهاب مثير
مباراة الذهاب لم تسلم من الأحداث المثيرة، وشهدت اعتراضات كبيرة من جانب لاعبي وجماهير الوداد على الحكم المصري جهاد جريشة، الذي تلقى اتهاما بالتغاضي عن احتساب ركلة جزاء وهدف صحيحين من وجهة نظر الفريق المغربي.
الترجي تقدم بهدف قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، حمل توقيع لاعب الوسط الإيفواري فوسيني كوليبالي، وأدرك الوداد التعادل في الدقيقة 79 بواسطة الشيخ كومارا لتنتهي المباراة 1-1، ويتأجل الحسم لحين لقاء العودة.
تقنية الفيديو
احتشد جمهور الترجي في كافة أرجاء ملعب رادس خلال موقعة العودة، لدعم ومساندة لاعبيها أملا في الاحتفاظ باللقب، والاستمرار على عرش كرة القدم الأفريقية، وتقدم الفريق بواسطة لاعبه الجزائري السابق يوسف بلايلي (ق 42) ليشعل المدرجات.
وفي الدقيقة 59، ارتقى وليد الكرتي مهاجم الوداد ليودع الكرة في شباك الترجي مانحا فريقه التعادل، قبل إلغاءه بقرار من حكم الساحة، الجامبي بكاري جاساما بداعي التسلل، لتبدأ بعدها أحداث مثيرة.
كان من المفترض أن يلجأ جاساما لتقنية الفيديو المطبقة في المباراة النهائية، لحسم الجدل الدائر حول صحة الهدف ومن ثم استئناف اللعب، ولكن الجامبي استقر في مكانه وسط الملعب وسط دهشة من الجميع.
اتضح لاحقا أن تقنية الفيديو معطلة، وبالتالي لم يتمكن حكم المباراة من اللجوء إليها للتأكد من صحة الهدف، وتوقف اللعب بعدها مع نزول مسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم برئاسة أحمد أحمد وكذا ممثلي الناديين إلى أرض الملعب، وتطور الأمر حتى تم إلغاء اللقاء واعتبار الترجي متوجا باللقب وتسلم لاعبوه الميداليات.
تصعيد مغربي
لم يقف مسؤولو الوداد مكتوفي الأيدي أمام تلك الواقعة وقرروا اللجوء إلى الاتحاد الأفريقي ومن ثم المحكمة الرياضية للمطالبة بحقهم في التتويج باللقب، باعتبار أن تعطل تقنية الفيديو أمر يخص الجانب التنظيمي للفريق المضيف.
في المقابل، أكد عدد من المنتسبين لنادي الترجي ما بين لاعبين وإداريين، أن فريق الوداد كان على علم بتعطل تقنية الفار قبل انطلاق المباراة، ووافقوا على خوض اللقاء دون أي مشاكل، قبل هدف الكرتي، وهو ما نفاه نجوم بطل المغرب جملة وتفصيلا.
ورغم مرور عام كامل على تلك الواقعة، إلا أنها ما زالت حاضرة وبقوة في الشارع الرياضي بالمغرب وتونس أيضا، وكذلك لدى محكمة التحكيم الرياضي "كاس".
وعقدت قبل يومين آخر جلسات "كاس" لمناقشة الأزمة وشهدت تواصل كافة الأطراف بواسطة تقنية الفيديو، وأشارت تقارير مغربية إلى أن أحمد أحمد رئيس الكاف اعترف صراحة بتلقيه تهديدات من مسؤولي الترجي إذا لم يتوج الفريق باللقب وقتها.
التقارير أشارت أيضا إلى أن كونستان عوماري نائب رئيس الكاف، أدان وبشدة ما حدث في المباراة، مشيرا إلى أن الأهلي المصري أيضا واجه نفس الأزمة على الملعب ذاته قبل عامين، من حيث سوء المستوى التنظيمي والأمني.
كما برأ الموريتاني أحمد ولد يحيى مراقب المباراة الشهيرة، فريق الوداد من الانسحاب بسبب تقنية الفيديو، لافتا إلى أن رئيس الكاف هو من طالب الحكم جاساما بإنهاء اللقاء.
الجانب الآخر، نادي الترجي ممثلا في رياض التويتي رئيس اللجنة القانونية المكلفة بالدفاع عنه في القضية، رفض تلك الاعترافات لافتا إلى أن "الشهادات التي تم الإدلاء بها غير نزيهة على الإطلاق".
وأفادت التقارير المغربية بأن "كاس" بصدد اتخاذ القرار النهائي يوم الثلاثاء المقبل، بعد الاطلاع على كافة الشهادات.
قرار تاريخي
يمكن القول إن تلك المباراة أسهمت بدرجة كبيرة في تغيير بعض من ملامح البطولات الأفريقية للأندية، بعد أن استقر الكاف على عدد من القرارات لمنع إثارة هذا الجدل مجددا.
الاتحاد الأفريقي استقر بصفة نهائية على إقامة الدور النهائي لبطولتي الأندية "دوري الأبطال والكونفدرالية" من مباراة واحدة على غرار المسابقات الأوروبية، بدلا من نظام الذهاب والعودة.
الكاف قرر أيضا إقامة تلك المباراة على ملعب محايد، يتم اختياره قبل الوصول للأدوار النهائية لمنع وجود أي شبهات تتعلق بمجاملة فريق على حساب الآخر.
وكان من المقرر أن يقام نهائي النسخة الحالية لأبطال أفريقيا في الكاميرون، بينما كانت المغرب تستعد لاستقبال المباراة الختامية لبطولة الكونفدرالية، قبل توقف النشاط جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز