الراديو.. "رفيق الكادحين" في إثيوبيا
الراديو يلقب في إثيوبيا بالـ"الشاهد القيم" على الأحداث التاريخية، ويعد من أدوات التثقيف الذاتي في الريف.
لا يزال الراديو يتمتع بمكانة كبيرة لدي الإثيوبيين رغم التطور التكنولوجي الذي شهدته وسائل الإعلام، فظاهرة حمل المذياع الصغير لا تزال شائعة في إثيوبيا.
ولم تتراجع ثقة غالبية سكان الريف والقرى في دور الراديو في نقل الأخبار والتثقيف، ويتعاظم الشعور بقيمته المعنوية لدي البعض، حيث لا يروق لهم مفارقته ويحملونه كالطفل الصغير، ويعدونه ضمن أفراد البيت بل يصل الأمر إلى وضعه في غطاء خاص نظرا لبرودة أجواء إثيوبيا.
ويلقب الراديو في إثيوبيا بـ"الشاهد القيم" على الأحداث التاريخية، ويعد من أدوات التثقيف الذاتي في الريف بشكل خاص، ولم يقل اعتماد الدولة عليه في ترسيخ قيم المجتمع.
وتقول يني نيش أوقي، بائعة كتب: "الراديو هو مصدري الأول للحصول على الأخبار، فالراديو هو غذاء العقل في كثير من الأحيان يكون الصديق الأقرب لي".
ويذكر فقري فيسا، حارس عقار: "اعتمد على متابعة التطورات في البلاد، ونظرا لطبيعة عملي لا أجد وقتا لمتابعة التلفزيون لذا حمل الراديو هو الأسهل لي ومتابعة برامجه تبعث الهدوء إلى نفسي".
ويصف أبيوت قيزاشو، عامل، الراديو بأنه بـ"رفيق الكادحين من الطبقة الوسطى"، وأكد أنه لا يزال يحتفظ بمكانته التاريخية بينا.
وفي المقابل، فإن أغلب الطبقة الارستقراطية لا تعتمد على الراديو بشكل كبير في متابعاتها للأحداث المحلية والدولية، بل إن البعض منهم وضعه في ذاكرة الماضي، وأصبح ضمن مقتنيات البيت في معظم البيوتات الفاخرة كديكور في الصالونات العامة.
وتشهد تجارة الراديو انتشارا كبيرا في الأسواق العامة، بينما تختفي في المعارض الكبيرة.