بعد انهيار إنتاجها.. أنجولا تبدأ "عصرا جديدا للنفط" بمساندة دولية
أنجولا ثاني أكبر مصدر للنفط في أفريقيا أنتجت في 2018 أقل عدد براميل منذ 10 سنوات وتسعى لتغيير هذا الواقع في ظل اعتمادها الشديد عليه
تعتزم أنجولا إنعاش قطاع النفط لديها بعد انهيار حجم إنتاجها خلال العام الماضي على أدنى مستوى منذ 10 سنوات، فيما يصر الرئيس جواو لورينشو على تغيير الوضع عبر بدء إصلاحات لتحفيز القطاع الحيوي، وهي الإصلاحات التي رحبت بها وتساندها مجموعات النفط الدولية الكبرى.
وعبر جيدو بروسكو نائب رئيس المجموعة الإيطالية "إيني" لأفريقيا جنوب الصحراء عن ارتياحه لهذه الإجراءات. وقال: "دخلنا عصرا جديدا في أنجولا" ثاني دولة منتجة للذهب الأسود في أفريقيا جنوب الصحراء بعد نيجيريا.
- توتال تخطط لحفر آبار نفطية بحرية جديدة في أنجولا
- إنفوجراف.. الإمارات وأنجولا تبحثان زيادة التعاون التجاري والاستثماري
وأضاف بروسكو على هامش مؤتمر عُقد مطلع يونيو/حزيران في العاصمة الأنجولية لواندا: "لقد تجدد اهتمام المستثمرين بالبلاد".
وعبرت توتال الفرنسية، وهي أكبر مجموعة نفطية في أنجولا بإنتاج يبلغ 650 ألف برميل يوميا عن الموقف نفسه.
وأوضح ناطق باسم المجموعة الفرنسية: "هناك بيئة أعمال يمكن أن تقودنا إلى توقيع اتفاقات عديدة قريبا". وأضاف: "نفتح حاليا بشكل واضح صفحة جديدة في التاريخ النفطي لأنجولا".
وقد تغير الوضع بالكامل منذ وصول جواو لورينشو إلى السلطة في 2017 خلفا لجوزي إدواردو دوس سانتوس الذي حكم البلاد 36 عاما.
وورث لورينشو بلدا اقتصاده ضعيف منذ تراجع أسعار النفط الخام في 2014. لكنه يضاعف مبادراته لمحاولة الحد من تراجع الإنتاج.
وتحتل هذه المسألة أولوية لدى أنجولا التي يشكل النفط المصدر الرئيسي لمواردها. وفي 2018، لم يتجاوز الإنتاج 1,5 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات، نتيجة انخفاض الأسعار وتجميد المشاريع الجديدة.
وقال مصدر في القطاع طالبا عدم كشف هويته "كنا في بيئة أسعار منخفضة والشركات تواجه صعوبات في الحصول على ردود من سونانجول (شركة النفط الحكومية) لدفع الملفات قدما".
وقبل أن يبدأ إصلاحات القطاع أجرى جواو لورينشو لأشهر مشاورات في قطاع الصناعة النفطية لتحديد وسائل إنعاش نشاطاته.
وتلقى سلسلة مقترحات تتعلق بالامتيازات الضريبية. وقد أصبحت مدرجة في عدد من المراسيم الرئاسية التي "خلقت جوا مختلفا"، حسب بروسكو.
وتسمح هذه النصوص خاصة بتطوير موارد لم تكن مربحة من قبل وبإعادة إطلاق عمليات الاستكشاف.
ولم تتأخر النتائج كثيرا. فخلال 12 شهرا فقط أعلنت الإيطالية "إيني" عن 5 اكتشافات كما قال غيدو بروسكو.
وأوضح المصدر الذي يعمل في القطاع أنه في ضوء المراسيم الرئاسية "تقوم توتال وشركات أخرى بإعادة تقييم عدد من الملفات التي كانت معلقة لأنها لم تكن مربحة اقتصاديا لكن اليوم يمكن أن تكون مجدية".
وتتعلق هذه الملفات خاصة بالحقول التي تسمى الملحقة الواقعة بالقرب من الامتيازات التي تم استغلالها أصلا.
وأكد آدم بولارد المحلل الخبير في شؤون أفريقيا جنوب الصحراء في مجموعة "وودماك" أن الشركتين البريطانية "بريتش بتروليوم" والأمريكية "اكسون موبيل" تنويان توظيف استثمارات جديدة.
والمبادرة الأخرى للرئيس الأنجولي هي إدخال تغييرات في مجموعة "سونانغول" التي تتمتع بنفوذ كبير، وأكبر جهة تسدد ضرائب للدولة لكنها تواجه صعوبات مالية.
فقد أقال أولا رئيستها وهي إيزابيل دوس سانتوس ابنة الرئيس السابق التي يشتبه بأنها قامت بعمليات اختلاس. لكن أغنى امرأة في أفريقيا تنفي ذلك بشكل قاطع.
وسحب من "سونانغول" واحدة من أهم مهامها وهي منح امتيازات التنقيب والحفر. وقد عهد بها إلى هيئة جديدة منفصلة هي "الوكالة الوطنية للنفط والغاز".
وقال لورينشو إنه قام بهذه الخطوة على أمل "إصلاح" القطاع "وخلق ظروف تمكنه من جذب الاستثمار الخاص".
ولم تقف الأمور عند هذا الحد. فقد أكد رئيس الدولة مطلع يونيو/حزيران أن أنجولا "ستكثف الجهود لتجديد الاحتياطات من أجل الحد من التدهور الكبير في إنتاج النفط".
ولعكس هذا المسار، ستعرض عشرات الحقول الجديدة في مزاد علني قريبا.
وتعترف لواندا بأن الأمر ملح فبدون مشاريع جديدة يمكن أن ينخفض إنتاج النفط إلى أقل من مليون برميل بحلول 2023، حسب وزارة النفط.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز